لماذا وإلى أين ؟

من المسؤول عن وفاة 19 مواطنا بالكُحول الفاسدة بالقصر الكبير؟ ..حقوقيان يُـجيبان

ارتفع عدد الوفيات الناتجة عن فاجعة “الكحول السامة” بالقصر الكبير، إلى 19 حالة وفاة، بعد تسجيل وفاة جديدة ليلة أمس الثلاثاء بحي دار الدخان، بينما تم تسجيل 3 وفيات جديدة صباح اليوم الأربعاء 28 شتنبر الجاري.

تكرر حالات الوفيات هذه بسبب كحول سامة، في مدن مختلفة وفي فترات زمنية متقاربة، في كل من وجدة والدريوش والآن القصر الكبير، (تكررها) يثير العديد من التساؤلات عن المسببات، وكذا عمّن يتحمل مسؤولية الوفيات الناتجة عن بيع هذه المواد.

التدموري: وضع من التسيب في استعمال هذا النوع من الكحول

وفي هذا الصدد، قال المنسق العام لمنتدى شمال المغرب لحقوق الإنسان، عبد الوهاب التدموري، إنه “عندما نتحدث  عن الكحول الفاسدة فنحن نتحدث على  المراقبة الخاصة بهذا الأمر، إذ أن هناك وضعا من التسيب في استعمال هذا النوع من الكحول غير المرخص لها، و حتى على مستوى القوانين الزجرية تجعل استعمال هذا النوع من الكحول بطريقة غير قانونية”.

وأشار التدموري في تصريحه لـ”آشكاين”، إلى أنه “عندما تكون هناك ظاهرة معينة في المجتمع، مثل استهلاك الكحول، ونحن نعلم أن المجتمع المغربي من كبار مستهلكي الكحول في العالم والمغرب منتج لهذه المادة، ومع ذلك كل القوانين تجرم تناول كحول وحملها وبيعها إلا برخصة مقننة في إطار ما يسمى أنه يباع لغير المسلمين”.

وشدد على أن “هذه الظاهرة منتشرة بشكل كبير في المجتمع ولا يمكن محاصرتها إلا عن طريق التقنين، والذي لا يمكن أن يكون إلا عن طريق ترك المستهلك أو بائع هذه المواد، إلا بتجاوز مسألة “لغير المسلمين” لأن هذا مخالف لواقعنا أصلا، و نعرف جيدا أن 90 أو 99 بالمائة من المغاربة مسلمين وفيهم من يتناولون الخمور”.

وأضاف أن “هذا الأمر ينطبق على باقي الظواهر الأخرى، أي أن التشريعات والقوانين لا تساير تطور المجتمع لمجموعة من الظواهر التي نعيشها، وللأسف عدم الإعتراف بهذه الظواهر التي يعيشها المجتمع في إطار سيرورته كباقي مجتمعات العالم، ما يجعل قوانينا متأخرة مقارنة بتطور المجتمع، ما يجعلنا نلاحظ ما حدث مؤخرا من خلال ما يسمى البيع السري للخمور و الكحول الفاسدة، وهو ما يخلف مصائب كبيرة على مستوى المجتمع”.

ولفت الإنتباه إلى أن “حماية المواطن وفي نفس الوقت تقنين ظاهرة اجتماعية من أجل مراقبة تشمل جميع المواطنين، وهذه الفراغات القانونية بحكم أننا “دولة إسلامية” ولا يجب أن نعترف بظواهر تتطور داخل المجتمع”.

موردا أن “ما ينطبق على الكحول ينطبق على العلاقات الجنسية خارج مؤسسة الزواج، وهو ما نعيشه بشكل كبير، إذ في المدن الكبرى نجد شخصين يعيشان مع بعضهما و ليست هناك وثيقة زواج بينهما، وما يثبت قولي هو التمديد كل خمس سنوات للحالة المدنية للأشخاص الذين هم مع بعضهم و نتج عن علاقتهما أطفال وصلوا لسن التمدرس ويجب ان يسجلوا في الحالة المدنية، و لمدة 15 سنة و نحن نمدد لمسألة ثبوت الزوجية على مستوى مكاتب الحالة المدنية”.

وخلص إلى “ضرورية تطوير القوانين والتشريعات التي تترك الناس تمارس حياتها بشكل طبيعي، وأن يتم تأطيرها في إطار قانوني و يحمي المواطنين من المنزلقات التي يمكن أن تقع، سواء في مثل حالة الخمور الفاسدة أو في ظواهر أخرى تتطور في مجتمعنا، ما يعني ان تكون قوانينا استباقية”.

بنمسعود: جهات متعددة تتحمل المسؤولية والمقاربة الأمنية غير كافية

 

وفي سياق متصل، اعتبر عضو التنسيقية العامة لمنتدى شمال المغرب لحقوق الإنسان بالقصر الكبير، أسامة بنمسعود، أنه “ليست هناك جهة واحدة فقط هي التي تتحمل هذه الوفيات، إذ أن هناك تعدد الجهات المتداخلة في هذا الموضوع، ابتداء من المدرسة والشغل والمجلس البلدي والأمن، و المجتمع، بالتالي لا يمكن أن تقول ان هناك جهة وحيدة هي من تتحمل المسؤولية لوحدها في الموضوع”.

