لماذا وإلى أين ؟

خبير يُعدِّد المكاسب الطاقية و الدبلوماسية لإعادة تشغيل محطتي تهدارت و بني مطهر

استأنف المغرب تشغيل محطتيه لتوليد الطاقة ذات الدورة المركبة بتهدارت وعين بني مطهر باستخدام الغاز الطبيعي المسال المستورد من السوق الدولية، حيث أوضح بلاغٌ للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب والمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أمس الثلاثاء 5 يوليوز الجاري، أن تزويد المحطتين بالغاز الطبيعي يتم تأمينه بواسطة أنبوب الغاز المغرب العربي – أوروبا من خلال الربط المشترك للغاز بين المغرب و إسبانيا وفق تدفق عكسي.

وتشكل إعادة تشغيل هاتين المحطتين بغاز بديل عن الغاز الجزائري، مثار تساؤلات عن المكاسب التي حققها المغرب في هذه العملية، والأثر الطاقي لتشغيلهما في ظل السياق الدولي والإقليمي.

ويرى الخبير الطاقي الكاتب العام للنقابة الوطنية لصناعات البترول والغاز التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل ومنسق جبهة إنقاذ ”سامير”، الحسين اليماني، أن “الإنتصار الدبلوماسي في هذا الملف يكاد لا يبقي أثرا ليظهر إلا الأثر الطاقي لهذه العملية”.

الخبير الطاقي الكاتب العام للنقابة الوطنية لصناعات البترول والغاز التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل ومنسق جبهة إنقاذ ”سامير”؛ الحسين اليماني

وأشار اليماني في تصريحه لـ”آشكاين”، إلى أن “تحقيق كل هذا في هذه الظروف الإستثنائية وفي ظل الإضطراب الذي يعرفه العالم على مستوى إمدادات الغاز، ووصول المغرب لتحقيق هذا الإنجاز، فيجب  أن نرفع القبعة  لمن كانوا وراء هذا الإنتصار الدبلوماسي”.

وشدد اليماني، على أن “إعادة تشغيل هاتين المحطتين هو بمثابة رد لمن كان يقول في يوم من الأيام إنه سيقفل علينا وسائل تحركنا في هذا المجال وأنهم مخطئون، لأن المغرب لديه أكثر من خيار ومنظومته الطاقية سلسة وقادرة على أن تتأقلم مع كل التطورات والمستجدات التي يمكن أن تكون حاليا أو مستقبلا”.

موردا أن هذا “الأمر أكد مجددا على أننا في إطار الربط القاري بين أوروبا وإفريقيا، إذ اننا نربطهم في اتجاه، واليوم نربطهم في الإتجاه المعاكس، وهذا يشجع المشروع القادم لأنبوب الغاز نيجيريا – المغرب، وهو ما يظهر أن المغرب يشق الطريق الصحيح في هذا المجال، وهي أمور مهمة يجب أن نسجلها”.

وأوضح اليماني أن “الأثر الطاقي من خلال تشغيل هاتين المحطتين بعد توقفهما، واللتين تستهلكان حوالي 800 مليون إلى مليار متر مكعب من الغاز، سيتم إرجاعهما إلى حضيرة إنتاج الكهرباء، و في انتظار تطور هذه الأمور، من المنتظر ان تكون هناك استعمالات أخرى لهاتين المحطتين”.

وأضاف “أننا ننتظر تطوير الشبكة الغازية للإستعمالات المتعددة للغاز، باعتباره مادة صديقة للبيئة والأقل تلويثا مقارنة بالمواد النفطية والفحم الحجري، وهو مادة(الغاز) تسهِّل عملية انتقال أو ضمان استدامة إنتاج الطاقات المتجددة”.

ولفت الإنتباه إلى أن “هذا يتم في انتظار إنجاز مشروع المحطة العائمة للغاز، والتي تم الإعلان عنها في المحمدية او الناظور، باستخدام وسائل التَّغْوِيز الموجودة في إسبانيا على أن يتم مستقبلا إنشاء هذه الوسائل بالمغرب و بدل أن نؤدي رسوم العبور لإسبانيا سنستفيد منها”.

وخلص اليماني إلى أنه “بالإضافة إلى المكاسب الطاقية الممثلة في استرجاع الخصاص الذي كان  لدينا سابقا، والذي تداركناه بإجراءات أخرى، فإننا نرفع القبعة لتحقيق هذا الأمر في ظل الظروف الراهنة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x