لماذا وإلى أين ؟

الهاشتاغ أو الفعل الإحتجاجي الرقمي

قلق كبير و تساؤل خفي وصراخ صامت ، ذاك الذي يطبع الشارع الدولي و الاقليمي ، و منه الشارع المغربي الذي ليس بمنآى عن تطورات أحداثه .

قلق وتساؤل عن الغلاء المستمر والارتفاع المهول في أسعار المحروقات والمواد الغدائية ، و الذي كثر معه محللوا اسبابه وتعدد أوجهه وإختلافها ،لتوجد معها العديد من

الأجوبة ، أغلبها لم تعد مقنعة ولا مستساغة من بسطاء عالم جديد ومتغير ولا حتى ما بقي فيه من قلاع الصمود ، التي كانت تشكلها الطبقة المتوسطة المهددة بالتدحرج الطبقي وهو بداية الاندتار .

أجوبة وتحليلات تصب في عدم قدرة الحكومات على خدمة غالبية مواطنيها – خاصة الطبقات المتوسطة والفقيرة- كما أشرت سلفا ، وعلى عدم الوفاء بوعودها ، أمام توالي الضربات التي هزت جميع الموازنات التجارية الدولية ، بسبب مخلفات كورونا وتداعيات الحرب الروسية الاوكرانية ، وحدة الجفاف والتغيرات المناخية ، التي مست العديد من البلدان رغم اختلاف احجامها الاقتصادية وقوتها السياسية .

فهل فعلا نحن أمام فشل يظهر جليا من خلال تزايد سلطة الاحتكار الاقتصادي وحدة اللامساواة الاقتصادية والسياسات ؟ أو كما يحلوا لبعض محللينا الافاضل تسميتها بالرأسمالية المتوحشة ، أم أنها بداية تصريف أزمة بزمة أكبر منها ، قد تؤدي لا محالة الى تأجيج الشارع للضغط على الحكومات من أجل المزيد من الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية ماذام أن الخطاب السياسي والحلول الترقيعية لم تعد تكفي.
في خضم قوة العاصفة ، ظهرت لغة جديدة للتعبير عن عدم الرضى و الصراخ في صمت ، امام شاشات الحواسب والهواتف الذكية ، لغة الرموز والعلامات للإحتجاج أطلق عليها “الهاشتاغ “.

فماذا نعني به وماهو تأثيره في توحيه وصناعة رأي عام في سقف توجهات معينة ، أبدع في صياغتها خبراء صناعة المحتوى الرقمي ؟

دون الغوص في بحر التعريفات والمفاهيم ، يطلق الهاشتاغ أو “الرمز # ” الأكثر شهرة في العالم أو أيقونة منصات التواصل الإجتماعي، كان أول من استخدمه عن طريق السهو في إحدى تدويناته على تويتر خبير التقنية كريس مسينا يوم 23 غشت 2007.
و أصبح “رمز # ” ، يستخدم من أجل زيادة التفاعل بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي لتعبير عن مواقف سياسية أو اقتصادية أو إجتماعية .

وتوضع علامة # قبل كلمة معينة لتصبح موضع نقاش مفتوح بين عموم رواد وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة .
ويهدف الهاشتاغ الى إيصال رسائل أو حتى النقد والتهكم أحيانا، في مختلف المنصات الاجتماعية عبر الشبكة العنكبوتية.

و بملاحظة المواقف المختلفة التي عبر عنها رواد وسائل التواصل الاجتماعي باستعمال الهشتاغ ، خاصة انها كانت حاضرة بقوة في مظاهرات الربيع الديمقراطي ، وما تبعها من أحداث كان لها تأثير كبير على مواقف العديد من رؤساء الدول والحكومات .

نسائل اليوم متخصصي وخبراء ثقنيات المنصات الرقمية وعلماء اجتماع وسائل التواصل الإجتماعي ، عن دور الهشتاغ في توجيه الرأي العام وصناعة الفعل الاحتجاجي لارغام الحكومات على تغيير مواقفها او القيام باصلاحات اقتصادية واجتماعية مستعجلة ، أم أن الأمر لا يعدوا أن يكون مجرد زوبعة حبيسة الدعامات الإلكترونية والهواتف الذكية مسرحها الفضاء العام الإفتراضي ؟

*محام وباحث في الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x