2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

آشكاين/وسيم الفائق
يأتي شهر رمضان مرة كل سنة، مُحَملا برموز مقدسة، بطقوس دينية وعادات شعبية، شهر يستثمره المسلمون للعبادة والتقرب من الله، والإكثار من الطاعات، بينما يستغله آخرون لمضاعفة مداخيلهم من أعمال تجارية، مستفيدين من تهافت الناس على الأسواق، وهوس الاستهلاك المفرط. وفي هذا الشهر كذلك، يفقد بعض الناس عملهم، وأخرون تغلق أبواب رزقهم المعتادة، فيما تصبح أنشطة أخرين محظورة، وتفرض على العاملين والعاملات بها “العطالة”. “عاطلو رمضان”، سلسلة رمضانية ارتأت جريدة “آشكاين” أن تسلط من خلالها الضوء على فئة من الأشخاص يضطرون إلى التخلي عن أعمالهم التي يزاولونها طوال السنة خلال شهر رمضان، سلسلة تحاول رصد واقع هذه الفئة خلال رمضان، وذلك من خلال شهادات حية.
بدائل لحل أزمة البطالة في رمضان
“لا غالب إلا الله، وأين البديل”، بهذه الكلمات أجابنا رشيد عن سؤال “ما البديل الذي تستنجد به لتعويض عملك السابق؟”. يؤمن رشيد، الذي يعمل حارسا لإحدى الحانات، أن الإنسان بلا عمل لا يساوي جناح بعوضة في المجتمع، لذلك يشرع في التخطيط لقدره المحتم في رمضان، أياما و شهورا قبل مجيئه.
رشيد لا يشعر باستقرار في عمله الحالي، يُشَبه عمله بمنزل رملي بني على ضفاف شاطئ بحر، يمكن في أي لحظة أن ينهار أمام موجة من نوائب الدهر، يقول: “إننا في الأصل لا نعمل إلا نصف يوم، أي أننا لا نعمل في الشهر سوى 15 يوما، بمعنى أننا نشتغل فقط 6 أشهر في السنة، إننا في رحلة بحث دائم عن بدائل طيلة السنة، لا ننتظر حتى حلول شهر رمضان كي نُنَجي أنفسنا من جحيم “الشوماج”.
“غالبا ما نفقد كل حيلة، أنا شخصيا إما أضطر إلى بيع الخضر في الأسواق، أو أعمل حارسا في إحدى المجمعات السكنية، أو أنهزم أمام واقعي، وأقعد في البيت، أهلي وإخواني يعلمون جيدا أني لا أعمل في هذا الشهر، فيتكفلون بي إلى أن يُرفع عني حرج “البطالة”، وفي كثير من الأحيان، يضيف قائلا، أجد بعض المال كنت قد وفرته خلال الشهور الماضية.
على غرار رشيد، يؤكد لنا زميله في العمل، أنهم متماثلون يتقاسمون المعاناة نفسها على منوال واحد، فشهر رمضان يعني بالنسبة لهم ثلاثين يوما من الكفاح المتواصل، ومعركة لحفظ ماء الوجه: ” لا أحد يكترث لحالنا أو يسأل عنا، نجاهد “باش ما عطا الله” لنظفر ببعض الدراهم، وهكذا نبقى -في جهاد- يوما بعد يوم، إلى أن نخرج منه (يقصد رمضان) سالمين كما تُسل الشعرة من العجين”.
ينطق صاحبنا مضيفا : “أنا شخصيا أدخر المال منذ بداية السنة، أعلم أنني سأضطر للجلوس في المنزل كالمُقعد أو المشلول، لذلك أكتنز بعض المال، جزء منه لرمضان، وحصة أخرى لعيد الأضحى”، يردف “وجدت خلاصي في التخزين والتقشف، إيمانا مني بأن الدرهم الأبيض ينفع في اليوم الأسود”.