كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية اللثام عن أكبر خدعة تعرض لها الجزائريون من طرف فرنسا و بتواطئ مع نظامهم العسكري الحاكم للبلاد.
ويتعلق الأمر بحسب الصحيفة ذائعة الصيت بالجماجم التي تسلمتها الجزائر صيف سنة 2020، على أنها لمقاومين جزائريين حاربوا الإستعمار الفرنسي، في حين أن الأمر مجرد ذر الرماد في العيون، وبعد انتظار الرفات لما يناهز 170 سنة.
وأكد المصدر أن 6 جماجم من أصل 24 هي التي تعود في الأصل إلى مقاومين جزائريين توفوا جراء التعذيب أو الإعتقال وتم الإحتفاظ برفاتهم في متحف التاريخ الطبيعي بباريس، فيما الباقي هي جماجم مجهولة الهوية.
وأوضحت نيويورك تايمز أن عملية تسليم هذه الجماجم جاء في إطار توقيع اتفاقية بين الحكومتين الفرنسية والجزائرية، ونفذت بطريقة غامضة، ما أعطى انطباعا عن كون الأمور الدبلوماسية تفوق كل شيء.
وسجلت الصحيفة أن الحكومة الجزائرية لم تشأ التفاعل مع أسئلتها بخصوص ما إذا كانت تعلم أنها قبلت بجماجم لأشخاص مجهولي الهوية وليسوا لمقاومين جزائريين في صفقة سياسية محضة، مبرزة أن الحكومة رفضت التعليق على الموضوع.
ومن جهته، تردف نيويورك تايمز، أن مكتب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون امتنع هو الآخر عن التعليق و أحال الأسئلة إلى وزارة الخارجية التي قالت إن قائمة الجماجم التي أعيدت “تمت الموافقة عليها من البلدين”!
واعتبر المصدر أنه بالرغم من عدم وضوح الأسباب الحقيقية لقبول الجزائر بصفقة على حساب تاريخ مجاهديها، إلا أن موقفها يبين أنها كانت متعطشة لانتصار مزيف وخدعة تعلم بحبكتها فقط من أجل عيش الجزائريين على ريع الذاكرة.
ونُقل رفات 24 من القادة المقاومين، من فرنسا إلى الجزائر مسجى بالعلم الجزائري، على متن طائرة “هرقل سي-130” عسكرية، وكان في استقبالهم في مطار العاصمة الجزائر، الرئيس عبد المجيد تبون، وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين في الدولة، إلى جانب تشكيلات عسكرية.
ورافق الطائرة العسكرية التي نقلت الرفات مقاتلات من القوات الجوية، نفذت عرضاً عسكرياً في سماء العاصمة الجزائر، كما أطلقت سفن حربية في ميناء المدينة مدافعها بالتزامن مع وصول الطائرة، وفق ما أظهره بث مباشر للتلفزيون الجزائري الرسمي آنذاك.
وتزامنت عملية النقل مع احتفال الجزائريين بالذكرى الـ58 لعيد الاستقلال في الخامس من يوليو 2020، بعدما كانت المفاوضات لاسترجاع الرفات قد انطلقت في يونيو 2016.
وتم الإعلان عن دفن الجماجم، في مربع الشهداء بمقبرة العالية في العاصمة، بحضور رئيس الجمهورية، بعد أن ألقى عدد من المواطنين النظرة الأخيرة على تلك الجماجم.
Mais non. Les algériens n’ont pas d’histoire. Donc pas de martyrs. Oubliez nous.
الجماجم الاخرى هي لمقاومين من تونس ومن المغرب اختلطت دماؤهم بدماء الشهداء الجزائريين و يرفض النظام العميل لفرنسا الاعتراف بهم.