2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
كيف سيتمُّ التعامُل مع قضية “احتلال” سبتة و مليلية بعد اتفاق المـغرب و إسـبانيا؟

اتفقت المملكة المغربية و إسبانيا أمس الخميس 02 فبراير الجاري، خلال القمة رفيعة المستوى التي جمعت البلدين بالعاصمة الرباط، على عدم القيام بأعمال من شأنها الإساءة إلى مجالات سيادتها.
وقال رئيس الحكومة الإسبانية؛ بيذرو سانشيز، في هذا الإطار، “لقد تعهدنا على الإحترام المتبادل، و”سنتجنب في خطابنا وممارستنا السياسية، كل ما من شأنه أن يسيء إلى الطرف الآخر، خاصة ما يمكن أن يؤثر على مجالات سيادتنا”. وهو ما يطرح السؤال حول كيفية التعامل مع قضية “احتلال” مدينتي سبتة ومليلية من قبل إسبانيا.
تفاعلا مع ذلك، يرى الخبير في الشؤون السياسية و الإستراتيجية؛ هشام معتضد، أن العلاقات المغربية الاسبانية جد حساسة و معقدة فيما يخص تدبير ملف احترام مناطق السيادة نظرًا للتماس الجغرافي بين البلدين و الارث السياسي المشترك، بالاضافة إلى مخلفات التاريخ الاستعماري و تبعيات تدبير فترة ما بعد الاستقلال واسترجاع المناطق المغربية التي كانت تديرها الادارة الاسبانية.
وقال معتضد في حديثه للصحيفة الرقمية “آشكاين”، إن التعامل مع قضية “احتلال” سبتة ومليلية خاصة بعد اتفاق المـغرب وإسـبانيا على عدم القيام بأعمال تُسيء إلى ”مجالات سيادتهما” يعتبر تحديا جديدا في تدبير العلاقات السياسية بين البلدين ورهانا دبلوماسيا معقدا سيتطلب الكثير من الحنكة التدبيرية من طرف السلطات الإسبانية لعدم استفزاز السلطات المغربية والقوى الحية المغربية بخصوص وضع المدينتين المحتلتين إلى حين ايجاد مخرج سياسي ينصف تاريخ الثغرين و تتم تصفية استعمارهما.

وأوضح المتحدث، أن مدينتي سبتة و مليلية تشكلان دائما نقطة حساسة و جد مركبة في المداولات السياسية و الدبلوماسية بين الرباط و مدريد، مشيرا إلى أن القيادة الاسبانية واعية بثقل هذا الملف و حساسيته الاستراتيجية في بناء علاقات متينة و وثيقة مع السلطات المغربية، خاصة وأن ملف الثغرين المحتلين تعتبر قضية وجودية بالنسبة للانسان المغربي بشكل عام و جزءاً لا يتجزأ من كيان وطنيتة المغربية.
وأكد ذات الخبير في الشؤون السياسية و الإستراتيجية، أن تدبير ملف المدينتين في ظل العلاقات الاستراتيجية الجد متقدمة بين الرباط و مدريد؛ خاصة فيما يتعلق بشقها المرتبط باحترام السيادة المتبادلة، سيتطلب تدبيره الكثير من الدقة في عدم المساس بالابعاد السياسية للموروث التاريخي لسبتة و مليلية خاصة، مشددا على أن تبني خطاب يمس بشرعية مغربية الثغرين لن يكون في صالح اسبانيا و قيادة مدريد الطامحة إلى مرحلة جديدة و قوية في علاقتها السياسية مع الرباط.
وخلص معتضد إلى الإشارة إلى أن نضوج العلاقات السياسية بين المغرب و اسبانيا يمر عبر تدبير مميز لملف احترام السيادة بين البلدين، مشيرا إلى أن المرحلة الحالية تعتبر فرصة دبلوماسية تاريخية للبلدين من أجل اتخاذ قرارات أكثر جرأة و تقدمية لتجاوز كل التحديات المرتبطة بحساسيات تدبير التماس الجغرافي وموروث التاريخ السياسي الذي عرقل الكثير من المشاريع التنموية و الاقتصادية للمنطقة و على المستوى الاقليمي.