لماذا وإلى أين ؟

إسبان مُتأسِّفون من اكتشاف المغرب للنّفط غير بعيد عن جُـزر الكناري

تناقلت الصُّحف الإسبانية على نطاق واسع خبر اكتشاف شركة Europa Oil & Gas البريطانية المتخصصة في التنقيب عن الغاز والنفط في المغرب، أزيد من مليار برميل من المعادل النفطي القابل للإستخراج بدون أي مخاطر بساحل إنزكان، قرب مدينة أكادير، مبدية تحسرها لوجود هذه الحقول غير بعيد عن جزر الكناري، وتحديدا 175 كيلومترا عن شمال شرق جزيرة “لاغراسيوسا”.

ووصفت المغرب بـ “المحظوظ” لاكتشافه هذه الثروة، متسائلة كيف أن شركة “ريبسول” الإسبانية سبق أن أجرت عدة محاولات للتنقيب بالقرب من هذه المنطقة، ما بين سنة 2001 و2015، إلا أنها تخلت عن المشروع، بعدما أفادت أن الإكتشافات المفترضة لن يكون لها الحجم الكافي أو الجودة المطلوبة.

وأعربت صحيفة libremercado عن الأسف  لتضييع الحكومة فرصة إيجاد هذه المواد الهيدروكربونية، وتركها ليستفيد منها الجار المغربي، بحسبها، مبرزة أن الأسابيع القليلة التي كانت تجري فيها عمليات التنقيب في مياه جزر الكناري في السنوات المذكورة، شهدت احتجاج مجموعة من الجمعيات البيئية، كما رفض بعض السياسيين هذا الأمر.

وأوردت أن هذه المسوحات التي قامت بها شركة “ريبسول”، كانت الإستطلاعات الوحيدة التي أجريت في المياه الإسبانية للأرخبيل. وفي المقابل، تُردف ذات الصحيفة أن المغرب أمضى 50 عاما من التنقيب في الأرض والبحر، بما فيها المياه المقابلة لأقاليمه الجنوبية.

وأوضحت ذات الصحيفة أن محاولات المغرب توجت مؤخرا بوجود كمية تبلغ مليار برميل من النفط، في المنطقة على يد الشركة البريطانية “أوروبا أويل”، مـبرزة أن المغرب عقد اتفاقيات عِـدة مع شركات التنقيب في المنطقة، منها “Ratio Petroleum قبل حوالي سنة.

وتركت السلطات الإسبانية المحاولة الرئيسية الوحيدة التي قامت بها للعثور على الهيدروكربونات تحت مياه الكناري، يقول المصدر، لتُعلن في سنة 2021، حظر “التنقيب وتصاريح البحث وامتيازات استغلال الهيدروكربونات” في جميع أنحاء البلاد، وهو أمر استفاد منه المغرب في آخر المطاف، بحسبه.

وذكرت، أن الدراسة الرئيسية الوحيدة حتى الآن، التي تطرقت إلى إمكانية وجود الهيدروكربون في إسبانيا وجزر الكناري، هي تلك التي أعدتها في سنة 2012، الرابطة الإسبانية لأبحاث الهيدروكربون وشركات الإستكشاف والإنتاج، بالتعاون مع شركة “جيسال”، والتي أشارت إلى أن 60 في المائة من موارد النفط التقليدية، وأكثر من 50 في المائة من موارد الغاز، تتوافق مع الجزر.

وقدرت الدراسة، وجود حوالي 1200 مليون برميل من النفط، و226 مليار متر مكعب من الغاز، في الأراضي الإسبانية، متسائلة “هل ينتهي بها الأمر في يد المغرب، بعدما ضاعت الفوائد المفترضة، فيما لا تزال المخاطر التي يخشى منها قائمة، إن انتهى الأمر بالمغرب إلى العثور على النفط وحفر الآبار بالقرب من الجزر؟”

وفي أول تعليق على الإكتشاف النفطي الذي أُعلن في المغرب، قال وزير الخارجية الإسبانية، خوسيه مانويل ألباريس، إن مدريد غير قلقة من الإكتشاف لأنه يقع في الجانب المغربي من المياه المشتركة.

ونقلت صحيفة “الكونفيدنشال” أن ألباريس أكد، الجمعة، أنه لا خلاف بين مدريد والرباط حول هذه المسألة، مشيرا إلى أنه رغم عدم ترسيم الحدود بين البلدين على الواجهة الأطلسية، تقع المنطقة التي اكتشف فيها النفط في الجانب الأقرب من المغرب.

وقالت الصحيفة إن الجدل ظهر هذا الأسبوع بعد خبرين، يتعلق الأول بما أعلنه المكتب الوطني للهيدروكربونات والمناجم المغرب عن العثور على النفط والغاز في بئرين تم مسحهما قبالة سواحل طرفاية وإفني بين عامي 2000 و 2022 دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

أما الخبر الثاني، تقول الصحيفة، فيأتي بعد إعلان الشركة البريطانية “أوروبا أويل أند غاز” توقع استخراج أكثر من 1000 مليون برميل من النفط في حوض أكادير

وقالت الصحيفة إن حساب الخريطة التي قدمتها الشركة يظهر أن المنطقة التي اكتشف فيها النفط تقع على بعد حوالي 200 كيلومترا من لانزاروت ولا غراسيوسا الإسبانيتين.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x