2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

لا زالت الحرب الروسية الأوكرانية مستمرة لتناهز 4 أشهر منذ بدايتها، هذه الحرب التي كان متوقع أن تنتهي بسرعة أرخت بظلالها على العديد من المجالات وأثرت بالأساس على إمدادات الغاز والطاقة وكذا الأمن الغذائي للعديد من الدول.
ليس هذا فقط، إذ من شأن استمرار هذه الحرب أن يشجع بصورة أكبر إمكانية عودة تنظيم الدولية الإسلامية (داعش) بأوكرانيا والمناطق المجاورة، للظهور بقوة، بعد مقتل زعيمها السابق أبي بكر البغدادي (إبراهيم القرشي)، في فبراير الماضي في غارة أمريكية.
الخطير في الأمر أن داعش تستعد منذ مدة لتجييش مقاتليها ونقل معركتها من سوريا والعراق إلى الأراضي الأوكرانية، وهو ما جاء في عده منشورات للتنظيم تدعو أعضاءها بشكل خفي، بحسب عدد من التقارير الإعلامية، إلى استقطاب مرتزقة جدد و الإنتقال إلى أوكرانيا.
وأورد تقرير لصحيفة “إندبندت عربية” أنه “أمام هذه التطورات المتسارعة في حياة التنظيم البائد، توجد سيناريوهات عديدة حول إعادة إحياء “داعش” مجدداً، لعل أولها مشاركة أفراده بشكل خفي و انتقالهم إلى أرض المعركة الأوكرانية”.
وأضاف ذات المصدر أن هذه الدعوة تأتي في الوقت الذي يتفادى فيه المتزعم الجديد، للتنظيم، الإعلان عن خطط تنظيمه، خصوصا وأنه مُقلٌّ في ظهوره الإعلامي، تفادياً لأي اختراق استخباراتي يكشف مخدعه على عكس سلفه”.
وأشار ذات الموقع إلى أنه في حالة تحرك التنظيم المتشدد سيكون بشكل غير معلن، لأنه لا يرغب بإخلاء الساحة العراقية والسورية.
و جاء في تقرير لموقع قناة “الحرة” أن “تنظيم “داعش” الإرهابي دعا أنصاره إلى مواصلة الهجمات في أوروبا لاستغلال انشغال العالم بالحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، وضرورة الإستفادة من محاربة الصليبيين لبعضهم”.
وقال المتحدث باسم التنظيم، عمر المجاهد، بحسب ذات التقرير، إن التنظيم يسعى لشن موجة من الهجمات، انتقاما لمقتل زعيم “داعش” في غارة أميركية، شمال شرقي سوريا.
وقالت الحرة إنه “منذ إلحاق هزيمة شديدة بالتنظيم الإرهابي في عام 2019، زاد الجدل بشأن إمكانية عودة “داعش” خلال السنوات الماضية، وبرز ذلك عبر عدة حوادث، منها محاولة هروب عدد من عناصره من سجن في الحسكة السورية في يناير الماضي، كما تبنى شن 45 هجوما في سوريا شهريا في عام 2020، وعمليتين في إسرائيل، وحظي بنمو في أفغانستان وأجزاء من أفريقيا.”
لكن، في مقابل ذلك، مجلة “فورين بوليسي” أشارت في تحليل إلى أن التنظيم، و رغم أنه لم يختف كليا، إلا أنه أصبح غير قادر حتى على شن ما يعرف باسم “هجمات الذئاب المنفردة”، وهي الإعتداءات الفردية التي ينفذها مؤيدون أو عناصر ينتمون للتنظيم باستخدام أدوات تتوفر لديهم.”
وأكد محللون للمجلة أن “داعش” لم يعد يملك القوة البشرية أو الموارد لشن هجمات في الغرب، مضيفا أن التنظيم لم يعد يحظى بـ “الشعبية” السابقة التي كانت تدفع أوروبيين لشن هجمات في بلادهم.
وقال الباحث في مؤسسة “سنتشري”، آرون لوند، للمجلة: “لا أعتقد أن الحرب الأوكرانية مهمة فيما يتعلق بمصير داعش”، مضيفا أن التنظيم يقوم بحملات دعائية “ليبدو وكأنه متصل بما يحصل اليوم، و متشبثا بالأحداث الجارية”.
فهل تُحوِّلُ داعش أوكرانيا والمناطق المجاورة إلى بوسنة وهرسك جديدة أم أن الأمر مجرد حملات دعائية من أجل تسجيل الحضور؟