لماذا وإلى أين ؟

خبيرٌ عسكري يرصدُ مكاسب المغرب من اتفاقه العسكري و الدفاعي مع البرازيل

وافق مجلس النواب، بحر هذا الأسبوع، على مشروع المرسوم التشريعي PDL) 1101/21)، الذي يتضمن اتفاقًا بين البرازيل والمغرب حول التعاون في الشؤون الدفاعية، حيث سيتم إرسال النص إلى مجلس الشيوخ، وفق ما ذكرته مصادر إعلامية برازيلية.

وسيشمل التعاون بين الطرفين بطرق مختلفة، مثل الزيارات المتبادلة للوفود، وتبادل المدربين والطلاب من المؤسسات التعليمية العسكرية، والمشاركة في الدورات النظرية والعملية، والفعاليات الثقافية والرياضية، والمساعدة الإنسانية، وهو ما يحيلنا على التساؤل عن سبب توجه المغرب إلى التعاون مع البرازيل في المجال العسكري، وما الذي ستجنيه المملكة من هذا الاتفاق.

وفي هذا السياق، أوضح، الخبير العسكري عبد الرحمان المكاوي، أن “مصادقة البرلمان البرازيلي على اتفاقية التعاون العسكري بين الجمهورية الفدرالية للبرازيل والمملكة المغربية، يأتي بعد الزيارة الناجحة التي قام بها وزير خارجية المغرب إلى البرازيل في 19 يونيو 2022، والتي توجت بالعديد من الاتفاقيات الاقتصادية والثقافية وفي مجال التعاون العسكري”.

وشدد المكاوي، في تصريحه لـ”آشكاين”،  على أنه “فيما يتعلق بالشق العسكري، فإن البرازيل تتوفر على بنية صناعية عسكرية متقدمة و تنافس الكثير من الدول في هذا الميدان، فالاتفاق الذي صادقت عليه اللجنة البرازيلية المكلفة بالدفاع التابعة للبرلمان البرازيلي، يشمل تبادل الخبرات في الميدان العسكري”.

وأكد الخبير العسكري نفسه، على أن “تبادل هذه الخبرات، قد تكون على شكل مناورات، وتبادل التكوينات العسكرية بين الأكاديميات العسكرية البرازيلية ونظيرتها المغربية، كما أن هذا التعاون قد يشمل استيراد بعض المعدات العسكرية المتطورة والمصنعة من طرف المركب الصناعي الحربي البرازيلي، كالشاحنات المجنزرة، و الدبابات، علما ان البرازيل تتوفر على صناعة متقدمة للصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى”.

عبد الرحمان المكاوي ــ محلل سياسي وخبير عسكري مغربي

ولفت المتحدث الانتباه إلى أن “النقطة الاستراتيجية المهمة في هذا التقرير المصادق عليه من طرف النواب البرازيليين، خاصة النائب البرلماني السيد مورينو ماريو، الذي أشرف على هذا التقري المخصص لمجال التعاون في المجال العسكري بين المملكة المغربية وجمهورية البرازيل الفدرالية، قد يشمل نقطة مهمة هي استثمارات برازيلية مهمة في الصناعة العسكرية المغربية الجديدة التي قننها القانون المغربي مؤخرا”.

موردا أن “هذا التوجه لتعزيز التعاون في الكثير من المجالات الاقتصادية والثقافية يشمل المجال الدفاعي، والبرازيل تراهن على فتح قنوات مستقبلية في هذا الميدان، خاصة في ميدان الاستثمار في مجال الصناعة الحربية المغربية التي بدأت تجلب إليها رساميل متعددة من الولايات المتحدة وكندا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وأوروبا، كما أن البرازيل لها عدة براءات اختراع يمكن إما أن يبيعها للصناعة الفاعلية الحربية المغربية، أو أن تدخل في شراكات ثنائية بين الطرفين أو متعددة الأطراف”.

ويرى المتحدث أن “زيارة وزير الخارجية المغربية في يونيو الماضي، كانت لها آثار جد إيجابية، رغم أن اليسار هو الذي يحكم في البرازيل، علما أن الرئيس داسيلفا نجح في الانتخابات الأخيرة، ولكن البراغماتية البرازيلية نظرا للمناخ العالمي ، تراهن على شريك موثوق في شمال إفريقيا وقري  من أوروبا ومن الشرق الأوسط وله امتدادات مهمة في إفريقيا”.

وأردف أن “البرازيل قبل أن تصادق على هذا الاتفاق كانت لها عدة مشاورات داخلية ومع حلفائها، الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وإسرائيل، كما أن البرازيل قد تكون جسرا مهما لحلحة الموقف الجنوب إفريقي وجعله يبتعد عن المواقف المتشنجة والمعادية لوحدتنا الترابية، كون البرازيل وجنوب إفريقيا تجمعهما شراكات مهمة في مجال الدفاع، وهذا اللوبي قد يساعد على تغيير مواقف جنوب إفريقيا، كون البرازيل لها نفود ولها استثمارات مهمة في جنوب إفريقيا قد تجعل الأخيرة تغير من مواقفها مستقبلا”.

وخلص محدثنا أن “المغرب أصبح الآن لاعبا محوريا في أمريكا اللاتينية، كون البرازيل هي أكبر دول من حيث المساحة وكثافة السكان ولها تأثير كبير في العديد من المنظمات اللاتينية ويمكنها أن تعرف بالمعرب وبقضيته الوطنية التي عربد فيها كثيرا مرتزقة البوليساريو”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x