لماذا وإلى أين ؟

الشيات يرصدُ آثار خُـلاصات اللجنة الأمـنية الموريتانية ـ الجزائرية على المـــغرب

اختُتِمت بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، يوم السبت 28 يناير الجاري، أشغال الدورة الأولى للجنة الأمنية المشتركة الموريتانية ــ الجزائرية، بعددٍ من الخُـلاصات على رأسـها “تكثيف التنسيق الأمني بين البلدين قصد مواجهة التحديات المشتركة التي يفرضها السياق الإقليمي الراهن”.

كما اتفقت الجزائر و موريتانيا على “تأمين الحدود و حمايتها و التشديد على مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للأوطان بكافة أشكالها و تداعياتها على أمن الدولتين”.

و يأتي التقارب الأمني والعسكري بين الجمهورتين الموريتانية و الجزائرية في السياق الذي تستمر فيه العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر و المملكة المغربية في تصعيد و توتر متواصل. وهو ما يطرح أسئلة عدة حول الاتفاق الأمني الجزائري الموريتاني وخلاصته وعلاقة ذلك بتوتر العلاقات بين المغرب والجـزائر.

أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، يرى أنه باعتبار أن الجمهورية الموريتانية لها معبر حدودي مع المغرب وتشكل نقطة هامة في الرؤية الاستراتيجية المغربية لإفريقيا، ومحطة أساسية في مسار أنبوب الغاز النيجيري المغربي، فإن الجزائر تعمل على استغلال سياسات متعددة لاستمالة موريتانيا من خلال تكبيلها بمجموعة من الاتفاقيات التي سيصعب عليها الانفلات منها والدخول في مسارات تعاونية مع المغرب.

خالد الشيات ـــ أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية

ويؤكد الشيات الذي كان يتحدث لصحفية “آشكاين” الرقمية، أن نظام الجزائر لا تهمه موريتانيا ولا امتدادها “العربي” والحضاري، مشددا على أن موريتانيا تقع في هذا النسق بالنسبة للجزائر، عكس النسق المغربي الذي يرى أن موريتانيا منفذ من منافذ المصالح المشتركة بين البلدين بشكل خاص والمصالح الإفريقية بشكل عام.

ووفق أستاذ العلاقات الدولية، فإن الجزائر ركزت على علاقاتها الدبلوماسية مع موريتانيا عكس دول أخرى كمالي، النيجر و ليبيا، لأنها تسعى لجعل الجارة الجنوبية للمغرب قاعدة لتنزيل السياسيات الأمنية والعسكرية الجزائرية، وهو ما سمته الإتفاقية الموقعة بين الطرفين بـ”مواجهة التحديات المشتركة التي يفرضها السياق الإقليمي الراهن”.

ورصد متحدث “آشكاين” تناقض النظام الجزائري الذي أكد على “تأمين الحدود و حمايتها و التشديد على مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للأوطان بكافة أشكالها” في الاتفاق مع موريتانيا، في الوقت الذي خلقت فيه مجموعة عسكرية على الحدود المغربية، مشددا على أن موريتانيا ستموت بالنسبة للجزائر بموت الغاية الأساسية المتمثلة في محاصرة المغرب.

وخلص الشيات إلى الإشارة إلى أن السياق الذي عقدت فيه هذه الاتفاقيات الأمنية والعسكرية بين موريتانيا والجزائر، هو سياق داخلي بالنسبة لهذه الأخيرة وليس سياقا ذا بعد استراتيجي، باعتبار أن الجزائر ترى أن لديها مشكلا داخليا يشكل محور سياساتها الداخلية والخارجية؛ ويتمثل في المغرب، مبرزا أنها تهدف إلى أن يكون غَـــرْبَها مغربٌ ضعيفٌ، مُشتَّتٌ ومُقَسَّــــم.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x