2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

يواصل المغرب تعزيز عتاده العسكري عبر اقتناء أحدث طرازات الأسلحة المتطورة، والبحث المتواصل عن شركات كبرى في مجال تصنيع الأسلحة من أجل خلق اكتفاء ذاتي في المستقبل، وهو ما دفع المغرب إلى تنويع شراكاته الاستثمارية والتوريدية في مجال العتاد العسكري
واتجه المغرب في السنوات الأخيرة إلى السوق الهندية بشكل لافت، حيث كانت آخر معاملاته مع الصناعات العسكرية الهندية، حينما اقتنى من شركة “TATA ADVANCED SYSTEMS” الهندية، ما مجموعه 90 شاحنة TATA 2445 6×6، والتي لها قدرات تميزها عن باقي الشاحنات العسكرية.
علاوة على ما سبق، فقد جاء تأكيد هذا التوجه المغربي نحو سوق الأسلحة الهندية على لسان محسن الجزولي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار، الذي أكد أن “هناك مباحثات متقدمة بين المغرب و شركات هندية لإنتاج عربات للقوات المسلحة الملكية بالمغرب مع إمكانية جعل المملكة أرضية للتصدير”، وهو ما يجعلنا نتساءل عن سر توجه المغرب نحو هذه السوق بالذات.
وفي هذا السياق، أوضح الخبير العسكري المغربي، عبد الرحمان مكاوي، أن “توجه المغرب نحو شراء بعض الأسلحة من الهند أمر طبيعي، فالعلاقات التجارية والسياسية بين الهند والمملكة المغربية هي علاقات متصاعدة وجيدة، والهند تتوفر على مركبات صناعية في مجال الأسلحة تجعلها منافسا كبيرا للصين و روسيا، ولبعض الدول الاوربية”.
وأشار مكاوي، في تصريحه لـ”آشكاين”، إلى أن “الهند لها صناعة في مجال صناعات الجيل الرابع والخامس، خاصة صناعة الرادارات وصناعة الحواسيب المتطورة، وكذلك المنظومات التي لها علاقة بالليزر وبكل ما هو لوغاريتمات إليكترونية يحتاجها الجيش الملكي المغربي”.

موردا أنه “بالإضافة إلى طبيعة العلاقات التجارية والسياسية المتميزة بين البلدين، فقضية التكلفة لها دور في هذا التوجه، فكما هو معلوم أن الأسلحة تعرف تزايدا كبيرا في أثمنتها من الذخيرة الصغيرة والأسلحة الخفيفة إلى الشاحنات المزنجرة ونصف المزنجرة، والهند لها أثمنة تنافس أثمنة الصين، وبعض الدول مثل كوريا الجنوبية، فيما يخص مجال الصناعات الحربية، كما أن الهند لها خبرة قديمة في مجال تطوير الصناعات الحربية أساسها الحديد، خاصة البواخر و الفرقاطات، وكذلك أجسام الطائرات وقطع الغيار المختلفة”.
ولفت الانتباه إلى أن “العلاقات الهندية المغربية ستعرف تطورا كبيرا في المجالات العسكرية في المستقبل القريب، خاصة أن الهند تستورد كل منتوجاتها من الفوسفاط والأسمدة من المملكة المغربية، وهناك شراكة خاصة في ميدان المعلوميات التي تجعل من الهند دولة رائدة في هذا الميدان، وقد تستفيد منها الصناعة الحربية والدفاعية المغربية في المستقبل القريب “.
وأردف أن “الشركات الهندية مهتمة بالاستثمار في مجال الصناعة الحربية المغربية، ابتداء من الاكتفاء الذاتي في الذخيرة والأسلحة الخفيفة و وسائل اللوجستيك، سواء البحرية أو البرية، وقطع الغيار بمختلف الأسلحة التي يتوفر عليها الجيش الملكي المغربي”.
وتابع أن “المقصود بتوفر الهند على خبرة طويلة، ما تعلق بمجال الصلب والحديد، سواء في صنع الفرقاطات أو الدبابات، وكذلك الأنظمة الصاروخية القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى، والمدفعية، كما أن الهند تتوفر على مركبات صناعية متطورة وأقل كلفة من الصواريخ والمدفعية الصينية، ولذلك فإن مسألة الأثمنة هي ما يفسر إلى حد كبير الاتجاه المغربي إلى الهند”.
وخلص مكاوي إلى أن هناك سرا آخر وراء توجه المغرب إلى السوق الهندية، هو أن الهند في مبادلاتها في المجال العسكري لا تضع شروطا على الزبناء، وهذا أمر مهم، أي أن لها أثمنة أقل من منافسها الصين، وعدم وجود شروط سياسية أو اقتصادية بالنسبة للزبناء، وهذا ما يفسر ويؤكد هذا التصاعد في العلاقات المغربية الهندية في المجال العسكري”.