لماذا وإلى أين ؟

خبــير يُـفكِّكُ خيوط ارتبـاط البوليساريو والتنظيمات الإرهـــابية

نعى تنظيم “داعش” الإرهابي، في شريط فيديو أظهر مقتل أربعة من قيادييه خلال فترات سابقة، وفاة أربعة عناصر من جبهة “البوليساريو” بصفوفه، وهم كل من أبو الوليد الصحراوي وعبد الرحمان الصحراوي وعيسى الصحراوي وعبد الحكيم الصحراوي.

وحسب ما تداولته تقارير دولية، فإن هؤلاء العناصر كانوا “أعضاء نشطين بجبهة البوليساريو، حيث سبق لهم الاستقرار لسنوات طويلة في مخيمات تندوف قبل أن يلتحقوا بتنظيم داعش الإرهابي”، وهو ما يجعل حدث نعيهم من طرف “داعش” يحيلنا على التساؤل عما إن كان هذا النعي سيدفع الأمم المتحدة لتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية.

وفي هذا الصدد، أوضح رئيس المرصد الصحراوي للإعلام و حقوق الإنسان، محمد سالم عبد الفتاح، أنه ‘لا شك أن العلاقة الوطيدة بين البوليساريو والجماعات المسلحة المتطرفة المنتشرة في بلدان الساحل، مازالت تتوطد وتتكرس من خلال اعتماد هذه الجماعات، في خطوط إمدادها وتمويلها على البوليساريو بشكل كبير، كون هذه الجماعات هي البون الأول للمساعدات الإنسانية المنهوبة التي تتاجر فيها البوليساريو، وكونها زبون للأسلحة والمحروقات المهربة من مخازن البوليساريو”.

المحلل السياسي ــ رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، محمد سالم عبد الفتاح

ويرى محمد سالم، الذي كان يتحدث لجريدة “آشكاين” الإلكترونية، أن “هناك تقاطع أجندات بين البوليساريو وهذه الجماعات المتطرفة، من خلال رعاية مجموعة من الأنشطة غير القانونية في مقدمتها تهريب المخدرات وتهريب البشر وغيرها من الأنشطة غير القانونية”.

وأكد محدثنا أن “البوليساريو لجأت للإعتماد على هذه الجماعات بسبب تراجع قدرة الجبهة الإنفصالية على التأطير، وضعف عقيدتها السياسية، وبالتالي باتت تلجأ إلى الجماعات المسلحة لمساعدتها على ضبط التوازنات الاجتماعية والقبلية في مخيمات تندوف”.

موردا أن “الجبهة سمحت لهذه الجماعات بالتأطير داخل مخيمات تندوف، حيث يعمل بعض العناصر القيادية كضباط ارتباط بين البوليساريو وبين تلك الجماعات، ويعكفون على رعاية أنشطة هذه الجماعات بهدف ضمان التمويل المرتبط بأنشطة التهريب”.

واعتبر المصدر نفسه أن “هذه الأدوار المهددة للمنطقة التي تضطلع بها البوليساريو، من خلال احتضان و رعاية الجماعات المسلحة والمتطرفة عبر  توفير الملاذ الآمن والقواعد، والسماح لتلك الجماعات بالتأطير في مخيمات تندوف، فضلا عن ارتباط هذه الجماعات عبر توفير تمويل الصناديق السوداء التي تعتمد عليها البوليساريو من خلال رعاية التهريب والأنشطة غير القانونية”.

وتابع أن “هذه العلاقة ستكرس أدوار البوليساريو المهددة للأمن والإستقرار في المنطقة وتفرض على المجتمع الدولي مجابهة هذا التنظيم الإنفصالي عبر تصنيفه كمنظمة إرهابية”.

وخلص إلى أن “ما يكرس هذه العلاقة بين جبهة البوليساريو وبين التنظيمات الإرهابية هو اعتماد الجانبين على نفس المحتضن ونفس الراعي”، مشيرا إلى أن “الجزائر هي التي كانت سببا في تفريخ هذه الجماعات بداية تسعينيات القرن الماضي، إبان العشرية السوداء والحرب الأهلية، وهي نفسها (الجزائر) من ترعى البوليساريو، وهي التي اختلقت هذا الكيان الإنفصالي ورعته واحتضنته طوال عقود من الزمن”.

وأردف أن “هناك دخول رعاة ومحتضنين آخرين على الخط، والذين يبحثون عن وكلاء لزعزعة الاستقرار ولتنفيذ أجندات تستهدف أمن المنطقة، من قبيل إيران التي تحاول ممارسة إنزال في المنطقة، فهي بذلك تبحث عن وكلاء من قبيل البوليساريو والجماعات المتطرفة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x