لماذا وإلى أين ؟

وهبي يهين وزراء حلفائه في الحكومة ويحتقرهم أمام الملء

بلغة “وحدي مضوي البلاد”، أطلق عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب “الأصالة والمعاصرة”، خطابا في الكثير من الإهانة والاحتقار لوزراء حلفائه في الأغلبية الحكومية، وذلك أمام الملء

وهبي وخلال الكلمة التي ألقاها في افتتاح المجلس الوطني لحزبه، السبت 28 ماي الجاري، بالرباط، قال “إن الوقت الذي مر على عمر الحكومةكان كافيا ليظهر وزراءنا على حقيقتهم كمناضلين ديمقراطيين، وككفاءات سياسية عالية، حريصة على الوفاء بكل الالتزامات التي قطعها حزبهم على نفسه أمام ناخبيه”، وذلك في تمييز لوزراء البام على باقي أعضاء الحكومة، المفروض أن يجمعها مبدأ التكافل بين أعضائها، بشكل فيه إهانة مباشرة لباقي الأحزاب، بالتلميح إلى أنهم ليس كفاءات ولم يفوا بما وعدت به أحزابه المغاربة، كما فعل زملائهم الباميين !!

الأكثر من ذلك؛ واصل وهبي إهانته واحتقاره لحلفائه في الأغلبية، بقوله “إنه في كل القطاعات، التي تحمل فيه مناضلونا مسؤوليتهم الحكومية، وأثبتوا للرأي العام الوطني أن حزب الأصالة والمعاصرة ليس ادعاء سياسيا، ولا بلاغة إيديولوجية تدغدغ عواطف العموم، إنما هو قوة سياسة مؤسساتية مسؤولة، قوة فاعلة واقتراحية، بنت نفسها بشكل مثين خلال عقد من الزمن، ناضلت وتمرست في المعارضة، واليوم تبادر بالمشاريع وتسهم في الحلول داخل الحكومة”، وهو كلام يدفع إلى التساؤل عمن هي القوة السياسية داخل الحكومة التي هي عبارة عن ادعاء سياسي وبلاغة أيديولوجية تدغدغ عواطف العموم، هل الأحرار أم الاستقلال؟

ودائما بلغة متعجرة محتقرة لحلفائه قبل خصومه، يرى وهبي أن وزراء حزبه هم من “يحضون بالمتابعة الصحفية والنقد داخل المشهد الإعلامي والسياسي المغربي أكثر من غيرهم، وإن هذا إن أدل على شيء فإنما يدل على أننا وزراء سياسيين مسؤولين، مناضلين في الحكومة، ولن نكون في يوم من الأيام وزراء إداريون صامتون”.

“فالنقد الموجه لأدائنا الحكومي إن اتفقنا جدلا على أنه نقدا”، يضيف وهبي “هو مقياس على أننا نتبنى مبادرات إصلاحية نعتقد بأهميتها لتقدم بلادنا، رغم ما قد تثيره من خلافات بيننا وبين بعض مكونات المجتمع، فلا نرتضي أسلوب الشعبوية التي تروم إرضاء عامة الناس بالجمود وغياب المبادرة وافتقاد المواقف الصريحة، فلم نأتي للحكومة لنرضي هذا الطرف أو ذاك، بل لننجز الإصلاحات التي نراها ضرورية في المجالات التي لنا فيها مسؤوليات، لذلك فإن وزراءنا لا يستغربون عندما ترتفع أصوات لتقاوم هذا القرار أو ذاك، لأننا جميعا نعلم أن الإصلاح له ثمن، كما أن له خصوم، تارة بدون نوايا سيئة وتحت جهل بالأفاق التي يفتحها، وتارة أخرى بدواع الأنانية السلبية”.

كلام وهبي هذا إن أدل على شيء فإنما يدل على أن الرجل وصل مرحلة متقدم من مرض يسمى بـ”جنون العظمة”، ودخل في صراع معلن مع حلفائه في الحكومة الذين وجه لهم رسائل مباشرة بكون حزبه هو الحكومة والحكومة هي حزبه، والباقي “كراكيز” تنشط معه البطولة !!

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

4 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
مريمرين
المعلق(ة)
الرد على  علي
30 مايو 2022 13:13

… إقرؤوا قصيدة ” الضفدع و البقرة” للشاعر الفرنسي “لافونطين” و سترون أن الشاعر كان يقصد قبل قرون أمثال سي وهبي وزير العدل .

علي
المعلق(ة)
28 مايو 2022 21:12

مصيبة كارثة سياسية تكشف حقيقة حزب التراكتور

زكرياء
المعلق(ة)
28 مايو 2022 20:12

لمعرفة وهبي على حقيقة من يكون ما علينا إلا أن نرجع بعض الشيء للوراء وبالضبط أيام الحملة الانتخابية حين كان يقول بأنه لن يدخل شخصيا وبصفته الحزبية حكومة يقودها أخنوش ولن يقبل أن يكون موظفا عنده ! ويكفينا أن نرجع إلى قصة التقاشير لنقف على مدى جنون العظمة التي يتميز بها هذا الكائن السياسي الغريب الأطوار !

tbaten
المعلق(ة)
28 مايو 2022 19:24

إنجازات الحكومة يراها المواطن البسيط في إرتفاع الأسعار التي يصاحبها إرتفاع مداخيل ضريبة الإستهلاك التي تنعش خزينة الدولة !!!!ويلمسها في واقعه اليومي الذي يتجسد في تذني مستوى الخدمات العمومية رغم الميزانيات الضخمة المرصودة لها، ما يعكس حقيقة إستشراء الفساد في الإدارة ….وأهمس في أذنه أنه لا يحتاج للجمعيات لفضح الفساد !!!!فهو واضح وضوح الشمس ونتعايش معه بفضل التدجين الذي خضعنا له منذ سنين !!!!!بل أن السياسة في وقتنا الحالي فقدت نبلها وأصبحت مرتعا لمن يتقن قيادة القطيع بالتهديد والترغيب !!!!!بل كذلك نؤدي ضرائبنا ومعها مصاريف تمدرس أبنائنا و مصاريف تطبيبنا و نمشي في طرق مهترئة …..ولا يهمنا قيلكم وقالكم !!!!!سئمنا منكم وننتظر أن تسأموا منا

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x