لماذا وإلى أين ؟

هل يُـفجِّــرُ الحُــكم الذاتي البوليساريو من الداخل؟.. صبري يُجيب

تتوالى المواجهات في الآونة الأخيرة داخل مخيمات تندوف بين جبهة البوليساريو وساكنة المخيمات، كان آخرها هجمات من عناصر البوليساريو على عائلة مؤسس الحركة الصحراوية من أجل السلام، الحاج أحمد بركالا، وهي الحركة التي ترى أنه يمكن الجلوس مع المغرب ودراسة “حكم ذاتي واسع”.

فتيل الإحتقان الذي تعيشه المخيمات لا يكاد ينطفئ، إذ ما فتئت ساكنتها تنتفض من حين لآخر على قيادة جبهة البوليساريو، وهو ما يدفعنا للتساؤل عمّا إن كانت هذه المواجهات وهجوم عناصر البوليساريو على المؤيدين للحكم الذاتي يمكن أن تفجر البوليساريو من الداخل.

في هذا السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، عبد النبي صبري، أن “هذه المواجهات التي تقع داخل مخيمات تندوف بين جبهة البوليساريو المشؤومة وساكنة المخيمات المغلوب على أمرها، يؤشر على أنه لو رفعت الجزائر يدها على مخيمات تندوف فلن تبقى إلا الرمال تتحرك في هذه المنطقة”.

وأكد صبري، في تصريحه لـ”آشكاين”، على أنه “كانت هناك دائما مناوشات بين ساكنة المخيمات و عناصر البوليساريو، لكون الناس المحتجزين هناك اقتنعوا بأن هناك أطرافا في البوليساريو وفي الحكومة الجزائرية تريد استمرار الوضع على ما هو عليه، من أجل تحويل أموال المساعدات إلى الحسابات البنكية و ضخ المزيد من الأموال في حساباتهم على حساب سكان المخيمات المغلوب على أمرهم”.

وأوضح المتحدث أن “الهجوم الذي وقع مؤخرا على عائلة مؤسس حركة “صحراويون من أجل السلام” الحاج أحمد باركالا، وهي الحركة التي كانت تؤكد أنه كان يمكن الجلوس إلى طاولة الحوار مع المغرب في  إطار الحكم الذاتي، ليست الوحيدة، بل هناك أصوات نادت بذلك منذ اقترح المغرب الحكم الذاتي، ومنذ أن قال جلالة الملك في خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب، وفي خطاب آخر قبله في ذكرى المسيرة الخضراء: إما أن يكون المواطن مواطنا أو يكون خائنا، وفي هذا الاتجاه ظهرت تجليات لهذه المناداة داخل مخيمات تندوف تقبل بالحكم الذاتي وبالعيش داخل المملكة المغربية”.

وأشار صبري إلى أنه “عندما كانت الزيارات تبرمج في إطار الأمم المتحدة بين من يريد من ساكنة المخيمات أن يزور أهله في المغرب فإنه بعد قدومه للمغرب لا يبدي رغبته في العودة إلى المخيمات لأنه يرى مغربا آخر، ويشهد تنمية وكيف يعيش المواطن، وما تحظى به الأقاليم الجنوبية من تنمية مستدامة ينعم بها المواطنون الصحراويون”.

ولفت الانتباه إلى أن “هؤلاء يدقون ناقوس الخطر من أجل أن تفهم البوليساريو الرسالة وتبتعد عن الجزائر وإلا فإن الأمور ستكون في غاية الحرج، خاصة بعد توالي افتتاح القنصليات وتوالي الاعترافات، آخرها جمهورية كمبوديا، علما أن المغرب حقق مجموعة من الاختراقات إن على المستوى الإفريقي أو الأوربي”.

وخلص إلى أن “سكان مخيمات تندوف مدركون و وصلوا إلى قناعة مفادها أن هذا النزاع أو قضية الصحراء المغربية، هي نزاع مفتعل وليست بقدر، وإنما قدر لها ذلك، والأيام المقبلة ستكون هناك المزيد من التطورات، ولعل التقارير التي ستصدر في أواخر أبريل في الأمم المتحدة ستؤكد صدقية و واقيعة طرح المغرب باعتباره حلا لا ثاني له”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x