عمد قراصنة جزائريون يوم الجمعة 5 غشت الجاري، إلى شن هجمات إلكترونية على موقع كلية العلوم ظهر المهراز التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله، متسببين في تعطيل خدمات الموقع بشكل كامل.
وجاءت قرصنة موقع كلية العلوم ظهر المهراز، بعد أيام قليلة من اختراق مماثل استهدف مدرسة فهد العليا للترجمة بمدينة طنجة؛ من طرف قراصنة جزائريين نشروا عليه علم الجزائر، وهو وما يحيلنا على التساؤل عن ما إن كانت هذه الهجمات المتوالية تغذيها رغبات فردية للقراصنة، أم أنها بتوجيهات رسمية من النظام الجزائري.
وفي هذا السياق، يرى الأستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، عبد النبي صبري، ان “المسألة ترتبط بفعل ورد الفعل، لأن
الاختراقات الإلكترونية لها علاقة بالاختراقات الكبرى التي تحققها الدولة على المستوى السياسي أو لاقتصادي والاجتماعي، ولاحظنا الاختراقات التي قام بها المغرب في العمق الإفريقي من حيث تكريس البعد الإفريقي في السياسة الخارجية، لا من حيث الإطار الوظيفي أو القانوني”.
ولفت صبري الانتباه في تصريحه لـ”آشكاين”، إلى أن “هذه الاختراقات التي حققها المغرب هي أدوار تقوم بها الدولة من حيث حضورها الدولي وتكريس تواجدها في العمق الإفريقي، والأكيد أن رد فعل الجهات الاخرى التي ترى نفسها معزولة في هذا المجال سيكون بهذا الشكل، علما أن ذلك لم يكن موجها لها ولا ضدها، بل هو سيرورة من أجل تطوير العلاقات المتعددة الأطراف”.
وشدد المتحدث نفسه على أن “رد الفعل يأتي من بعض الأطراف التي ترى بأنها يمكن أن تقوم بتنفيس الكرب التي حلت بها، عن طريق المزيد من إلهاء الداخل بقضايا أخرى عن طريق بعض الاختراقات التي تمت لبعض الموقع الرسمية للدولة، وتظن أنه من خلال هذه الاختراقات بأنها ستصل إلى ما تريده”.
وخلص ضبري أن “الواقع، خاصة في الأنظمة ذات الطبيعة العسكرية وتكون شمولية وشبه شمولية، وتكون السياسة تدار بالطريقة التي يراد لها أن تدار، يجعل من الصعب أن نجزم أن هذه الاختراقات كانت فردية، بل لا بد من موجهين لها ولو في بعض الأمور المرتبطة ببعض القضايا التي ترى أن لها تأثير، لكن أثرها يبقى محدود، إذ أنه يمكن بسرعة إعادة تفعيل هذه المواقع”.