2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
صبري يُعَدّد أهداف التحركات الدولية للحموشي

أجرى المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف الحموشي، عددا من الزيارات الاتفاقات الدولية في الآونة الأخيرة، من خلال لقاءات متتالية بينه وبين مسؤولين دوليين، توزعت بين زيارته لقطر واعتمادها على الأمن المغربي لتامين المونديال؛ واستقباله لنظيره الألماني، وكان آخرها زيارة عمل أمس للولايات المتحدة الأمريكية.
ويحمل تكثيف الحموشي لهذه الزيارات والتحركات الدولية في الآونة الأخيرة، دلالات متعددة خاصة في ظل السياق الإقليمي والدولي الذي يعرف اضرابات أمنية متفاوتة.
وفي هذا السياق، أوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، بعد النبي صبري، أن “هذا جاء نتيجة مسار ابتدأ منذ عقود، بدءً بالتطور الذي عرفته المملكة المغربية في بداية هذه الألفية وتحديدا في خطاب كان قد وجهه جلالة الملك محمد السادس في الذكرى المتعلقة بالمسيرة الخضراء، حدد خلاله المفهوم الشامل للجوار، حيث تحدث الملك عن المفهوم الجديد للسلطة على الصعيد الداخلي، وبعدها بـثلاث سنوات، سنة 2004، قال جلالة الملك بأنه يجب تجسيد المفهوم الجديد للأمن الشامل والجوار”.
وأبرز صبري، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “هذا المفهوم الجديد الشامل للجوار يشمل كافة المناطق الجغرافية، وحددها جلالة الملك في منطقة شمال غرب إفريقيا، في الساحل، وجنوب غرب المتوسط، حيث قال: إن الأمر يتعلق بتوجه مستقبلي يرمي إلى رفع التحديات الحقيقية لهذه المنطقة المتمثلة في ضرورة تحصينها من مخاطر التحول إلى بؤرة للتوتر”.

وأكد المتحدث على أن “هذه المنطقة أصبحت فعلا بؤرة للتوتر والإرهاب، وكان الخطاب الملكي قد أشار للعصبات التي تتاجر بمآسي وفقر الناس ومشاكلهم، ناهيك عن قضايا الترحيل القسري واحتجاز الأشخاص في أماكن محددة”.
ويرى محدثنا أن “زيارات الحموشي جاءت تتويجا لهذا المسار المتعلق بالتجسيد المغربي للمفهوم الجديد للأمن الشامل والمتعدد الأبعاد، خاصة في العلاقات الثنائية التي تربط المغرب بمجموعة من الدول”.
موردا أنه “لا أدل على ذلك الزيارات التي قام بها المدير العام للأمن الوطني التي همت قطر للاستفادة من التجربة المغربية التي جسدت هذا المفهوم الجديد للأمن، وتقاسم المعلومات مع الجيران ومع كافة دول العالم، وتأمين مسار مونديال قطر”.
وأضاف أن “قطر تعول على المغرب بشكل كبير في تأمين المونديال نظرا لخبرته وكفاءته في مسار طويل في مكافحة العصابات الإرهابية والإرهاب والجريمة العابرة للحدود، وكل الأمور المتعلقة بأمن الناس وتنميته، ونجاح هذا المونديال رهين بتأمينه، لأن أي مونديال وإن توفرت له البنيات التحتية يلزمه توفر الأمن”.
ولفت الانتباه إلى أن “الزيارة التي قام بها الحموشي على مستوى الولايات المتحدة الامريكية، تتعلق بتجسيد هذه العلاقات الثنائية والاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة أن المغرب يربطه الجوار الأطلسي مع الولايات المتحدة، وتربطنا معها علاقة وطيدة”.
وتابع أن “البلدين يتقاسمان وجهات نظر متطابقة فيما يتعلق بالتهديدات التي تقع على الصعيدين الإقليمي والدولي، من خلال ما تعرفه منطقة الساحل وجنوب غرب المتوسط، وفي عموم إفريقيا، والمسائل المتعلقة بمخيمات تندوف، والمشاكل الأمنية وبؤر التوتر”.
وأردف أن “مقاربة التعاون متعدد الأبعاد الأمني الأمريكي المغربي تربط بين المجالين الأمني والتنموي في شتى المجالات على كافة الواجهات، وهي تدخل في إطار الأمن الإنساني الذي يدخل فيه الأمن الوطني، الأمن العسكري، الأمن العقاري، وكافة مظاهر الأمن، علاوة على تطورات الأمن السيبراني وباقي مجالات الأمن في العالم”.
ويرى المتحدث أن “ألمانيا بدورها قامت بهذا الدور، إذ أنها سقطت في أزمة مع المغرب، وبعدما عادة لجادة الصواب واعترفت بالحكم الذاتي كآلية لتسوية النزاع، ما يعني أن ألمانيا أدركت أن بناء علاقات قوية مع المملكة المغربية المستقرة في محيطها المستقلة في قرارها، خير من المجازفة والذهاب في ربط علاقاتها مع دول لا هي مستقلة ولا مستقرة مقابل مسائل مرتبطة بالغاز وغيره”.
وخلص صبري إلى أن “ألمانيا أدركت أن المجال التنموي والأمني في المملكة المغربية واضح على كافة المستويات، ما يعني أن هذه التحركات الدولية للحموشي جاءت نتيجة مسار، ولتجسيد المفهوم الجديد للأمن الشامل المتعدد الأبعاد الذي دعا إليه الملك محمد السادس قبل 18 عاما من الآن”.