الأسعار “تقربل” جلسةً عمومية بالبرلمان

انتقل لهيب أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية الذي اكتوت بناره جيوب المغاربة لتشعل النقاش في قبة البرلمان، حيث دخل عدد من النواب  بين الأغلبية والمعارضة في تراشقات كلامية بين مؤيد لإجراءات الحكومة ومعارض لها، خلال جلسة الأسئلة  الشفهية في مجلس النواب اليوم الإثنين 11 أبريل الجاري.

وتدخل عددٌ من النواب من فرق المعارضة بشكل متتالي، بمداخلات متفرقة ومتطابقة في المضمون، حيث أكدت جميعها على ضرورة تدخل الحكومة من أجل خفض سعر المحروقات و باقي أسعار المواد الغذائية والخضر وعلى رأسها الفلفل و الطماطم.

وساءل النائب البرلماني، عن الفريق الحركي، إدريس السنتيسي، وزير الفلاحة عن السبب الحقيقي لغلاء أسعار الخضر وعلى رأسها الفلفل الذي وصل ثمنه 25 درهما للكيلوغرام  الواحد.

وأكد المتحدث نفسه، في سؤاله للوزير أن ثمن الفلفل ليس له علاقة بالحرب بأوكرانيا رغم الغلاء الكبير لأسعار المحروقات، مطالبا من الحكومة التدخل في خفض أسعار المحروقات بالتخلي عن الضرائب المرافقة.

من جانبه رد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، بكون الغلاء له ارتباط  بالسوق العالمية و هو أمر ليس بالغريب عن السوق المغربية، وأن الأمر له ارتباط بارتفاع سعر  المحروقات.

وقال أحد  البرلمانيين المتدخلين إن “الطماطم والفلفل والبصل أصبحت خضرا فوق العادة، حيث أنه عندما يقتنيها المواطن كايفتحها ويقلب واش فيها الكفتة ولا لا، وكما هو الحال في وقت سابق كانت بعض الخضر والفواكه تغيب عن السوق، فقد أصبح المواطن بعد اقتناء الفلفل يفتحها ويتفقدها إن كانت فيها “الكفتة” أم لا”، متسائلا “ما فائدة هذه المخططات إن لم تقدر على الحفاظ على الأمن الغذائي للمغاربة، إن لم تقدر الحكومة على توفير هذه المنتوجات بأثمنة مناسبة، موردا أن “هذا المخطط كان أخضرا في عيون الشركات وأسودا في عيون المغاربة”.

وقال رئيس الفريق الإستقلالي بمجلس النواب، نور الدين مضيان، إن “العالم والمغرب يمر من مرحلة دقيقة جدا”، مشيرا إلى أنه بدل هذه الجلبة التي تم إحداثها في البرلمان “يجب أن تتظافر جهود الجميع من أجل المساهمة في حل الأزمة وليس في تعميقها

في المقابل انتفض البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، محمد السيمو، في وجه مداخلات المعارضة حول غلاء الأسعار، بقوله: “العالم كله يتحدث عن موضوع الغلاء، وتا واحد ما غايبيع حوايجو ويعطيهم لواحد آخر”، موردا ان “الحكومة تعاطت بإيجابية مع  غلاء الأسعار وهي موفقة فيه، ولكن هذا أمر الله، والحمد لله الذي رحمنا وأطفأ هذا الغلاء”، في إشارة للتساقطات، وتابع “نحن لا نحتاج لأحد ليعطينا النصائح”.

من جانبه رد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، أنه لولا مخطط المغرب الأخضر لكان الوضع كارثيا، موردا أن “محيط المغرب بما فيها الدول القوية تعاني من ندرة هذه المنتوجات، و جميع الخضر بما فيها الطماطم والفلفل والبصل وغيرها، موجودة في السوق المغربية عكس باقي أسواق العالم”، وفق تعبيره.

وساءلت الباتول أبلاضي، عن المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية في مداخلتها الموجهة لوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، عن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لتأمين المخزون الإستراتيجي  للمواد الفلاحية، متسائلة “هل سنعالج غلاء الأسعار بالتصفيق”، في إشارة لتصفيق الأغلبية خلال رد الوزير.

وتفاعل الصديقي مع سؤال “البيجيدي”، بكون المغرب يتوفر على أكثر من 5 أشهر من المخزون الإستراتيجي ، موردا أن “الحكومة تقوم بتوفير مخزون استراتيجي من الحبوب والقمح و سيتم وضعه تحت تصرف المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني  خلال الأشهر القادمة، هذا بالإضافة على المخزون الذي  يتوفر عليه المغرب حاليا والذي يبلغ 5 أشهر”، وفق تصريح الوزير.