لماذا وإلى أين ؟

خبير يُعدِّد دلالات توقيع الحموشي لاتفاق مع الشُّرطة الهولندية رغم التوترات بين البلدين

وقّــع المديرُ العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني ومفوض شرطة الأراضي المنخفضة، يومه الثلاثاء 10 ماي 2022 بمدينة الرباط، “خطاب نوايا” يُحدد مجالات وأشكال التعاون الثنائي في مختلف المجالات الأمنية ذات الإهتمام المشترك.

وينطلق هذا الإتفاق الثنائي، من الرغبة المشتركة في توطيد علاقات التعاون الأمني بين مصالح الأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني من جهة والشرطة الهولندية من جهة ثانية، كما أنه يهدف إلى تثمين وتقوية هذا التعاون، بشكل يسمح بضمان التصدي الحازم والفعال للتحديات التي تطرحها الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية والتهديدات المرتبطة بالخطر الإرهابي والتطرف العنيف.

ويأتي هذا الإتفاق، في الوقت الذي جمعت المغرب وهولندا عددٌ من المشاكل والخلافات على رأسها رفض هولندا تسليم البرلماني المغربي السابق ذي الجنسية الهولندية سعيد شعو، الذي اعتقل بالأراضي المنخفضة بتهمة الإتجار بالمخدرات قبل إطلاق سراحه، إلى جانب ملف حراك الريف الذي تابعته هولندا بشكل لافت، بالنظر إلى ضغوط جالية كبيرة من أبناء الريف في هولندا، ما شكل القشة التي قصمت ظهر العلاقات الودية بين المملكتين.

وفي هذا الصدد، يرى المحلل السياسي والمختص في العلاقات الدولية، محمد شقير أن مسألة الخلافات بين المغرب وبعض دول أوروبا لا تفضي إلى وقف التعاون الأمني فيما بينهما، نظرا لعدة اعتبارات من بينها الجاليات المغربية المقيمة بتلك الدول وكذا المصالح التي تجمع فيما بينهما.

وأضاف شقير في تصريح لـ “آشكاين” أنه بالرغم من التوترات التي شهدتها العلاقات بين كل من المغرب من جهة و ألمانيا وفرنسا كل على حدة لم تؤثر على التعاون الذي ظل مستمرا، مسترسلا “وفيما يخص الإتفاق أو ما يعرف بخطاب النوايا الموقع اليوم بين المغرب وهولندا فهو بمثابة تأطير للتعاون بين الجهازين الأمنيين لكلا الجانبين”.

وأوضح المتحدث أن التعاون بين الجهازين طالما كان موجودا، إلا أنه احتاج لإطار قانوني ينص على عدد من البنود والإجراءات، وهو الأمر الذي تم اليوم من خلال التوقيع على “خطاب النوايا” من طرف مديرية الأمن المغربية والشرطة الهولندية.

وعن توقيت توقيع هذا الإتفاق، يردف المحلل السياسي، أن التحديات المطرحة اليوم والتي تهدد سلم وأمن الدولتين، كالإرهاب والإتجار بالأسلحة وتمدد العصابات المنظمة خاصة في مجال المخدرات بالإضافة إلى الجرائم المالية، هي التي تحتم ضرورة تأطير التعاون الأمني بين الجانبين.

وأشار شقير إلى أن هناك جالية مغربية تعيش بهولندا وتتنقل سنويا من وإلى المغرب، مبرزا بالقول “جل هذه الجالية تتحدر من الشمال الشرقي للمغرب والمعروفة باشتغالها في مجال تهريب المخدرات، وبالتالي فالتعاون الأمني وبتأطير قانوني أمر كان من المفروض أن يتم قبل اليوم”.

ويُـشكِّلُ “خطاب النوايا” الموقع بين الشرطة المغربية ونظيرتها بالأراضي المنخفضة “إطارا اتفاقيا” لتنظيم و دعم التعاون الثنائي، يحرص فيه الطرفان على تبادل المعلومات وتعزيز التعاون في مجال الأبحاث الجنائية والتكوين الشرطي، وكذا تقاسم الخبرات والتجارب والمعرفة المرتبطة بالعمل الأمني.

كما يحدد هذا الخطاب نطاق التعاون، الذي يبقى قابلا للتطوير كلما فرضت مصلحة الطرفين ذلك، في ميدان مكافحة الإرهاب والتطرف، وجرائم المخدرات والإتجار غير المشروع في الأسلحة النارية، والجرائم المالية والإقتصادية بما فيها غسيل الأموال المتأتية من أنشطة محظورة، والإتّجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، وكذا الجرائم السيبرانية المرتبطة بالتكنولوجيات الحديثة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x