2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

لا تزال مشاركة المنتخب المغربي في المونديال وما حققه من إنجاز في تاريخ الكرة في القارة السمراء والدول العربية ببلوغه نصف نهائي كأس العالم قطر 2022، ترخي بظلالها على النقاش العام بالمغرب والعالم العربي عموما، بل وامتد هذا النقاش إلى كون هذه المشاركة لها أبعاد وفوائد سياسية على ملفات كبرى للمغرب على رأسها ملف الصحراء المغربية.
ويرى رئيسُ المرصد الصحراوي للإعلام و حقوق الإنسان؛ محمد سالم عبد الفتاح، أن مشاركة الأسود في مونديال قطر لها “انعكاسات إيجابية” متعددة، مجملا إياها في “إشعاع مغربي دولي، وتضامن افريقي، عربي وإسلامي، إلى جانب انحصار الطرح الإنفصالي”.
وقال المحلل السياسي محمد سالم عبد الفتاح، إنه “لا شك أن النتائج الإيجابية التي حققها المغرب في العرس الرياضي العالمي بقطر، أكبر بكثير من مجرد إنجاز كروي يتمثل في تقاسم المربع الذهبي للمونديال، على أهميته”.
وعدد المتحدث هذه “الانعكاسات الإيجابية” التي تبدأ حسبه “من الإشعاع والحضور الدولي الذي حققه المغرب، إلى صقل الحس الوطني وشحذ الهمم وتكريس الإجماع الوطني، إلى جانب تعزيز الثقة في الكفاءة المغربية، فضلا عن التمثيل المشرف للعالم العربي والإسلامي وللقارة السمراء”.

وأردف “الانعكاسات الإيجابية للمشاركة المغربية في مونديال قطر، على المجتمع، فوحدهم المختصون في علم الاجتماع كفيلون بدراستها، ولربما استغرق الأمر مدة زمنية ليست بالقصيرة لرصد تجلياتها، أبسط تلك الانعكاسات تحصين قيم الأسرة، وإبراز مكانة الأم، فضلا عن زرع ثقافة العمل الجماعي”، وأنه “يهم تحديدا تلك الانعكاسات المرتبطة بنزاع الصحراء، على اعتبار اشتغال خصوم المغرب على التوظيف السياسوي للمنجز الرياضي في فترات سابقة، دعما للطرح الانفصالي”.
واعتبر أن من بين هذه الانعكاسات “تراجع لطروحات الانفصال الشوفينية، فالملاحظ هو الانحسار الكبير للدعاية الانفصالية المتراجعة أصلا على مستوى داخل الأقاليم الجنوبية، حيث قضى التفاعل الشعبي مع الإنجاز الكروي الذي حققه المغرب على ما تبقى من طروحات عنصرية شوفينية قاصرة، كانت تروم عزل العنصر الصحراوي عن عمقه الاجتماعي المغربي، وإحداث قطيعة وانقسام بين مكونات المجتمع المحلي بالصحراء”.
وأبرز المتحدث، في تدوينة على حسابه الفيسبوكي، أن “الغالبية الساحقة من الصحراويين قد تفاعلت مع الانتصارات التي حققها المنتخب المغربي، وتوحدت الساكنة الصحراوية بكافة مكونتاها وروافدها الإجتماعية خلف المنتخب الوطني، لتقضي على دعوات التفرقة والفتنة التي عزفت عليها الدعاية الإنفصالية”.
مضيفا أن هذه المشاركة لأسود الأطلس أدت إلى “إفلاس المتاجرين بشعارات القضية الفلسطينية، حيث أظهر التفاف العالمين العربي والإسلامي خلف المنتخب المغربي، و فشل محاولات خصوم المغرب لتوظيف القضية الفلسطينية سياسويا في مناسبات كروية سابقة، لأجل اختراق حالة الإجماع العربي الداعم للوحدة الترابية المغربية”
“فقد كان الفلسطينيون أنفسهم أكثر المتحمسين لتشجيع المنتخب المغربي”، يسترسل محمد سالم “في حين ظهرت أعلام فلسطين على أعناق لاعبي المنتخب المغربي وفي المدرجات والمسيرات في الشوارع بين جمهوره، لتقضي على متاجرة البعض بشعارات القضية الفلسطينية التي ظنها داعمو الطرح الانفصالي في الصحراء في السابق رأس مال خاص بهم.”.
وخلص إلى أن “الإشعاع الذي حققه المغرب عبر مشاركته الكروية الأخيرة في مونديال قطر، ستعزز منجزاته السياسية والدبلوماسية المرتبطة بملف وحدته الترابية، لا سيما تلك المتعلقة بحضوره الدولي إعلاميا، ثقافيا وحتى اقتصاديا وغيرها، على اعتبار أهمية المجال الرياضي في المعارك التي يخوضها المغرب دفاعا عن قضيته العادلة، في عالم باتت عناصر القوة المرنة فيه توازي عناصر القوة التقليدية أهمية”.
خاص غير ايطلقوا الصحافيين ومعتقلي الرءي والفرحة تكمل