لماذا وإلى أين ؟

فضيحة ٌأخرى.. نظام تبون يسترجع جماجم خونة على أساس أنهم مجاهدين جزائريين

تحت عنوان: غموض حول الجماجم التي أعادتها فرنسا إلى الجزائر، تساءلت صحيفة “لوموند” الفرنسية: هل دفنت السلطات الجزائرية عن علم ثلاثة “خونة” (وهم مساعدون محليون للجيش الفرنسي) في مربع الشهداء بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة؟ مُذكّرة أنه في يوم الثالث من يوليو عام 2020، و بعد عدة سنوات من الضغط، أعادت الجزائر من باريس، على متن طائرة عسكرية، 24 جمجمة من المفترض أنها لمقاومين تم قطع رؤوسهم في القرن التاسع عشر. وتم تخزين هذه الرفات البشرية لعقود في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي (MNHN).

وأشارت “لوموند” إلى أنه وفقًا للمدير السابق للمجموعات في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، Michel Guiraud، فإن الودائع تمت دراستها من قبل لجنة من الخبراء الجزائريين الفرنسيين بتكليف من الدولتين. و يوضح هذا الأخير لـ“لوموند”: “لقد حددنا مع زملائنا الجزائريين كل هذه الرفات، كل أولئك الذين نحن على يقين من هويتهم و رحلاتهم الفردية”. و لذلك دُفنت هذه الجماجم الثلاث مع جماجم مقاتلي المقاومة.. وهي صورة يصعب تخيلها في ظل حساسية الرأي العام الجزائري حيال مسألة الاستعمار.

وتتابع “لوموند” التوضيح أن الجدل بدأ في 16 من سبتمبر الماضي، على خلفية نشر أحد المواقع الجزائرية لمقال يؤكد أن عدة جماجم لا تنتمي لمقاومين. هذا الموضوع الذي تجاهلته الصحافة المحلية الجزائرية أثار تساؤلات المؤرخ الجزائري علي فريد بلقاضي، الذي وصفته “لوموند” بأحد المقربين من الجنرال خالد نزار- الرجل القوي السابق للنظام الجزائري في التسعينيات.

وبعد شهر من ذلك، أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية المعلومات الواردة من الإعلام الجزائري، لتعيد الجدل و بقوة حول هذا الموضوع بالغ الحساسية.

وذكّرت “لوموند” أن بلقاضي هو الذي اكتشف، في عام 2011، جماجم هؤلاء الضحايا أثناء بحثه في باريس في مجموعات المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي. وهو من بدأ حملة لتنبيه السلطات الجزائرية للمطالبة باستردادها من فرنسا.. وكان عليه الانتظار حتى السادس من ديسمبر عام 2017 عندما زار إيمانويل ماكرون الجزائر للمرة الأولى منذ انتخابه، حيث قال إنه “مستعد لإعادة الجماجم من أجل إحياء العلاقة بالأعمال المرتبطة بالذاكرة بين البلدين”. استغلت السلطات الجزائرية ذلك وطالبت رسميًا في الخامس من يناير عام 2018 بإعادة الجماجم.

وكان طلب الجزائر آنذاك واضحًا، ويتمثل في إعادة رفات “المُقاومين” إلى وطنهم.

في سبتمبر 2018، تم تشكيل اللجنة الفرنسية الجزائرية.. أجريت عينات من الحمض النووي و الأنسجة و أعمال أرشيفية، كما يوضح المدير السابق لمجموعات المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس، Michel Guiraud، مضيفا أنه كان عليهم العثور على رفات جزائريي القرن التاسع عشر و تحديد هويتهم و توثيقهم، ولم يكن عليهم تسميتهم مقاومين أم لا.

وتابع Michel Guiraud التأكيد أنه “تمت فقط إعادة ما أرادت الحكومة الجزائرية إعادته: رفات لجزائريين مع وثائقها”. في يوليو عام 2021، تم التحقق من صحة التقرير النهائي من قبل علميين فرنسيين و جزائريين، لكن لم يتم تقديمه رسميًا إلى حكومتي البلدين. وقد أتاح هذا العمل التعرف على 26 جمجمة، تم تسليم 24 منها إلى الجزائر في 3 من يوليو عام 2020. في ظل عدم وجود قانون إطاري لإعادة الرفات البشرية، ظلّت هذه البقايا الجنائزية ملكًا لفرنسا بعد تسليمها، استنادا إلى وثائق تم الحصول عليها من متحف التاريخ الطبيعي و الحكومة الفرنسية.

والجمجمتان المتبقيتان؟ كانت صحيفة “لوموند” قد ذكرت في 28 يونيو عام 2021 أنه تم تنظيم حفل استقبال رسمي في متحف الإنسان في باريس لتسليمها لممثلي الدولة الجزائرية. لكن رغم كل التوقعات، فإن الجزائريين لم يأتوا لاستعادتها، ولم يقدموا أي تفسيرات. ومن غير المعروف لماذا قدمت الحكومتان الجزائرية والفرنسية كل هذه الجماجم على أنها جماجم مقاومة فقط، تستغرب “لوموند”.

وهنا يوضح Michel Guiraud: “تبادلنا المعلومات مع الجزائريين. سار هذا العمل المشترك بشكل جيد و نحن فخورون به. لقد استجبنا للتفويض الذي منحنا إياه السياسيون.. هل كان الجزائريون على علم بهوية الجماجم الثلاث المتنازع عليها؟ بالطبع، في التقرير الذي لم يُنشر على الملأ، هناك كل التوثيق، بالصور. احتفظنا فقط بالأشخاص الذين كنا متأكدين من هويتهم، وليس هناك إخفاء للهوية”.

لماذا اختارت السلطات الجزائرية دفن جماجم ليست لمقاومين في مكان ذي رمزية كبيرة؟ لماذا لا تتخلص منها؟ هي أسئلة قالت “لوموند” إنها وجهتها إلى عبد المجيد الشيخي، مستشار الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، لشؤون الذاكرة، موضحة أن الأخير رفض الرد. كما أكدت الصحيفة أن وزارة الخارجية الفرنسية رفضت تسليمها نسخة من تقرير اللجنة الفرنسية-الجزائرية.

القدس العربي

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
23 أكتوبر 2022 00:34

الجماجم المزورة كانت موضوع اتفاق سري بين ماكرون وتبون لإننقاد ماء الوجه فقط، ولا يهم إن كانت لمجاهدبن اوقردة، المهم هو لا فتة استرجاع الجماجم اي ما تكون.

السي الطبال.
المعلق(ة)
22 أكتوبر 2022 23:58

C’est pas notre affaire

Nasser
المعلق(ة)
22 أكتوبر 2022 20:59

De tout coeur avec les automobilistes marocains quand ils s’approchent d’une pompe à essence.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x