لماذا وإلى أين ؟

أوزين لأخنوش: الإستمرار في استعمال اللغة الفرنسية استفزازٌ لشعور المغاربة

انتشرت في اليومين الأخيرين مقاطع فيديو لاجتماعات الحكومة أثارت حفيظة عدد من المغاربة بسبب مناقشة وزرائها لملفات وقضايا المغاربة باللغة الفرنسية، بالرغم من أن العديد من المطالب تصب في ضرورة التخلي عن الفرنسية والتركيز على العربية والأمازيغية كلغتين رسميتين للبلاد بالإضافة إلى الانفتاح على اللغة الإنجليزية التي تعتبر لغة العصر.

خصوصا وأن السياق والظرفية الحالية تتسم بتوترات بين الرباط و باريس، الأخيرة لا تدخر جهدا في معاداة المغرب سرا، لا من حيث وحدته الترابية أو حتى قراراته واستراتيجياته في بلدان إفريقيا، بسبب تقدمه على جميع الأصعدة.

وفي هذا السياق، جر النائب البرلماني عن حزب الحركة الشعبية محمد أوزين رئيس الحكومة عزيز أخنوش، للمساءلة بسبب الحديث باللغة الفرنسية داخل عدد من الاجتماعات الحكومية، مبرزا أن الأمر يعتبر خرقا للدستور واستفزازا لشعور المغاربة وهويتهم الأصلية المتنوعة.

وأوضح أوزين، في سؤال كتابي وجهه لأخنوش وتتوفر “آشكاين” على نظير منه، ”على الرغم من أن دستور المملكة نص في فصله الخامس على أن اللغة العربية تظل اللغة الرسمية للبلاد، وأن الأمازيغية تعد أيضا لغة رسمية للدولة باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء، فإن الملاحظ أن الحكومة لازالت وفية للغة الفرنسية سواء على مستوى التواصل داخل اجتماعاتها كما تسرب عبر بعض القنوات الإعلامية والتواصلية، أو على مستوى القرارات الوزارية كما هو الشأن مثلا بالنسبة للقرارات الصادرة عن بعض القطاعات الحكومية كوزارة الفلاحة”.

وتساءل الأمين العام لحزب الحركة الشعبية قائلا: “ألا تعتبرون بأن استعمال اللغتين الرسميتين في الإدارة والوثائق الإدارية وفي مختلف مناحي الحياة العامة يشكل أحد المداخل لحماية هاتين اللغتين وصيانتهما، باعتبارهما من أوجه سيادتنا في بعدها التاريخي والثقافي، وهل هناك استراتيجية لدى الحكومة لاستعمال اللغة العربية واللغة الأمازيغية في مختلف اللقاءات والمجالس الوطنية وضمنها مجلس الحكومة؟”.

وسجل النائب البرلماني أن القضاء الإداري حسم في الأمر، من خلال الحكم الذي أصدرته المحكمة الإدارية بالرباط بتاريخ 20/10/2017 تحت رقم 4550، مفاده أن القرارات الإدارية المحررة باللغة الفرنسية تعد غير مشروعة لأنها مخالفة للدستور، مشيرا إلى أن رئاسة الحكومة مدعوة إلى تطبيق منشور وجهته هي نفسها منذ أربع سنوات وتحديدا بتاريخ 30 أكتوبر 2018، إلى الوزراء وكتاب الدولة والمندوبين السامين والمندوب العام، يلزمهم باستعمال اللغتين الرسميتين للدولة، في جميع المراسلات بين الإدارات والمواطنين.

وأكد أوزين أنه “علاوة على خرق الدستور والقوانين ذات الصلة؛ فإن الاستمرار في استعمال اللغة الفرنسية، يشكل استفزازا لشعور المغاربة ولهويتهم الأصلية بوحدتها المتنوعة، علما أن اللغة الرسمية سواء العربية أو الأمازيغية ليست مجرد وسيلة للتواصل فقط، بل تعد مظهرا من مظاهر سيادة الدولة في بعدها الثقافي والتاريخي، وبالتالي فإن مواصلة الإدارة العمومية استعمال اللغة الأجنبية كبديل عن اللغتين الرسميتين يشكل مساسا غير مقبول بهذه السيادة في مختلف أبعادها”.

