2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

يعتبر التنويم المغناطيسي من الممارسات القديمة التي تساعد على التقليل من التوتر والتخفيف من الألم وكذا الإقلاع عن الإدمان بمختلف أنواعه. وهي الفوائد الصحية التي توضحها الأخصائية في العلاج بالتنويم المغناطيسي، سعاد الداودي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء.
1 – ما هو التنويم المغناطيسي ؟
التنويم المغناطيسي هو حالة معدلة من الوعي تسمح بالوصول إلى اللاوعي من أجل فهم متى وكيف ترسخ سلوك ما أو أعراض معينة في حياتنا. وبالتالي فإن حالة التنويم المغناطيسي تسمح للفرد باستعادة السيطرة على حياته ووقف معاناته. وتجدر الإشارة إلى أن التنويم المغناطيسي ليس حالة شروذ ذهني ولا حالة من النوم. فالشخص الذي يلجأ إلى هذه التقنية يساهم بتوجيه من أخصائي العلاج بالتنويم المغناطيسي، في تحقيق التغيير الذي ينشده. إذ يخلق الشخص المعني التغيير الخاص به، ويتمكن من فهم تصرفاته ومشاعره بشكل أفضل .
2 – ماهي الحالات التي يمكن أن تكون فيها هذه الممارسة القديمة مفيدة؟
يتواصل اللاوعي معنا باستمرار، من خلال المشاعر، أو الأحلام، أو الحدس. ووجودنا في حالة وعي، يجعل من الصعب جدا فهم هذه الرسائل. لذلك، يمكننا التنويم المغناطيسي من فهم هذه الرسائل، وتحرير المشاعر السلبية والمخاوف التي ظلت عالقة داخل الجسد، والتي يمكن أن تظهر في مرحلة البلوغ بسبب عامل محفز أو تجربة ما أو خيبة أمل أو فقط من خلال الإحساس بأنه سبق وأن رأينا شيئا ما أو أحسسنا به.
الكثير من الأعراض غير المرغوب فيها، التي نشعر بها في أجسادنا هي أعراض نفسية- جسدية مثل الشعور بالقلق أو بالاختناق أو بثقل على الصدر، وكذا الإحساس بتوعك على مستوى البطن أو الحلق أو بوزن على مستوى الكتفين وغيرها من الأعراض. ويمكن التنويم المغناطيسي من تهدئة هذه الأعراض النفسية- الجسدية، وخاصة تحرير الشخص من العوامل التي تسببها.
خلاصة القول، يعتبر التنويم المغناطيسي أداة فعالة لإيجاد حل لكل الأمور التي تعد أقوى منا، ولكل ما نتعرض له رغما عنا، بدءا من الإدمان أو أي سلوك قهري (الغذاء، السكر، السجائر، المخدرات، الكحول، ألعاب الفيديو ..)، وصولا إلى جميع أنواع الأحاسيس والسلوكيات، كالخوف، والرهاب، وتقدير الذات، والثقة بالنفس، والحديث أمام الجمهور، والتبعية العاطفية، والانقياد، والقلق، والاكتئاب، ونوبات الهلع.
3 – ماهي أبرز فوائد التنويم المغناطيسي على مستوى الجسد والروح؟
التنويم المغناطسي يمكن من تحرير الجسد والروح من كل ما قد يعرقلهما أو يقف حاجزا أمامهما. كما يتيح التصالح مع الذات واستعادة الفرد للسيطرة على حياته ووضع حد لمعاناته.
4 – هل يحقق التنويم المغناطيسي في المغرب نفس النجاح الذي يعرفه في دول أخرى؟
التنويم المغناطيسي أصبح معروفا أكثر فأكثر بالمغرب. لكن الإقبال عليه ما يزال أقل بكثير مما هو عليه في بعض الدول الأوروبية، حيث أصبحت لهذه الممارسة مكانة متزايدة في العلاج، وداخل الأوساط الطبية والاستشفائية.
5 – ماهي النصائح التي توجهونها للأشخاص الذين يبدون تخوفا تجاه العلاج بالتنويم المغناطيسي؟
غالبا ما يثير التنويم المغناطيسي المخاوف، لأنه يسود الاعتقاد بأنه يجعل الإنسان يفقد السيطرة على نفسه، وبأن المعالج يسيطر على الشخص الم نوم مغناطيسيا أو تصبح لديه سلطة عليه. غير أنه على العكس من ذلك، فالتنويم المغناطيسي يمكن الشخص من استعادة السيطرة على ذاته، واكتشاف نفسه، وفهم احتياجاته العميقة ورغباته، والتصالح مع نفسه.
المعالج الجيد بالتنويم المغناطيسي هو من يوجه الشخص الذي يلجأ إليه، إلى أن يجد في دواخله الحلول الملائمة له ويحقق التغيير الذي ينشده. صحيح أن حالة التنويم المغناطيسي قد تثير مخاوف البعض. لكن ما يجب معرفته هو أن التنويم المغناطيسي هو حالة طبيعية نعيشها عدة مرات في اليوم، سواء من خلال مشاهدة فيلم، أو قراءة رواية، أو الانغماس في أفكارنا ، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو التفكير في منظر طبيعي أو عمل فني. فكل هذه تعتبر حالات من التنويم المغناطيسي التي يسعى إليها الإنسان دوما، لأن لها فوائد هائلة على الجسد والروح.