لماذا وإلى أين ؟

النظامُ المالي العالمي ظَلمَ الدول الأقل نموا (غوتيريس)

قال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، اليوم الأحد بالدوحة، إن النظام المالي العالمي “المنحاز انحيازا عميقا قد ظلم الدول الأقل نموا ظلما واضحا” .

وأوضح غوتيريش، في كلمته خلال افتتاح أشغال مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا، أن هذه الأخيرة تواجه نسب فائدة تفوق بـ8 مرات تلك المقدمة للدول المتقدمة، “وهذا الأمر لا يزداد إلا سوءا”، مضيفا أن 25 بالمائة من الاقتصاديات النامية تنفق أكثر من 20 بالمائة ليس على بناء المدارس، ولا على إطعام شعبها، ولا على توسيع الفرص المتاحة بين الشاب والفتاة، بل لتوفير وتحمل تكاليف الديون؛ كما أن بعض هذه الديون شهدت زيادة تفوق 35 بالمائة في نسب تلك التكاليف.

وأكد المتحدث ذاته أن الدول الأقل نموا بحاجة إلى ثورة في الدعم المقدم لثلاثة مجالات رئيسية؛ يهم الأول المساعدة الفورية لإنقاذ أهداف التنمية المستدامة، “لأن هذه الدول تعتبر هذه الأهداف غاية بقاء في حد ذاتها، كالقضاء على الفقر وأهداف الصحة والغذاء والمياه النظيفة والصرف الصحي”، مشيرا إلى أنه آن الأوان لتنفذ الدول المتقدمة التزاماتها نحو الدول الأقل نموا بتوفير 0.15 إلى 0.20 من نسبة ناتجها المحلي في شكل مساعدات إنمائية، وزاد أن الأمم المتحدة لن تقبل الأعذار، مشددا على ضرورة تعزيز الجهود الدولية لتفادي عدم دفع الضرائب، وغسيل الأموال، والتدفقات المالية غير المشروعة التي تستنزف المصادر المحلية.

وأبرز غوتيريش أن المجال الرئيسي الثاني الذي تحتاج البلدان الأقل نموا إلى الدعم فيه هو إصلاح النظام المالي العالمي، “فعلى المؤسسات المالية الدولية ابتكار السبل لتوفير التمويل حين تتعاظم الحاجة إليه، وهذا يشتمل على توسيع التمويل الاحتياطي وإدماج شروط بشأن الكوارث والجوائح في صكوك وبنود الإقراض”.

أما المجال الثالث والأخير فيتعلق، بحسب الأمين العام للأمم المتحدة، في كون الدول الأقل نموا عليها أن تحدث ثورة لدعم العمل المناخي، لأنها تنتج أقل من 4 بالمائة من انبعاثات الغازات الدفيئة، ومن الكارثة أن 7 من كل 10 وفيات بسبب الغازات الدفيئة تحدث في هذه الدول، مردفا بأن على الدول المتقدمة أن تفي بوعودها بتوفير 100 مليار دولار لصالح الدول النامية، وتبسيط الاستفادة من التمويل لاتخاذ الإجراءات المناخية المطلوبة، وكذلك تسهيل الوصول إلى صندوق التعويض عن الخسارة والضرر، والسعي إلى تحقيق مساواة أعلى لهذا الصندوق، ودعم استحداث نظم إنذار مبكر في السنوات الخمس المقبلة لكل دول العالم.

وخلص الأمين العام للأمم المتحدة إلى أنه يتعين تحويل برنامج عمل الدوحة إلى نتائج ملموسة، والالتفاف حول هذا الهدف وبأسرع وقت ممكن، خاصة أن العالم معرض لمتغيرات غير متوقعة، مبرزا أن برنامج عمل الدوحة “2022 – 2031” دليل عملي للعديد من القضايا، “فهو يحتوي على أهداف ومخرجات ملموسة، كالمرفق المستدام لإزالة أسماء الدول عن قائمة البلدان الأقل نموا، ومركز دعم الاستثمار، وجامعة افتراضية لها أن تلعب دورا مؤثرا في أهداف التنمية المستدامة في الدول الأقل نموا”.

ويمثل المغرب في هذا المؤتمر وفد يضم عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، ومحمد ستري، سفير المغرب بقطر، وعبد الله بلملوك، مدير التعاون متعدد الأطراف والشؤون الاقتصادية الدولية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وكذا ممثلين عن الوكالة المغربية للتعاون الدولي.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
حسن
المعلق(ة)
5 مارس 2023 19:02

راه ولليتو غير كتفضحو روسكوم، وصف هذا الشخص للأمور بالإنحياز ما هو إلا تواطؤ ومحاولة لذر الرماد في العيون؛ الدول الكبيرة تحلب الصغيرة احتيالا أو بالقوة.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x