لماذا وإلى أين ؟

“نساء في حياة الرسول”.. قلادةُ خديجة تدفع النبي لإطلاق سراح زوْج ابنته زينب بشرط (ح21)

لعبت النساء دورا محوريا في حياة الرسول محمد (ص)، بدءا من زوجاته فبناته ثم حفيداته، وتجاوزن هذا الدور إلى المساهمة في انتشار الدعوى الإسلامية في الحقبة الأولى للإسلام، فكانت أول من آمنت بالنبي امرأة، وهي خذيجة بنت خويلد، الزوجة الأولى للرسول.
قصص عديدة، ستحاول “آشكاين” سردها في هذه السلسلة الرمضانية التي اختير لها عنوان “النساء في حياة الرسول”، والتي من خلالها سيتم تسليط الضوء أيضا على الحياة العاطفية للنبي وكيفية تعامله مع زوجاته وتعاملهن معه، بالإضافة إلى علاقتهن ببعضهن البعض مع سبر أغوار حياتهن الاجتماعية والسياسية من خلال الإعتماد على عدد من المراجع كالأحاديث والقرآن وكتب الثراث أو باحثين في تفاصيل الزمن الغابر.

الحلقة 21: قلادة خديجة تدفع النبي لإطلاق سراح زوج ابنته زينب بشرط

بعدما تأثر الرسول بشدة عند رؤيته قلادة حبيبته و زوجته خديجة التي أهدتها لابنتها البكر زينب، والتي بدورها (زينب) قدمتها فدية لإطلاق سراح زوجها أبي العاص، قام النبي بتحرير الأخير لابنته شريطة أن يرسل إليه ابنته زينب.

وتقول الباحثة في التراث الإسلامي، هالة الوردي إن النبي أرسل أيضا القلادة من أبي العاص ليرجعها لزينب، مبرزة أن أبي العاص وفى بوعده وأرسل زوجته لوالدها بالمدينة،.

وفي وفاء أبي العاص بوعده، تردف الوردي، فإن محمدا كان معجبا بشهامة زوج ابنته، وكان يعلم أنه لن يخيب ظنه وهذا ما وقع تماما.

فبدأت زينب بالتجهّز للرحلة، وحملها أخ زوجها كنانة بن الربيع على بعير له فركبته وهي في هودج، فخرج بها نهارًا حاملًا قوسه معه يحرسها، فعلمت بذلك قريش ولحقوا بها، وكان أول من سبق إليها رجل يُدعى هبّار بن الأسود وآخر اسمه نَافِع بن عبد قي.

فأخافها هبّار برمح له وهي في الهودج، وتذكر الروايات أنّها كانت حاملاً، فلمّا خافت أسقطت حملها، وتفاوض أبو سفيان مع كنانة بأن يرجع بها إلى مكة وينطلق بها سرًا ليلاً خوفًا من أن يتحدث أهل مكة عن الأمر، ففعل كنانة ذلك، وسلّمها لزيد بن حارثة و رجل آخر كان النبي محمد قد أرسلهما بعد غزوة بدر بشهر لاصطحابها إلى المدينة.

وبعد ذلك بسنين أسلم أبو العاص قبل فتح مكة، وعاد إلى المدينة ورجع إلى زينب، وقد وَلدت زينب لأبي العاص ولداً اسمه عليّ، وابنة اسمها أمامة، أما عليّ فقد تُوفي وهو صغير، وكبرت أمامة وتزوّجها عليّ بن أبي طالب بعد وفاة فاطمة.

وقد تُوفّيت زينب في العام الثامن من الهجرة،وخرج النبيّ في جنازتها وأنزلها القبر، وثبت عن أنس بن مالك أنه قال: (توُفِّيَتْ زينبُ بنتُ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فخرجَ بجنازتِها وخرجْنا معَهُ، فرأيناهُ كئيبًا حزينًا، ثمَّ دخلَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قبرَها فخرجَ مُلتَمعُ اللَّونِ، فسألناهُ عن ذلِكَ فقالَ: إنَّها كانت امرأةٌ مِسقامًا فذَكَرتُ شدَّةَ المَوتِ وضغطةَ القبرِ، فدعَوتُ اللَّهَ عزَّ وجلَّ فخفِّفَ عنها).

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x