2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

وحدت استراتيجية مواجهة التهديد الروسي والإيراني المتزايد في شمال افريقيا ومنطقة الساحل، جهود الرباط و واشنطن، من أجل محاولة احتوائه.
ويُسابق الغرب الزمن من أجل محاصرة التواجد الروسي والإيراني، المدعوم من قبل الجزائر، في شمال افريقيا والصحراء ومنطقة الساحل، مما يضع الدول الغربية في موضع الحاجة إلى جهود المغرب الأمنية، بغية تحقيق استقرار إقليمي.
ويرى مراقبون أن الزيارة التي قادت قائد الجيش الأمريكي، مارك ميلي، إلى المغرب، الأحد الماضي، تأتي في هذا السياق، وهو ما تعكسه التصريحات التي أدلى بها بالرباط، حين قال إن المغرب ”شريك وحليف كبير للولايات المتحدة، وبلد مستقر للغاية في قارة ومنطقة تحتاج إلى الاستقرار”.
فهل سيُحقق التقارب المغربي الأمريكي، مبتغاه في وقف الزحف الروسي في المنطقة؟ وهل سيلعب الحضور الديني التاريخي للمغرب في الساحل دورا في وقف التوسع الديني الطائفي الإيراني في المنطقة؟
أسئلة طرحتها جريدة ”آشكاين” على الخبير في قضايا الساحل والصحراء، محمد سالم عبد الفتاح، الذي أكد أن الانفتاح المغربي على الولايات المتحدة الأمريكية، يأتي في سياق تنويع المملكة لـ ”حلفائها وشركائها بما ينسجم مع الأدوار الهامة التي بات يطلع بها المغرب في العمق الافريقي، لاسيما ضمان مُناخ الأمن والإستقرار”.
وشدد المتحدث على أن العلاقات ”التاريخية والوطيدة” التي تربط الرباط و واشنطن، والتقارب الأمريكي المغربي يعززه بشكل أكبر، في الوقت الراهن، التحالف الإيراني- الجزائري، الذي يوظف الكيانات غير الدولية والجماعات المسلحة، ويحاول أيضا توريط روسيا في بعض الأجندات الضيقة التي تروم ضرب استقرار وأمن بلدان المنطقة وتقويض سيادتها وضرب وحدتها.
وكشف المتحدث أن التحالف الإيراني الجزائري يُراهن على الجماعات ذات الطرح الإنفصالي والجماعات المسلحة، عبر توظيف خطاب ديني متطرف.
وأبرز رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن من بين عوامل استهداف المغرب، من قبل تحالف إيران والجزائر، يكمن في الأدوار التي يطلع بها المغرب دائما، في جواره وفي عمقه الافريقي، وتحديدا إمارة المؤمنين، فيما يخص دورها في نشر الخطاب الديني الوسطي المبني على التسامح والاعتدال، من خلال العلاقة التاريخية التي تجمع إمارة المؤمنين مع الزوايا والطرق الصوفية، ومختلف المرجعيات الدينية والإجتماعية في حوار اقليمي في عمقه القاري.
وشدد على أن التحالف الإيراني الجزائري يُركز على إفشال أنبوب الغاز المغربي النيجيري، على اعتبار أن المشروع ”يُشكل تهديدا لحصيتهما من سوق الغاز داخل الاتحاد الأوروبي”.
وأوضح في هذا الصدد أن إيران والجزائر، تراهنان على ”تقويض الأمن والاستقرار بالمنطقة”، بعد أن ”فشل مسار أنبوب الغاز القديم الذي كان سيمر عبر مالي أو النيجر إلى الجزائر، وظهر جليا غياب النية لدى صناع القرار في تنزيله”.
واليوم، يضيف المتحدث، تتغير وجهة هذا التحالف إلى ”تقويض الأمن والاستقرار في بلدان غرب افريقيا أين يقع المسار الجديد لأنبوب الغاز النيجري المغربي”.