لماذا وإلى أين ؟

أبو حفص: هؤلاء الذين يُسمّون بـ “الدعاة” لا يُدركون  طبيعة المُجتمعات

أعاد انتقاد الداعية الإسلامي، ياسين العمري، لدور ” الشيخة ” في مسلسل ” المكتوب ” الذي يعرض على القناة الثانية بعد الإفطار، وما رافقه من ردود أفعال على مواقع التواصل الإجتماعي، (أعاد) الحديث عن الدعاة ونطاق حريتهم ومدى إدراكهم لطبيعة المجتمعات.

وفي هذا الصدد، قال الباحث في الدراسات الإسلامية محمد عبد الوهاب رفيقي المعروف ب ” أبو حفص “، ” لنتحدث الآن بقليل من العمق،  هؤلاء الذين يسمون ب “الدعاة” لا يدركون  طبيعة المجتمعات، و أنها فطريا تسعى إلى خلق التوازن غير آبهة بفتوى المفتي أو نهي الواعظ، للداعية جمهوره لكن لا يمكن أن يخضع المجتمع كله لأفكاره وتوجهه مهما داعب ذلك أحلامه وطموحاته “.

وأضاف ” أبو حفص “، أنه ” حتى القرون التي يسمونها بالمفضلة، ويدعوننا إلى العودة إليها، كانت كل الظواهر موجودة ويتعايش معها الناس، انتشرت ظاهرة القيان والجواري المغنيات والراقصات، وتفشت ظاهرة حب الغلمان والتغزل بهم، حتى كان للسلاطين غلمان معروفون بأسمائهم، وعرفت الحانات التي يشرب بها الخمر،أين كان الفقيه وقتها؟ في مسجده يعظ و يصيح والمجتمع في واد آخر غير ملتفت إلى وعظه، لأن دينامية المجتمع أقوى من كل القوانين و التشريعات والأحكام الدينية “.

واسترسل ذات المتحدث في تدوينة على حسابه بموقع التواصل الإجتماعي ” الفيسبوك “، بالقول ” وهذا ما جعل كل محاولة لتنميط المجتمع  وجعله نسخة واحدة تبوء بالفشل، رأينا ما وقع بالسعودية والسودان وأفغانستان، تجارب فاشلة وقاسية وأدت إلى استفحال كل ما يمنع منه الداعية والواعظ… “.

وزاد رفيقي بخصوص الهجوم الذي يتم شنه على المعارضين للدعاة، أنه ما ينبغي على هؤلاء ” أن يدافعوا عنه هو حريتهم في إبداء ارائهم، لأنها ضرورية لخلق التوازن داخل المجتمع، أما أن يسعى لمهاجمة كل مخالفيه، أو أن يكون الجميع نسخة مما يريد، فذلك من أحلامه التي لم تتحقق أبدا و لن تتحقق، ولا يغرنه كثرة المصفقين، لأن غالب هؤلاء المصفقين أنفسهم هم من يحبون سماع أن الفوائد البنكية حرام، وتدبير كل حياته قائم على القروض البنكية، يحب أن يسمع أن التبرج حرام وهو أول المتحرشين،  يحب أن يسمع الداعية يتحدث عن الزنا وهو يصيح “أترضاه لأختك”، وهو يتسكع و ينام مع أخوات الآخرين، المهم فقط أن تدغدغ عاطفته الدينية، أما سلوكه فله شأن آخر…. “.

وختم أبو حفص تدوينته بالقول ” لذلك دعوا  المجتمع يعبر عن نفسه بحرية، ويمارس ما يريد بحرية ما دام ذلك في إطار القانون، الحمد لله أن الدولة واعية بهذا المعطى، و إلا لو سلم الأمر لهؤلاء لتوقفت الحياة واختتق المجتمع “.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

6 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Chopin
المعلق(ة)
22 أبريل 2022 10:53

الى السيد حمورابي
اعد قراءة تعليقي لو سمحت، ليس لي اي موقف سلبي اتجاه مهنة الشيخة.. اتحدث عن غياب الموضوعية في الرد على نقد الاستاذ العمري للشيخة ليس كشخص و لكن كموصوع لعمل درامي خلال شهر مقدس لدينا جميعا …..غياب الموضوعية الذي صاحبه كل هذا الهرج و كأنه افتى في ذلك، رغم ان صديقك الكريم كان قد تحدث عند استضافته من طرف احدى الجمعيات المطالبة بعدم تجريم العلاقات الرضائية عن جواز العلاقات الحميمية خارج إطار الزواج شريطة عدم الايلاج، مستشهدا بالحادثة التي وقعت زمن رسول الله و التي سبق ان ذكرتها ،حيث كان دلييله في ذلك بمثابة البحث عن فتوى في قمامة الشريعة الإسلامية لاضفاء الشرعية على مطلب العلاقات الجنسية الرضائية…. فكما تركناه و شأنه ” فمو هذاك” فليعطي للاخرين حقهم في التعبير رغم ان الاستاذ العمري لم يفتي في ذلك عكس ما قام به صديقك فيما يخص عدم الايلاج، اما عن حديتي عن المواقع الإباحية فالمرجو استحضار ما قاله الباحث في الدراسات الاسلاميه عن البورنو يوم الاربعاء الماضي…… تحياتي
لا تنسى ان حمورابي كان عادلا

ما شاء الله
المعلق(ة)
22 أبريل 2022 05:32

الانسان الذي لا مبدأ له عليه أن يلزم الصمت ولا شأن له بالدعوة ولا الدعاة. إنسان كان يحسب على الدعوة ويعتبر نفسه من الدعاة فإذا به بين عشية وضحاها يعطي قفاه للدعوة ويتنكر الدعاة ويجرحهم عليه أن يلزم السكوت .إنسان كان متطرفا في أقصى اليمين فإذا به يدور 380 درجة فيصبح متطرفا في أقصى الشمال عليه أن يصمت .أصمت يا من لا مبدأ له .