وذكر أوزين بأن القانون الإطار للتربية والتكوين الذي يعوزه التنزيل السليم من طرف الحكومة، يتماشى بدوره مع أحكام الدستور بخصوص اعتماد اللغتين الرسميتين للبلاد، مع تعزيز الانفتاح على اللغات الأكثر تداولا، ولاسيما اللغة الإنجليزية، مستفسرا في ذات الوقت عن “مآل المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية كمؤسسة دستورية تعنى بالسياسة اللغوية الوطنية، وعن الجدوى من تخصيص الملايير لوزارة الانتقال الرقمي وتحديث الادارة لحجة ترسيم الامازيغية، إذا كانت الحكومة نفسها لا تقدم نموذجا على ذلك؟”.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

4 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Hmida Badaoui
المعلق(ة)
12 مارس 2023 22:27

وزارة التعليم قررت ادخال اللغة الفرنسية كلغة ثانية إجبارية منذ السنة الاولى اعدادي بعد أن كانت اختيارية في الثانوي وكثير من المفكرين المصريين اعتبروها خطوة جد إيجابية ومن الأسباب التي ذكروها هي انتماؤهم لقارة افريقيا و 21 دولة افريقية لغتها الرسمية هي الفرنسية. المغرب اخترق افريقيا واستمر فيها كثيرا بفضل الفرنسية. والسيد اوزين يركب موجة المشاكل القائمة حاليا مع فرنسا. والحقيقة أن سياسيي المغرب ليست لهم أية مشاكل مع فرنسا. هم يلهوننا فقط لتفويت ما يريدونه ونحن تنشغل بمشاكل لا تهمنا في الحقيقة. لأننا فقراء ولينا نحتاج الفيزا الذهاب الى أوروبا لقضاء عطلتنا كما يفعل السيد اوزين.

بنبراهيم
المعلق(ة)
12 مارس 2023 14:54

على على مسؤول مغربي ان يتكلم بلغة أخرى غير العربية. لانها مسألة هوية . مسؤول ليس شخص عادي، ان يمثل أمة

محمد أيوب
المعلق(ة)
11 مارس 2023 00:38

عادي جدا:
معروف عن نخبتنا بأنها متعلقة جدا جدا بماما فرنسا وبكل ما هو فرنسي لغة وثقافة وتمظهرا وتعليما واستثمارا…الخ…ماما فرنسا خرجت من النافذة وعادت من الباب،فهي لا زالت بيننا احببنا ام كرهنا،وهي تعلم عنا أكثر مما نعرفه نحن عن بلدنا…والحديث بلسان موليير يستهوي نخبتنا في الشارع والإدارة والمطاعم والاسواق الكبرى وغيرها من الفضاءات…وما ظهر من استعمال لغة الماما هو أمر عادي جدا لان وزراء حكوماتنا اغلبهم لا يجيد لغة القرآن، وان اضطر احدهم فهو يستعمل الدارجة…لذلك لا لوم عليهم خاصة ونحن في بلد الغرائب والعجائب…وعاشت ماما فرنسا وباريس عاصمة الانوار لنخبتنا…كم من مسؤول عندنا يتوجه الى هناك وخاصة الى الطاحونة الحمراء وما ادراك ما الطاحونة الحمراء،هناك حيث يلتقي المتحابون بعيدا عن اعين”كحل الرأس”…والفاهم يفهم…

Abouali
المعلق(ة)
10 مارس 2023 23:12

ادا كان الشخص يتقن اللغة العربية ويتخلى عنها لصالح الفرنسية فهنا يجب انتقاده اما ادا كان لا يتقن الا الفرنسيةفي التواصل فلا بأس فمثله مثل مغاربة العالم اللدين يتكلمون لغات بلدان الاقامة بحال الرگر اگي المهم هو العمل من أجل مصلحة الصالح العام يتكلم حتى بىغة الإشارة.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x