لماذا وإلى أين ؟

بيلوسي تُؤكد أن واشنطن لن تتخلى عن تايوان، والصين تتوعّد بـردٍّ “حازم”

نددت الصين بشدة بأرفع زيارة أمريكية لتايوان منذ 25 عاما، حيث أشادت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بالجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي و وصفتها بأنها “واحدة من أكثر المجتمعات حرية في العالم” وتعهدت بالتضامن الأمريكي.

وأبدت بكين غضبها من وجود بيلوسي في الجزيرة التي تعتبرها إقليما منشقا و بدأت موجة من النشاط العسكري في المياه المحيطة بتايوان، واستدعت السفير الأمريكي في بكين و أوقفت العديد من الواردات الزراعية من تايوان.

وستجرى بعض التدريبات العسكرية الصينية المزمعة داخل المياه الإقليمية لتايوان التي تمتد 12 ميلا وفقا لما ذكرته وزارة الدفاع التايوانية، وهي خطوة غير مسبوقة وصفها مسؤول دفاعي كبير للصحفيين بأنها “تصل إلى مستوى الحصار البحري والجوي لتايوان”.

ووصلت بيلوسي مع وفد من الكونجرس في ساعة متأخرة مساء الثلاثاء في تحدٍّ لتحذيرات الصين المتكررة فيما قالت إنه يظهر التزام الولايات المتحدة الراسخ بالديمقراطية في تايوان.

وقالت بيلوسي لرئيسة تايوان تساي إينج-وين “وفدنا جاء إلى تايوان ليوضح بشكل لا لبس فيه أننا لن نتخلى عن تايوان”.

وتابعت “الآن، أكثر من أي وقت مضى، تضامن أمريكا مع تايوان أمر بالغ الأهمية، وهذه هي الرسالة التي نحملها هنا اليوم”.

وقالت بيلوسي في كلمتها أمام البرلمان في تايوان إن التشريع الأمريكي الجديد الذي يهدف إلى تعزيز صناعة الرقائق الأمريكية لتكون قادرة على منافسة الصين “يوفر فرصة أكبر للتعاون الإقتصادي بين الولايات المتحدة وتايوان”.

وقالت بيلوسي لتساي “نشكرك على قيادتك. نريد أن يدرك العالم ذلك“، و تشتبه بكين في أن تساي تسعى من أجل الإستقلال الرسمي لتايوان وهو خط أحمر بالنسبة للصين.

ودأبت بيلوسي على انتقاد الصين منذ فترة طويلة، وخاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان، ومن المقرر أن تلتقي في وقت لاحق يوم الأربعاء مع ناشط سابق في أحداث ميدان السلام السماوي (تيانانمين)، وصاحب مكتبة في هونج كونج احتجزته الصين وناشط تايواني أفرجت عنه الصين مؤخرا.

كان نيوت جينجريتش آخر رئيس لمجلس النواب الأمريكي يزور تايوان في عام 1997. لكن زيارة بيلوسي تأتي وسط تدهور حاد في العلاقات الصينية الأمريكية، وظهرت الصين كقوة اقتصادية وعسكرية وجيوسياسية أقوى بكثير خلال الأعوام الخمسة والعشرين الماضية.

تعتبر الصين تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها ولم تتخلّ أبدا عن فكرة استخدام القوة لاستعادة السيطرة عليها. وحذرت الولايات المتحدة الصين من استخدام الزيارة ذريعة لعمل عسكري ضد تايوان.

وردا على ذلك، أعلنت إدارة الجمارك الصينية تعليق واردات غذائية من تايوان، كما حظرت وزارة التجارة الصينية تصدير الرمال الطبيعية إلى تايبه.

كانت زيارة بيلوسي، التي انتقدتها وسائل الإعلام الصينية الرسمية، الموضوع السائد على وسائل التواصل الإجتماعي التي تخضع لرقابة شديدة في الصين، إذ حث العديد من المستخدمين بكين على غزو الجزيرة ردا على ذلك و أعربوا عن استيائهم من عدم اتخاذ إجراء عسكري لمنع وصولها.

وبعد وقت قصير من وصول بيلوسي، أعلن الجيش الصيني عن تدريبات جوية و بحرية مشتركة بالقرب من تايوان و اختبار إطلاق صواريخ تقليدية في البحر شرق الجزيرة، حيث تحدثت وكالة الأنباء الصينية الرسمية (شينخوا) عن تدريبات بالذخيرة الحية وتدريبات أخرى حول تايوان من الخميس إلى الأحد.

وقالت وزارة الخارجية الصينية إن زيارة بيلوسي تلحق ضررا كبيرا بالسلام والإستقرار في مضيق تايوان “ولها تأثير جسيم على الأسس السياسية للعلاقات الصينية الأمريكية وتنتهك بشكل خطير سيادة الصين وسلامة أراضيها”.

قبل وصول بيلوسي، حلقت الطائرات الحربية الصينية على الخط الفاصل بين مضيق تايوان. وقال الجيش الصيني إنه في حالة تأهب قصوى وسيشن “عمليات عسكرية محددة الهدف” ردا على زيارة بيلوسي.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x