لماذا وإلى أين ؟

بوصوف: إشكالية الهوية فرضَها صِدامُ العوْلمة مع الخُصوصيّات الثقافية للمُجتمعات

اعتبر الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، أن مسألة الهوية لصيقة بالمخيال أكثر من ارتباطها  بالثقافة، وبأنها انفجرت عندما كان هناك جسم خارجي يهدد الثقافات على غرار المناعة التي تقوم بردة فعل عندما يكون تدخل لجسم خارجي.

بوصوف، في كلمة له خلال ندوة منظمة في إطار الدورة السابعة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، يوم السبت 11 يونيو الجاري، حول موضوع “إشكالية الهوية الجامعة وتنوع الهويات الفرعية”، بمشاركة المفكر بنسالم حميش والدكتور محمد معزوز، استشهد بأعمال المفكرين الفرنسيين فرناند بروديل،  وأمين معلوف، للتأكيد على تعقيد مفهوم الهوية وصعوبة طرحها للنقاش، قبل أن يطرح سؤالا محوريا بخصوص السبب والهدف الكامن وراء تفجير مسألة الهوية في النقاشات العمومية في الغرب في العقود الأخيرة.

ويبرز بوصوف في هذا الجانب أن طرح الهوية كإشكالية ارتبط بالهيمنة التي مارستها العولمة في أوج نضجها، على اعتبار أن العولمة تبحث على تنميط كل شيء، وفرض ثقافة وحيدة سائدة مما جعلها في حرب مع الخصوصيات الثقافية لكل مجتمع.

وانتقد بوصوف إعطاء حروب ايديولوجية وسياسية الصبغة الهوياتية من أجل شرعنتها، مؤكدا على أن استعمال الهوية الدينية لا صلة له بالتاريخ الاسلامي، وهو ما تظهره خمسة عشر قرنا من العيش المشترك والتسامح والتعدد، باعتبارها  قضايا  لم تغب طيلة هذه الفترة على الرغم من أنها عرفت مدا وجزرا في المجتمعات الاسلامية، وأوضح في هذا الصدد على أن  الفضاء الذي ينتمي اليه أغلب منظري العولمة وصدام الحضارات وهو الفضاء الجغرافي الذي ليست له تجربة تاريخية في تدبير التعدد.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x