لماذا وإلى أين ؟

صبري يُعَدِّدُ رسائل الخطاب الملكي باعتباره ملف الصحراء نظارة المغرب نحو العالم

وجه الملك محمد السادس، أمس السبت 20 غشت الجاري، رسالة إلى الدول التي لم تتخذ بعدُ مواقف واضحة من ملف الصحراء المغربية، مشددا على أن ملف الصحراء هو المنظار الذي ترى به المملكة بقية العالم.

وقال الملك، في خطاب وجهه بمناسبة الذكرى 69 لثورة الملك والشعب: “أوجه رسالة واضحة للجميع: إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات”، وهو ما يجعل التساؤل  مشروعا عن الرسائل التي حملتها عبارات الخطاب فيما يتعلق بملف الصحراء وما دلالات هذا التحول البارز في الخطاب.

وفي هذا السياق، أوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، عبد النبي صبري، أنه “في ذكرى ثورة الملك والشعب في السنة الماضية، كان الملك قد قال: نوضح لأصحاب المواقف الغامضة والمزدوجة بأن المغرب لن يوقع أي اتفاق  مع أي بلد في العالم لا يحترم سيادته على ترابه، وفي خطاب أمس قال الملك إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب للعالم”.

عبد النبي صبري: أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق السويسي بالرباط

واعتبر صبري، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن هذا تحول جيو-استراتيجي مهم، يدل على أن الدولة وصلت إلى مستويات في تعاملها مع قضية الوحدة الترابية للمملكة، أي أن العالم بات يدرك أن قضية الصحراء ليست بقدر، وإنما قدر لها ان تكون كذلك، والأطراف التي قدرت للصحراء أن تكون كذلك، حسم جلالة الملك هذا الأمر السنة الماضية، وبدت مواقفه واضحة من تليين الموقف الألماني إلى الموقف الحاسم لإسبانيا وهولندا والبرتغال غيرها من الدول، ناهيك عن افتتاح القنصليات في هذه السنة بالتحديد”.

وأضاف أن “الملك حدث الشركاء التقليديين، وأول هؤلاء الشركاء هي فرنسا، والأخيرة اليوم لا مفر لها من أن تدرك بأن ربط علاقات مع المغرب، تكون واقعية حقيقية لا تقوم فقط على المصالح من خلال المساومة بملف الوحدة الترابية للمملكة الترابية مع الجزائر، بل وإثارة النعرات بين المغرب والجزائر حتى لا يقع هناك أي تحول، وهي تعي بأنه في حال وقع هذا التحول ستنتهي هي من إفريقيا”.

وشدد على أنه “إذا أرادت فرنسا أن تكون هناك علاقات ثنائية “رابح – رابح” مع كافة دول العالم، ومع المملكة المغربية بالتحديد، فعليها أن تتخذ موقفا واضحا بشكل لا يقبل التأويل كما قال جلالة الملك، موقف يعترف بسيادة المغرب على ترابه برا وبحرا وجوا، كما فعلت الدول الأخرى”.

ولفت الانتباه إلى أن “فرنسا شريك تقليدي، لكنه مع الأسف لم نر منه التعامل بمدئ “رابح – رابح”، ولم نصل معها إلى الشراكة الحقيقية، بل هي تتنصل من الالتزام عندما يتعلق الأمر بتذبذب مصالحها وتمارس المساوة دائما عندما تريد أن تطور مداخيلها، ولا تنظر إلى مشاكل الآخرين”.

وخلص صبري إلى أن “المغرب وصل إلى مستوى أن الدولة التي يجب التعامل معها هي تلك التي تحترم سيادة البلد برا، بحرا وجوا، والدولة التي لا تحترم سيادة المغرب لن يتعامل معها، خاصة ما يتعلق بملف الصحراء المغربية”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x