2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

التقى نائب رئيس الوزراء و وزير العدل الإسرائيلي جدعون ساعر، برئيس المخابرات المغربية والمدير العام للأمن الوطني؛ عبد اللطيف الحموشي، أمس الأربعاء 27 يوليوز الجاري، في إطار الزيارات المتوالية لمسؤولين إسرائيليين إلى المغرب عقب تطبيع العلاقات بينهما.
ويأتي هذا اللقاء بعد أيام قليلة فقط من زيارة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، إلى المغرب، في 18 يوليوز الجاري، مما يطرح الكثير من التساؤلات عن خلفيات هذه الزيارة التي تأتي في سياق سلسلة زيارات لمسؤولين إسرائيليين، كما أنها جاءت في ظروف إقليمية محمومة بالتوتر.
وفي هذا السياق، أكد الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية وتسوية النزاعات، عصام لعروسي، أن “هذا اللقاء يندرج في إطار التعاون بين المملكة المغربية و إسرائيل خاصة فيما يتعلق بالشق العسكري، وهنا فإن الشق الأمني يكمل الشق العسكري”.
وأوضح لعروسي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “المقصود بالشق الأمني كل ما يتعلق بتبادل المعلومات والخبرات الإستخباراتية، وما يرتبط بالجانب التقني والآليات، علما أن إسرائيل لها تجربة كبيرة في هذا المجال، علاوة على تطوير الموارد البشرية”.

ويرى لعروسي أنه “من منطلق سياسي، فإن التعاون الأمني تم بالتبعية لمنطلقات سياسية من خلال الزيارة الأخيرة لرئيس أركان الحيش الإسرائيلي، وهي استكمال لهذا التعاون الأمني وما يتعلق بالجانب العسكري ومحاولة الإستعانة بالخبرة الإسرائيلية واقتناء المغرب لصواريخ جو-أرض المسماة “باراك8″”.
وشدد المتحدث على أن “إسرائيل لها أهداف سياسية في المنطقة، و المغرب يستفيد من هذا التعاون في حماية البلد والحدود من خلال الخلاف مع الجزائر، ومن خلال مجموعة من الأجندات الأمنية المطروحة خاصة في منطقة الساحل جنوب الصحراء، ولمنع الإختراق الإيراني للمنقطة، على اعتبار التقاطب الحاصل بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والمغرب”.
موردا أنه “لا يجب أن ننسى أن المغرب يلعب دورا أساسيا في القضية الفلسطينية، وهما مساران يذهبان في نفس الإتجاه: تحقيق المصحلة الوطنية، وتحقيق المصلحة القومية العربية والفلسطينية عبر إشراف المغرب على فتح المعبر الحدودي الأخير، وهو شيء يحسب للمغرب”.
وتابع أن “هذه المقاربة ذات الرأسين التي يسير بها المغرب تبقى متكاملة، على أساس أنه يدفع في اتجاه تحقيق المصلحة الوطنية، وفي نفس الوقت محاولة الإستفادة من الطرف الإسرائيلي لتثبيت مجموعة من المكتسبات، ويتحول المغرب بذلك إلى فاعل إقليمي في منطقة شمال إفريقيا و الساحل جنوب الصحراء وضمان استقرار المنطقة، والتعاون مع إسرائيل ودول أخرى كتركيا و دول منطقة البلطيق، كلها تدخل في إطار تنويع الشركاء الأمنيين والعسكريين”.
وخلص لعروسي إلى أن “هذا اللقاء سيتناول بالأساس الجانب الإستخباراتي والمعلوماتي المتعلق بتبادل المعلومات حول الجماعات الإرهابية وحول الملف الإيراني والتوغل الشيعي، وملف حماية الحدود و تبادل الخبرات واقتناء الأدوات والإمكانات التقنية الهامة والمتقدمة المرتبطة بمحاربة التجسس والتجسس المضاد”.