2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
وزير خارجية موريتانيا يحل بالمغرب في ظل تقارب بلاده مع الجزائر

حل وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج؛ محمد سالم ولد مرزوك، اليوم الأربعاء 08 يونيو الجاري، بالمملكة المغربية، للمشاركة في الإجتماع الوزاري الأول للدول الإفريقية الأطلسية الذي تحتضنه العاصمة المغربية الرباط.
وتأتي هذه الزيارة، بعد تسجيل تقارب سياسي بين الجزائر وموريتانيا، ومن تمظهرتها الرسالة التي توصل بها الرئيس الموريتاني من نظيره الجزائري؛ عبد المجيد تبون، يوم الإثنين الماضي، وتوقيع مذكرة تفاهم حول الشراكة في مجال الإستثمار وتسويق المنتجات النفطية والأسمدة وتحلية مياه البحر، بالإضافة إلى إعلان إنشاء معابر برية جديدة بين البلدين.
وحيث أن زيارة وزير خارجية مويتانيا تأتي في السياق المذكور، وإذا علمنا أن زيارة ولد مرزوك إلى المغرب لن تقتصر طبعا على المشاركة في الإجتماع الوزاري الأول للدول الإفريقية الأطلسية، فإن هذه الزيارة ستكون لها خلفيات سياسية أخرى. فما هي يا ترى؟

في هذا الصدد، يرى الخبير في العلاقات الدولية وتسوية النزاعات والشؤون الأمنية، عصام لعروسي، إن زيارة وزير خارجية موريتانيا إلى المغرب تأتي في سياق محاولة الجارة الجنوبية بلورة سياسية خارجية معتدلة تنأى فيها عن التنافس والصراع القائم بين المغرب والجزائر، معتبرا أن هذه الزيارة تؤكد أن موريتانيا “تحاول أن لا تقع كليا في أحضان الجنرالات بالرغم من الإغراء ات المالية والإقتصادية”.
وقال لعروسي في تصريح لـ”آشكاين”، إن الجزائر تحاول في الفترة الأخيرة استجداء وإغراء معظم الدول المغاربية والتقرب منها، حيث حاولت مع تونس عبر منحها دعما ماليا واتفاقية للغاز، وتحاول الآن كذلك مع موريتانيا من خلال اتفاقية نفطية وفتح معابر برية، مشددا على أنه بالرغم من أن موريتانيا تحاول كسب مصالح اقتصادية مع الجزائر، خاصة أن هذه الاخيرة تقدم خدماتها بشكل مغر وبالمجان، إلا أنها تهدف للحفاظ على علاقة وشراكة جيدة مع المغرب.
ويؤكد الخبير في العلاقات الدولية، أن سياسة التوازن وما تسميه “الحياد الإيجابي” هو ما يفسر زيارة وفد موريتاني يترأسه وزير الخارجية، مبرزا في السياق ذاته أن موريتانيا “تستحضر مجموعة من المعطيات التي تجعلها تحافظ على سياسة التوازن، منها الدعم الدولي لمغربية الصحراء، تحول المملك إلى فاعل اقليمي هام، واحتضان المغرب لقمم دولية، وهي معطيات تجعل الجارة الجنوبية تحاول أن تنأى بنفسها من الصراع المغربي الجزائري، بالرغم من الإغراء ات المالية والإقتصادية التي تمنحها لها الجارة الشرقية”، وفق المتحدث.