وشدد بنمسعود في حديثه لـ”آشكاين”، على أن ” المقاربة الأمنية لا تكفي لوحدها لتجنب تكرار مثل هذه الوفيات بالكحول الفاسدة”.

وأردف أن “الوفيات كانت بسبب شرب الماحيا التي كانت فيها نسبة مرتفعة من الكحول، وهو ما تسبب لهم في التسمم، وهؤلاء الأشخاص كانوا يعيشون أمام أعيننا ولم يكن هناك أي تدخل للعلاج، أو التفكير في خلق مركز لمعالجة الإدمان”.

وأكد على أن “نسبة الإدمان في مدينة القصر الكبير مرتفعة، فيها إدمان على الحشيش و القرقوبي و الهيروين، والأكثر من ذلك لدينا عدد كبير من الأشخاص يموتون يوما بعد يوم بسبب الهيروين، و أكبر نسبة من هذا الإدمان منتشرة في القصر الكبير مقارنة مع باقي الإقليم”.

ونبه إلى أن “المدمن في ظل وضعه الإجتماعي والضغط الذي يتعرض له، يجعل عددا منهم يدخل في دورة العلاج ويخرجون منها فقط لأنه بعيد عنهم، ولحدود الساعة مركز وحيد تم إنشاؤه في العرائش ومازال مغلقا لمدة سنتين”.

ويرى بنمسعود أن “المقاربة  الأمنية ليست هي الحل، بل إن المقاربة العلاجية والحقوقية هي المدخل الأساسي للتقليص من مخاطر مثل هذه الظواهر ، وما وقع في مدينة القصر الكبير ليس وليد اليوم، بل إن هناك حالات توفيت بسبب جرعات زائدة، و هؤلاء الأشخاص ظلوا أمام أعيننا ولم يتدخل أي كان ليمد يد المساعدة لهم”.

 

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
29 سبتمبر 2022 12:02

لحد الساعة، لم نسمع مند تفجر هذه القضية التي تفشت بعد نهاية الحجر الصحي في المغرب الشرقي، ماهي المواد السامة التي تحتوي عليها هذه الخمور، ولم نسمع كيف تعاملت السلطات المعنية مع مروجي هذه الكحول. وهل تم اعتقال المسؤولين، وكم عدد الكميات التي حجزتها السلطات، مما اذى الى تفشي هذه الظاهرة وتوسعها من دلك التاريخ الى الان، حيت وصل تداولها الى منطقة الشمال. وقد ينتقل الى مجموع التراب الوطني.

محمد أيوب
المعلق(ة)
28 سبتمبر 2022 21:07

من المسؤول؟:
الجواب واضح…ولشدة وضوحه فإن طرحه لا معنى له..
من يسهر على الأمن وتتبع تحركات الناس بالمدن؟ان الجواب أيضا واضحا:هناك جهازان اثنان هما:الامن والسلطة المحلية…الامن له طريقته في البحث والتقصي،والسلطة لها اعوانها الذين يقدمون لها خبرا عن كل صغيرة وكبيرة تحدث بدائرة نفوذ كل رجل سلطة…اما الحديث عن المدرسة والأسرة والمجتمع فهو مضيعة للوقت لا أقل ولا أكثر…فمن تعاطى لهذه المادة السامة ليسوا قاصرين ولا جاهلين…ومن باعها ووفرها لهم ليسوا قاصرين ولا جاهلين أيضا…فهل الامن والسلطة كانوا لا يعلمون شيئا عن مروجي هذا المادة السامة؟شخصيا لا اعتقد ذلك لان متعاطي هذه السموم معروفون بالمدينة،ان لم يكن جميعهم فأغلبهم،لانهم من المدمنين على ذلك…وكما تواجد ا بالقصر الكبير فهم متواجدون بكل المدن والقرى وحتى البوادي…فأما الفقر الذي لا يجعلهم يقدرون على اقتناء الخمور من النوع الجيد يلجأ هؤلاء إلى تعاطي هذه السموم…شرعا فهي حرام بالقرٱن والسنة والاجماع…هذا واضح…لكن واقعنا يقول أن كثيرا من المغاربة المسلمين يشربون الخمر وبكمية كبيرة للغاية…هذه قضية أخرى ليس تناولها هنا منطقيا…الخلاصة:المسؤول عن فاجعة القصر الكبير معروف ومعلوم لدرجة أن طرح السؤال عمن يكون يعتبر سخافة…

tbaten
المعلق(ة)
28 سبتمبر 2022 20:03

ما وقع مع الكحول قد يقع مع مواد أخرى !!!!و واقعة زيوت مكناس السامة تاريخها غير بعيد!!!!كل هذا نتيجة التسيب،غياب المراقبة ،ضغط اللوبيات و التغييب المتعمد لدور جمعيات حماية المستهلك وتحجيم أدوارها…..

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x