Chopin
المعلق(ة)
22 أبريل 2022 05:13

السيد حمورابي…
اعد قراءة تعليقي لو سمحت، ليس لي اي موقف سلبي اتجاه مهنة الشيخة.. اتحدث عن غياب الموضوعية في الرد على نقد الاستاذ العمري للشيخة ليس كشخص و لكن كموصوع لعمل درامي خلال شهر مقدس لدينا جميعا …..غياب الموضوعية الذي صاحبه كل هذا الهرج و كأنه افتى في ذلك، رغم ان صديقك الكريم كان قد تحدث عند استضافته من طرف احدى الجمعيات المطالبة بعدم تجريم العلاقات الرضائية عن جواز العلاقات الحميمية خارج إطار الزواج شريطة عدم الايلاج، مستشهدا بالحادثة التي وقعت زمن رسول الله و التي سبق ان ذكرتها ،حيث كان دلييله في ذلك بمثابة البحث عن فتوى في قمامة الشريعة الإسلامية لاضفاء الشرعية على مطلب العلاقات الجنسية الرضائية…. فكما تركناه و شأنه ” فمو هذاك” فليعطي للاخرين حقهم في التعبير رغم ان الاستاذ العمري (الذي لا اعرفه البثة )لم يفتي في ذلك عكس ما قام به صديقك فيما يخص عدم الايلاج، اما عن حديتي عن المواقع الإباحية فالمرجو استحضار ما قاله الباحث في الدراسات الاسلاميه عن البورنو يوم الاربعاء الماضي…… تحياتي
لا تنسى ان احمورابي كان فقيها في القانون و مشرعا عظيما …. حبذا لو تصدع بالحق مثله

حمورابي
المعلق(ة)
22 أبريل 2022 02:08

ما هاذا تجريح يا chopin في حق باحث و هذه النرفزة. الا تدرك ان الشيخة لعبت دورا هاما في محاربة الاستعمار وكانت تحفز جيش التحرير المسلمة علي الغزاة الصليبية. ولما انحهل تراث آبائنا ا جدادنا وتحرم ابنائنا من معرفة تراث ابائهم. ويحب علي الفقهاء انفتاح على المحتمع لان الوسائل الاتصال محت الحدود وكل الديانات يجب ان تواكب تطورات وتحولات المجتمع.

فبق
المعلق(ة)
الرد على  Chopin
22 أبريل 2022 01:58

كترو الفقها خاص اعادة النضر في هاذ المجال الملغوم و الدي لا فائدة من شيوخ يحلفون بالسنة التي هي عبارة عن كتابين كتبهما العباسيون بعد اكتر من ١00 سنه من وفاة الرسول و كل كتاب السيرة هم فارسيون عباسيون من ابن كتير الى البخاري

Chopin
المعلق(ة)
22 أبريل 2022 01:31

أتساءل و انت الباحث في الدراسات الاسلامية، لماذا هذا الهرج و المرج لمجرد ان داعية او عالما تحدث عن غياب الموضوعية في تناول موضوع مشبوه خلال شهر العبادات و الغفران؟ من المعلوم للجميع ان شهر رمضان شهر مقدس لذا المسلمين ، شهر العبادات و الصدقات و تلاوة القرآن الكريم ….. إذن أن تجعله انت و امثالك شهر الترويح والترفيه عن النفس بالمسلسلات ذات المواضيع التافهة كما قلت، فذاك دينك و ديدنك ، و انت الذي تربى و ترعرع في بيت محافظ….لكن ان تدافع عن تناول مواضيع تافهة مثلك لان احدهم مارس النقد و لا شيء غير النقد فهاذا “خرجان العقل” بعينيه…. ماذا تركت للاجيال الصاعدة التي تجهل حتى ماهية سورة الاخلاص؟ كيف ستتعايش مع شهر العبادات و انت تدعوا الى التطبيع مع ” خرجان الطريق” خلال الشهر الفضيل و جعل مفهوم الصيام مقتصرا على الجوع و العطش و قضاء الليالي في مشاهدة ما هو تافه الى أن يحين موعد السحور ؟ الا تخجل من نفسك و انت الذي ناديت بالفاحشة لما تم استدعاؤك من طرف من يبحثون عن مخرج قانوني للمارسة الجنس “الرضائي” مستشهدا بالشاب الذي لم يعاتبه رسولنا الاعظم لانه داعب احداهن و عاشرها لكن دون ايلاج، لماذا لم يتم التصدي لك بالشكل و بالهرج الذي صاحب تصريحات الدكتور العمري رغم انه عبر عن رأي يلزمه…. خرجت علينا بالامس و اليوم ربما إرضاءا لصديقك هشام الذي صرحت بالامس انه يشتغل بإحدى المحطات الإذاعية كي يتم استضافتك من جديد للاسترزاق على حساب من عبر عن رأيه بكل اريحية و لم يفتي في موضوع الشيخة…… انه الشرخ النفسي و السيكولوجي الذي تعانيه انت بالاساس قبل ان نسمح لك بأن تنسبه لعامة المغاربة ، اتفرج مع راسك و لا تنسى المواقع الإباحية ايها الباحث في الشؤون الإسلامية….. هزلت و الله

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

6
0
أضف تعليقكx
()
x