2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

بدأت بوادر انفراج تلوح في الأفق حول الأزمة الصامتة التي تمر منها العلاقات المغربية الفرنسية منذ شهور عديدة.
ففي أول اتصال معلن عنه بشكل رسمي؛ بعد مدة غير قصيرة من الأزمة غير المعلنة؛ هاتف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؛ الملك محمد السادس؛ أول أمس السبت 10 دجنبر الجاري، ليهنأه إلى جانب العديد من قادة دول العالم، بتأهل المنتخب المغربي إلى نصف نهائي كأس العالم على حساب البرتغال. فهل هي إشارة لقرب الخروج من الأزمة؟
وتكمن أهمية الاتصال في الإعلان عنه عبر وكالة الأنباء الرسمية (ماب)؛ إذ رغم الحديث في وسائل إعلام، خصوصا المقربة من الأوساط الفرنسية، عن اتصالات سابقة؛ إلا أن ذلك لك يتم الكشف عنه بشكل رسمي.
هناك مؤشرات أخرى تصب في نفس الاتجاه، تتمثل فيما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية ”أ.ف.ب”، التي أفادت أن وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، ستحل في الرباط يومي 15 و 16 من شهر دجنبر الجاري.
وكشفت الوكالة الفرنسية أن الوزيرة من المرتقب أن تناقش مسألة التأشيرات الشائكة وإعداد مشروع برنامج لزيارة الرئيس إيمانويل ماكرون المقررة يناير المقبل.
وكان ماكرون قد أعلن بشكل غير رسمي؛ خلال عودته من الجزائر، أنه ينوي زيارة المغرب. حين صرح؛ نهاية شهر غشت المنصرم؛ عن ذلك في حديث هامشي ردا على سؤال مهاجر خلال فعاليات مهرجان موسيقي.
وتعيش العلاقات الفرنسية المغربية على وقع أزمة غير معلنة وغير مسبوقة منذ أشهر. تعمقت حين أقدمت فرنسا على خفض التأشيرات الخاصة بالمغاربة، بنسبة تفوق 80 في المائة، شملت حتى بعض المسؤولين البارزين وطلاب العلم. مما خلف موجة غضب وسط الأحزاب والجمعيات الحقوقية والمدنية.
وبعد الفتور الدبلوماسي الطويل؛ تحدثت تقارير إعلامية؛ خلال شهر نونبر الماضي؛ ومنها موقع ”افريكا انتلجنس” المقرب من جهات فرنسية، عن اتصال هاتفي بين الملك محمد السادس وماكرون. إلا أن ذلك؛ إن تم؛ فلم يُكشف عنه بشكل رسمي، وهو ما يعطي انطباعا أن الإعلان عن المحادثة الأخيرة بين الجانبين في الوكالة المغربية الرسمية، مؤشر قوي عن قرب نهاية الأزمة بين الرباط وباريس؛ أو على الأقل بداية تذويب جليدها.
ويبدو أن نزاع الصحراء، قد ألقى أيضا بظلاله على العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا والمغرب. إذ يذهب مراقبون إلى أن المملكة لم تستسغ الصمت الفرنسي وعدم الإدلاء بموقف واضح من مغربية الصحراء، خصوصا بعد الاعتراف الأمريكي وما تلاه من مواقف العديد من الدول الأوروبية، التي أكدت بوضوح أن مبادرة الحكم الذاتي هي ”الحل الواقعي والجاد” لحلحلة النزاع.
ويرى ذات المراقبين، أن الملك محمد السادس، كان يقصد فرنسا بشكل أخص، حين قال في خطابه بمناسبة ثورة الملك والشعب، إن ”ملف الصحراء المغربية هو النظارة التي ينظر منها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس صدق الصداقات ونجاعة الشراكات”.
بل دعا من وصفهم بـ ”شركاء المملكة التقليديين”؛ وهنا تتضح الصورة أكثر؛ إلى توضيح موقفهم من قضية الصحراء المغربية ”بشكل لا يقبل التأويل”.
فهل استوعبت فرنسا الدرس وستتجه إلى تليين موقفها والالتحاق بجيرانها الأوربيين في موقفهم الإيجابي من قضية الصحراء المغربية؟
لا شك أن المغاربة سيتبادلون الغمزة فيما بينهما ردا على غمزة ماكرون في لقائه بتبون