لماذا وإلى أين ؟

خبير يكشفُ خلْفيات زيارة ثانية لـوزير دفاع إسرائيل للمغرب

تباحث وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، أمس الثلاثاء 31 ماي المنصرم، مع نظيره المغربي ناصر بوريطة بشأن تعزيز العلاقات بين البلدين، تمهيدا لزيارة مرتقبة لوزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، للمغرب خلال هذا الأسبوع، حيث سيلتقي الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المغربية المكلف بالدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، كما سيلتقي غانتس وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، حسب صحيفة “وازكام” العبرية.

وتأتي هذه الزيارة المرتقبة لغانتس بعد حوالي 6 أشهر على أول زيارة له بعد تطبيع العلاقات بين البلدين، والتي تمت في 25 من نونبر 2021، وهو ما يثير علامات استفهام عن خلفياتها وعن الدوافع وراءها، خاصة أنها تأتي في ظل سياق دولي محموم بانتقادات لاذعة لإسرائيل، سيما بعد قتل الصحافية شيرين أبو عاقلة من طرف قوات الإحتلال الإسرائيلي بدم بارد و أمام مسمع و مرأى العالم.

في هذا السياق، يرى الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية وتسوية النزاعات، عصام لعروسي، أن “الأمر طبيعي، نظرا لمجموعة من الإتفاقات والتفاهمات التي وقعها المغرب مع إسرائيل”.

وأوضح لعروسي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “الطرف الإسرائيلي لازال مهتما باستكمال وتطوير هذه العلاقات، إن كان على مستوى العلاقات الدبلوماسية أو المبادلات التجارية، و نحن رأينا كيف سارع الطرف الإسرائيلي إلى توقيع اتفاقية حول منطقة التبادل الحر مع الإمارات، وهي نفس الأهداف مع المغرب”.

موردا أن “الطرف الإسرائيلي يحاول أن يحقق العديد من المكتسبات لمصلحة البلدين، خاصة أن إسرائيل تحاول أن تنفتح على السوق المغربي، علما أن اتفاقيات وازنة وقعت بين الجانبين على  المستوى العسكري و عززت أنظمة الدفاع على مستوى الطيران و البحر وعلى مستوى الخطط”.

وتابع محدثنا أن “هذه الزيارات ستهييء لانفتاح على المغرب في  مجالات التعاون، خاصة مع فترة الجمود التي لوحظت بين الجانين خلال الفترة الأخيرة، ناتجة عن تأنٍّ مغربي للتحقق من هذا التقارب، إذ أن المغرب ينهج انفتاحا عقلانيا و ليس أهوجا أو مطلقا، بل هو انفتاح مدروس من طرف الدبلوماسية المغربية”.

وأردف أن “الطرف الإسرائيلي يحاول أن يجني العديد من الثمار، خاصة مع الأحداث الأخيرة، و على رأسها اغتيال الصحافية شرين أبو عاقلة والتنديد العالمي بتصرفات النظام الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، فبعد كل هذه الأحداث يحاول التقرب أكثر من الدول التي تربطه معها اتفاقيات ومنها المغرب، وطبيعي أن يتم تعميق هذه العلاقات”

ولفت الإنتباه إلى أن “المغرب يحاول بدوره أن يكسب نقاطا أساسيا من خلال بعض المجالات التي سجلت فيها إسرائيل تفوقا كبيرا، خاصة في  المجال العلمي والتكنلوجي و تكنلوجيا المعلوميات، والمجالات التي أحدثت فيها إسرائيل طفرة نوعية، بالتالي حتى إذا كان هناك انفتاح فالمغرب يختار المجالات التي يعاني فيها من نقص”.

واستبعد لعروسي أن “يفتح المغرب السوق المغربية بشكل مطلق أمام إسرائيل، لاعتبار عدم تكافؤ المبادلات التجارية بين البلدين، ما يعني أن الفاعل المغربي يدرك اختلال الميزان التجاري بين البلدين، أي أن المغرب سيطمح إلى تعزيز الشراكة العسكرية، وما دون ذلك فسيأخذ وقتا كي يتحقق في السنوات القادمة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

5 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
مواطن
المعلق(ة)
2 يونيو 2022 03:18

الكل يعلم بذهاء وفطنة اليهود عامة، والتاريخ يأكد ذلك. لذا من الواجب على مسؤولينا أن يدرسوا جيدا كل خطوة أرادوا أن يخطوها مع هذا الكيان الذي لا ثقة فيه . فهو لا تهمه مصلحة المغرب بقدر ما تهمه مصلحته. فرغم العلاقات المتواصلة مع هذا الكيان الصهيوني من جانب الدول العربية ومنها المغرب فهو يواصل عدوانيته واحتلاله للاراضي الفلسطينية وخاصة في القدس العربية. ذكرت القدس لما تحمله من وزن وقدسية لذا كل المغاربة. فلو كان هذا العدو يحترم فعلا الدول العربية التي تخطت كل العوائق والصعوبات ونسجت معه علاقة، لما أقدم علىما يفعله الآن بالفلسطينيين والفلسطينيات. وآخر جرائمه قتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عقلة. ان المضي في تطوير هذه العلاقات الاسرائلية العربية تعتبر ضوء أخضر بالنسبة لطغيان وجبروته.

kamal
المعلق(ة)
الرد على  عبدو
2 يونيو 2022 00:00

وهز اسيدي صاكك وسير تعيش في غزة ورتحنا. اسرائيل اشرف من بعض الدول اللي يعملوا لنا في الدسائس.الفلسطينيون واليهود اخواننا لي بقات فيه فلسطين يمشي عندهم. خليونا في سلام

الحداد
المعلق(ة)
1 يونيو 2022 21:20

الدول تبني علاقاتها على المصالح فقط لا وجود للعواطف كل ما يهمنا كمغاربة هو المغرب ومصالح المغرب وفي سبيل المصلحة نتحالف حتى مع الشيطان اما فلسطين فلها شعبها وهم لهم علاقة طيبة مع اسرايًل رغم المناوشات بينهم المهم المغرب اولا واخرا فقط فلسطين او الشيشان لا يهمنا مشاكلهم

عبدو
المعلق(ة)
1 يونيو 2022 20:40

هكذا تعطون الضوء الأخضر للصهاينة لمواصلت جرايمهم الوحشية ضد الفلسطينين، فبعد شرين ابو عقلة هاهم يقتلون اليوم صحفية فلسطينية بدم بارد و يتهمون جتتها بأنها كانت ستقوم بطعن صهيوني

أبو أمين
المعلق(ة)
1 يونيو 2022 19:14

لم أكن أعلم بأن شيرين أبو عاقلة مغربية أيضا، إلى جانب كونها أمريكية و فلسطينية…..لماذا علينا الاهتمام بالآخرين، و نحن لا أحد يهتم لقضايانا؟ السياسة مصالح، و مصلحتنا الآنية في علاقات وطيدة مع الجهات التي تدعم بلدنا سياسيا و عسكريا و اقتصاديا و تكنولوجيا ؛ كفى من الارتهان لقضايا الآخرين، و لنهتم أكثر بقضايانا و ما أكثرها، قضية الصحراء المغربية في المقام الأول، و قضايا التنمية و العدالة الاجتماعية و المجالية…..

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

5
0
أضف تعليقكx
()
x