2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أعلنت إيران والمملكة العربية السعودية، اليوم الجمعة 10 مارس الجاري، عن استئناف علاقاتهما الدبلوماسية، وفق ما أفادت وكالة أنباء “إرنا” الرسمية نقلًا عن بيان مشترك للبلدين اللذين قطعا العلاقات عام 2016، وذلك بمبادرة من الرئيس الصيني لتطوير علاقات حسن الجوار بين الرياض وطهران.
وتثير عودة علاقات البلدين إلمذكورين تساؤلات عن أثرها على المنطقة المغاربية، خاصة مع تواتر التقارير الدولية التي أكدت غير ما مرة على مساعي إيران التغلغل في المنطقة من خلال دعمها المباشر لمليشيات الإنفصال الممثلة في جبهة البوليساريو.
وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، محمد الغالي، أن “عودة العلاقات السعودية الإيرانية لها ارتباط كبير بمستوى العلاقات الأمريكية السعودية، حيث لاحظنا في الآونة الأخيرة برودا كبيرا في هذه العلاقات، خاصة من خلال نقاط عدم التفاهم، منها ملف حقوق الإنسان”.
موردا أن “الرئيس الأمريكي بايدن لم ينظر بعين الرضا لوضع حقوق الإنسان بالمملكة العربية السعودية، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية اعتبرت أن العربية السعودية هي قريبة في موقفها لروسيا من الغرب، على اعتبار مشكل النفط و إمدادات السوق، حيث إن موقف السوق السعودي كان موافقا للموقف الروسي، مما اعتبر أنه دعم لحرب روسيا على أوكرانيا”.
واعتبر الغالي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “هذا التقارب السعودي الإيراني فيه إشارات ورسائل من السعودية للولايات المتحدة الأمريكية، مفادها أن المملكة العربية السعودية تجنح إلى تحقيق استقلال على مستوى قرارها السياسي، وأن زمن التبعية للولايات المتحدة الأمريكية في كل شيء، قد ولى، وبأن السعودية قادرة على جعل انعطافات فيما يتعلق بعلاقاتها الدبلوماسية مع دول أخرى، ولذلك فالتأثير سيكون مباشرا على العلاقات السعودية الأمريكية”.
واستبعد الغالي، أن “يكون هناك تأثير لهذا على المنطقة المغاربية على المدى القصير بشكل ملموس، لكنه في المدى المتوسط، إن استمر التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وتوتر العلاقات بين دول الخليج ، وحتى بين دول الشرق الأوسط، آنذاك يمكن أن يكون لهذا التقارب السعودي الإيراني تأثير وانعكاس على العلاقات مع الدول المغاربية، بالنظر إلى كون أن هناك دولا تحاول أن تتمرد على زعامة الولايات المتحدة الامريكية وتحاول أن ترسم لنفسها خطا دبلوماسيا مستقلا”.
وخلص محدثنا إلى إنه “بالنظر إلى الاعتبارات السياسية، فهناك من يعتقد ان المنطقة المغاربية تشكل بؤرة أساسية ومهمة لأي توازنات جيوسياسية، لذلك فمسألة التموقع مأمولة، ولاحظنا أن إيران تحاول مؤخرا أن تضع لها قدما في هذه المنطقة وترسل رسائل إلى الولايات المتحدة الأمريكية بأنها قادرة على إقلاقها، مما يعني أنه لا بد للولايات المتحدة الأمريكية أن تغير خطتها واستراتيجيتها ونظرتها إلى إيران”.