لماذا وإلى أين ؟

الحياة المدرسية والمقاربة التشاركية.. أية علاقة؟

عبد الله إكي

تعتمد الحياة المدرسية على فلسفة التشارك. ويدل هذا على ضرورة إشراك العديد من الفاعلين، سواء من داخل المؤسسة التعليمية:(التلاميذ، الأساتذة المدرسون وأطر الإدارية التربوية)، أما من خارجها فهناك المفتشون التربويون، أولياء أمورالتلاميذ، الجماعات الترابية، فعاليات المجتمع المدني والشركاء. ومن هنا يمكن تصنيف الشراكة إلى نوعين: شراكة داخلية وشراكةخارجية. حيث تتخذ القرارات بشكل تشاركي جماعي بغية الوصول إلى نتائج مثمرة وهادفة. فما هي إذن تمظهرات التشاركية من داخل المؤسسات التعليمية؟

تتجلى هذه التمظهرات من خلال مايلي: تكريس منهجية التدبير التشاركي للمؤسسة بحيث يتم إشراك المدرسين والمدرسات، والمتعلمين في بلورة رؤية جماعية للإرتقاء بجودة الخدمات التي تقدمها المؤسسة التعليمية. الإحساس بالأمان والإرتياح من خلال تقاسم المهام والأدوار والمسؤوليات، ودلك من خلال التفعيل العملي للتدبر التشاركي، ومنه تفويض بعض الإختصاص بغرض التخفيف من بعض الأعباء. محاولة تطوير القدرات الذاتية عند الفاعلين، والأجرأة الفعلية للمقاربة التشاركية بغية تجاوز حالة الفتور والجمود التي تعاني منه أغلب الإجتماعات الرسمية وغير الرسمية بالمؤسسات التعليمية.

المقاربة التشاركية الشروط والإنتظارات : الشروط: على مستوى الدستور : تفعيل الحق في الحصول على المعلومة المنصوص عليه في الفصل 27 من دستور2011، ومنه أجرأة وتنزيل القانون 13.31 المتعلق بالحق في الحصول على المعلومات صادر عن وزارة إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية سنة 2018.

تكريس مبدأ الحكامة الجيدة وربط مبدأ المسؤولية بالمحاسبة (الفصل1 من الدستور)، وترسيخ التلازم بين حقوق وواجبات المواطنة. أما على مستوى القانون والمراسيم والدلائل والمقررات والمذكرات: أجرأة وتنزيل القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي. إعتماد المقاربة التشاركية والتدبير المتمحور حول النتائج عند تشخيص وضعية المؤسسة الأولويات. تفادي إهدار الزمن المدرسي، بمعنى آخر تحديد جدولة زمنية لمختلف مراحل مشروع المؤسسة.

الإنتظارات: إرساء أسس الحكامة التربوية الجيدة وسياسة القرب، توظيف فعلي للمقاربة التشاركية والتدبير بالنتائج، تكريس منهجية التدبير الجماعي للمؤسسة (إشراك الفاعلين التربويين بالموسسة بما فيهم المتعلمون والمتعلمات)، جعل المدرسة فضاءا مفعما بالحياة عبر مختلف الأنشطة المدرسية ،الإرتقاء بجودة تدبير المؤسسة إداريا وتربويا، تفعيل مجالات الحياة المدرسية لتجاوز مختلف الإختلالات أو الإكراهات في افق تحقيق الانتظارات والتطلعات.

إن مجالات الحياة المدرسية تقتضي من المدير الفعال، إعمال مجموعة مجموعة من المبادئ والمرتكزات ووفق آليات دستورية وقانونية، دون اغفال سمات القائد المبادر وغيرها من المميزات والخصائص والتي تدلل الصعاب والعقبات، وبالتالي التفعيل الأمثل للمشاريع التربوية ووفق رؤية استشرافية ، تتساوق مع التوجيهات العامة للبلاد، يتوخى من خلالها كافة المتدخلين والشركاء اضفاء الحس الوطني وتكريس مبدا الحق والواجب في مختلف التدخلات من جهةومن جهة ثانية استحضار البعد النفعي أي المنفعة العامة لما يخدم الصالح العام.ولا يتاتى دلك إلابتوفر إرادة مجتمعية ،وتوحيد الرؤى حول ما نصبو إليه من المدرسة المغربية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x