2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
لعروسي يـعـُـد خلفيات زيارة وزير خارجية روسيا للمغرب

يرتقب أن يقوم وزير الخارجية الروسي؛ سيرغي لافروف، بجولة إفريقية لعدد من الدول، حيث من المنتظر أن تكون العاصمة المالية باماكو أبرز محطاتها، وفق ما أكدته مصادر دبلوماسية، حيث سيبدأ لافروف الأسبوع المقبل جولته الأفريقية، والتي ستشمل دولاً عدة، من ضمنها المغرب وموريتانيا ومالي.
وتأتي هذه الزيارة في سياق محموم بالتوترات الإقليمية والدولية، إن على صعيد إفريقيا أو على مستوى الاتحاد الأوربي، علاوة على تزامن هذه الزيارة مع استمرار الحرب الأوكرانية الروسي، وهو ما يجعل لهذه الزيارة أبعادا دولية وإقليمية متعددة.
وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الأمنية وتسوية النزاعات الدولية، عصام لعروسي، أن “زيارة لافروف للمنطقة الإفريقية وخاصة المغرب ومالي، يعكس انشغالا جيوسياسيا لروسيا بالمنطقة الإفريقية”.

وأشار لعروسي، في تصريحه لـ”آشكاين”، إلى أنه “قبل الحرب الأوكرانية قد عملت روسيا على محاولة اختراق المنطقة الإفريقية ومنافسة القوى الكلاسيكية كفرنسا وألمانيا وبريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، والصين، (منافستها) في المنطقة، خاصة المنطقة المتوترة في مالي، وأفريقيا الوسطى، أوغاندا، والكونغو”.
وشدد المتحدث على أن “روسيا تحاول التموقع في هذه الدول بشكل إيجابي على اعتبار أنها تبحث عن أسواق للسلاح الروسي، وتبحث عن فرص استثمارية واقتصادي ، في إطار التنافس مع القوى التي تحاول أن تجد موطأ قدم لها في إفريقيا”.
موردا أنه “في إفريقيا الوسطى مثلا معلوم تواجد قوات فاغنر الروسية التي تدير الدولة من الباطن وتستفيد من الثروات، من مناجم الماس والذهب، مقابل الخدمات التي تقدمها للدولة، في غياب دولة مركزية، و تقدمها للنخبة الحاكمة التي تفتقد إلى مقومات الدولة المركزية”.
وأوضح لعروسي أن “زيارة لافروف للمغرب تأتي في إطار التقارب الذي تم تسجيله بين المغرب وروسيا الفدرالية، في إطار تعاون ومحاولة المغرب تحييد روسيا من الخلاف حول قضية الصحراء المغربية، وأيضا الاستفادة من بعض فرص الاستثمار، خاصة على المستوى العسكري”.
وأضاف أن “روسيا تتعامل بشكل مباشر مع الجزائر في إطار صفقات للأسلحة، والمغرب هو طُمُوحٌ مشروعٌ لروسيا في محاولة التنويع، لكن ما يقع الآن هو أنه مع التركيز على الحرب الروسية الأوكرانية، تحاول روسيا أن لا تفقد مكانتها في إفريقيا في ظل هذا الصراع، مع التركيز على ميدان العمليات العسكري في أوكرانيا، لكن روسيا لا ترغب في ضياع المكانة الاستراتيجية في إفريقيا التي بدأتها منذ التسعينات، وفي سنوات الألفين إلى الأن”.
وأكد الخبير نفسه على أن “زيارة لافروف للمغرب هي تقوية لهذه الأواصر سالفة الذكر، وقد يستفيد منها المغرب في إطار تنويع الشراكات، والاستفادة من جانب الترسانة النووية المدنية للاستعمال المدني، وغيرها من المركبات التي تشرف روسيا عليها من الجانب العسكري”.
وخلص لعروسي إلى أن “هذا التنويع يسمح أيضا للمغرب بالمناورة، خاصة في إطار الخلاف الحاصل مع الاتحاد الأوربي، علما أن المغرب مواقفه واضحة من خلال توصية الجمعية العامة التي لم يشأ المغرب التصويت عليها، حيث كان تصويته دالاّ، يريد منه الحفاظ على مصالحه مع روسيا، ما يعني أن المغرب يتشبث بمبدأ تنويع الشركاء الاقتصاديين والاستراتيجيين، وهذه الزيارة المرتقبة تأتي في هذا السياق”.
خبير وسائل التواصل الاجتماعي