2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

صادق المغرب الإثنين بمقر الإتحاد الأفريقي بأديس أبابا، على عدد من المعاهدات ذات الأهمية الإستراتيجية، والتي تندرج في إطار تجسيد الرؤية الملكية للعمل الأفريقي المشترك.
ويتعلق الأمر باتفاق إحداث منطقة التبادل الحر القارية الأفريقية ، واتفاقية الإتحاد الأفريقي حول الوقاية من الفساد ومحاربته ، واتفاقية باماكو، بشأن حظر استيراد النفايات الخطيرة الى أفريقيا ، وحول مراقبة التحركات العابرة للحدود، وتدبير النفايات الخطيرة، المنتجة بإفريقيا، والبروتوكول الملحق بقانون تأسيس الإتحاد الافريقي، المتعلق بالبرلمان الأفريقي، ومعاهدة (بيليندابا) لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية بافريقيا، والميثاق الأفريقي حول السلامة الطرقية، واتفاق المقر المتعلق بإنشاء المرصد الأفريقي للهجرات.
وقد تم تنظيم مراسيم إيداع وثائق تصديق هذه الإتفاقيات ، من طرف مكتب المستشار القانوني، بمشاركة مفوض الإتحاد الأفريقي للشؤون السياسية، والأمن والسلم ، بانكول أديوي، الذي يمثل ،رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد، والسفير الدائم للمملكة المغربية لدى الإتحاد الافريقي واللجة الإقتصادية لأفريقيا والأمم المتحدة، محمد عروشي.
وأكد محمد عروشي في تدخل له خلال هذه المراسيم ، أن تصديق المملكة المغربية، على البروتوكول الملحق بالقانون التأسيسي للإتحاد الأفريقي المتعلق بالبرلمان الأفريقي، الذي تم تبنيه بملابو في 27 يونيو 2014 ، يؤكد على الإرادة الراسخة للمغرب في تحديث و تحسين العمل البرلماني في قارتنا الأفريقية، بما يجعل منه ركيزة للتكامل الأفريقي ، ووسيلة لتوطيد قيم الديموقراطية، وحقوق الإنسان ، بالنظر الى الأدوار التي اضطلعت بها هذه المؤسسة التمثيلية، التي تسهم في تعزيز التضامن والوحدة، وترسيخ الديموقراطية، وحقوق الإنسان ، ومبادئ دولة القانون، والحكامة الجيدة، كما هي متعارف عليها دوليا، حتى تكون في مستوى تطلعات المواطنين الأفارقة.
ولدى تطرقه الى مجال الحكامة ، أشار الدبلوماسي المغربي الى ان المملكة المغربية ، صادقت أيضا على اتفاقية الإتحاد الأفريقي ، حول الوقاية من الفساد ومحاربته، التي توفر اطارا قانونيا وتنظيميا منسجما مع السياق الأفريقي، يهدف الى تنسيق السياسات والتشريعات الوطنية ، بين الدول الأطراف، ولا سيما تلك المتعلقة بالنهوض بالتنمية الإقتصادية ، و خلق الشروط الملائمة ، الرامية الى الرقي بمبادىء الشفافية ، وربط المسؤولية بالمحاسبة، من أجل المساهمة في تعزيز الحكامة والتنمية بالقارة.
وفي ما يتعلق بالتجارة ،أكد عروشي ان مصادقة المغرب على الإتفاق المتعلق باحداث منطقة التبادل الحر القارية الأفريقية ،يدل على الإنضمام الفعلي للمملكة المغربية لهذه السوق التجارية الفريدة ، وانخراط المغرب في هذا المسلسل .
واعتبر الدبلوماسي المغربي، ان سياق و توقيت هذا الإنضمام، يندرجان ضمن الدور الواعد الذي ستضطلع به هذه السوق القارية، من اجل تحقيق الإقلاع الإقتصادي للقارة، وتعزيز قدرتها لا سيما مع تفشي وباء كوفيد 19 ، وانعكاساته على اقتصادات القارة، والتي تفاقمت جراء الأزمة الأوكرانية – الروسية.
وفي ما يخص الإتفاق المتعلق بانشاء المرصد الأفريقي للهجرات ، أبرز السفير أهمية هذا المرصد ، الذي يعتبر ثمرة رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رائد الإتحاد الأفريقي في قضايا الهجرة، وذلك باعتباره مؤسسة للإتحاد الأفريقي تتمحور مهامها حول ثلاث مهام هي التفاهم والإستباق والمبادرة.
وستُتيح أنشطة المرصد التي تتسم بطبيعة تقنية و عملية، معرفةً أفضل لظاهرة الهجرة، و خلق تراكم أفريقي حول الهجرة، وتيسير انسجام السياسات الفاعلة في هذا المجال .
وفي سياق تناوله للسلامة الطرقية، سجل عروشي، أن التصديق على الميثاق الأفريقي حول السلامة الطرقية ، يندرج في اطار الإلتزامات القارية السابقة للمغرب، و أخذا بنظر الإعتبار المعدل المرتفع لحوادث السير بأفريقيا.
وبخصوص التنمية المستدامة، أكّـــد الدبلوماسي المغربي، ان مصادقة المغرب على اتفاقية باماكو، حول منع استيراد النفايات الخطيرة الى أفريقيا ، و حول مراقبة التحركات العابرة للحدود، و تدبير النفايات الخطيرة المنتجة
بافريقيا، يعكس عزم والتزام المغرب من أجل بلوغ أهداف هذه الإتفاقية، ومنها مراقبة انتشار النفايات الخطيرة بالقارة، من خلال منع حرق هذه النفايات ،وإلقائها بالمياه الإقليمية الأفريقية، وضمان التخلص منها ، بشكل يأخذ في الإعتبار المعايير البيئية المعمول بها على الصعيد العالمي.
كما تناول السفير تصديق المغرب على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ،و التي تشكل إضافة نوعية للمنظومة الدولية والقارية الخاصة بالحد من التسلح النووي ، والتي ترتقي في الوقت نفسه بالإستخدام السلمي للطاقة ، من أجل تحقيق ، تنمية بيئية وسوسيو – اقتصادية بأفريقيا .
وصادق المغرب في بداية أبريل على المعاهدة المتعلقة بإحداث الوكالة الأفريقية للأدوية التابعة للإتحاد الأفريقي.