لماذا وإلى أين ؟

الشيّات يُعَدّد خلفيات دعم أمريكا للمغرب في مواجهة البوليساريو وعلاقته بإيران

يرتقب أن تقدم الولايات المتحدة الأمريكية دعما لوجستيا للمغرب، ابتداء من العام المقبل، من أجل التصدي لخطر الصواريخ والمسيرات الإيرانية ووكلاء إيران في المنطقة.

فحسب مشروع القانون المذكور فإن الإدارة الأمريكية بقيادية جو بايدن، ستقدم دعما ماليا يقارب 6 مليارات دولار، في إطار مشروع قانون مالية 2023، لدعم دول مجلس التعاون الخليجي، مصر، الأردن، السودان، والمغرب، بهدف “التصدي لخطر الصواريخ والمسيرات الإيرانية، سواء من إيران أو اتباعها و المنظمات الإرهابية التي تمولها”.

وربط التقرير الأمريكي بين جبهة البوليساريو و إيران، معتبرًا إياها أحد “وكلاء إيران في المنطقة”، وهو ما أسهم في إقرار هذا الدعم للمغرب ودول أخرى، وهو ما يحيلنا على خلفيات هذا الدعم للمغرب، وما الأثر الذي سينتج عنه مستقبلا.

وفي هذا السياق، يرى الخبير في العلاقات الدولية أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن “الأمر أعمق مما يظهر عليه، إذ أن التقاطب في شمال إفريقيا اليوم هو بين منظومتين، الجزائر التي تقترب أكثر من روسيا والصين، والمغرب الذي وقع اتفاقية ثلاثية مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ومنظومته التقليدية الغربية، وهذا هو العمق الأساسي لنزاع قد يكون مستقبلا أكثر شراسة، وقد تكون المنطقة المغاربية مسرحا له”.

خالد الشيات ـــ أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية

وتأسف الشيات، في تصريحه لـ”آشكاين”، لكون “هذه الاختيارات الجزائرية استراتيجية بالنسبة إليها ترتبط أكثر بوجود ما تسميه الجمهورية الصحراوية وتدعم أيضا من خلاله جبهة البوليساريو بكل الأشكال العسكرية، لكن إقحام إيران وحزب الله في المنطقة كان تحولا كبيرا دفع إلى المواقف الأمريكية الأخيرة المرتبط أساسا بالاعتراف بمغربية الصحراء”.

وشدد المتحدث نفيه على أن “هذا التقاطب ليس وليد اليوم وهو أمر طبيعي، فإذا اختارت الجزائر أن تكون البوليساريو جناحا من أجنحة حزب الله وإيران في المنطقة، فمقابل ذلك لا بد أن يكون المغرب مستعدا من الناحية العسكرية لمواجهة الخطورة العسكرية التي تمثلها الأجهزة العسكرية الإيرانية، والتي لديها إيديولوجية الحكومة العالمية”,

موردا أن “إيران وتريد أن تسيطر على العامل الإسلامي من خلال ما تسميه الحكومة العالمية آلة للمرجعية الشيعية، وهو أمر موجود في أدبيات المنظومة الحكومية الإيرانية والتي تتخذ من مقاومة الشيطان الأكبر، الذي تقصد به الولايات المتحدة الامريكية، (تتخذ منه) منهجها لاستقطاب اجتماعي وسياسي لبعض الدول، كما هو الحال بالنسبة للجزائ، وهذا اختيار أقامته الجزائر في المنطقة وتتحمل مسؤولياتها فيه”.

واعتبر الشيات أن “الأمر بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية يجب أن يصل إلى مستوى أعمق، بأن تكون لها القدرة لتصنيف جبهة البوليساريو كجماعة إرهابية، وأن تخرجها من منظومة الأمم المتحدة وأن تعمل على ذلك، وهذا أمر سيستبق الكثير من المشاكل التي يمكن أن تواجهها الولايات المتحدة الأمريكية على المستوى القانوني في الأمم المتحدة على الأقل، وهذا أمر سيواجَه بمعارضة شرسة من طرف الصين وروسيا”.

وخلص إلى أن “قرار اعتبار البوليساريو جماعة إرهابية، ستكون له تبعات على مستوى الاتحاد الأوربي رغم العلاقات الوطيدة طاقيا لمجموعة من الدول الأوربية مع الجزائر، ولكن القرار قد يكون خطوة طبيعية في ظل هذا التقاطب الذي نتحدث عنه والاصطفاف إلى جانب المغرب ضد العداوة المحتملة، ليس فقط لإيران، ولكن لأن تكون الجزائر قاعدة للتجارة الصينية والقوة العسكرية الروسية أيضا، وهذا أمر محتمل جدا قد يبلقن المنطقة ويدخلها في نزاعات مسلحة مباشرة تكون الدول على استعداد لكل هذه التحولات”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x