لماذا وإلى أين ؟

العلاقات المغربية الاسبانية الحاضرة والمستقبلة

بقلم: العباس الوردي

للمغرب واسبانيا علاقات تضرب عمق التاريخ ، ناهيك عن وضع الحوار الذي فرضته الجغرافيا ثم طورته العلاقات البينية بين المملكتين المغربية والايبيرية ، تقارب مافتئت تسهر على تطويره المؤسستين الملكيين اللتين تخرصان دائما على اعلاء صوت الاحترام والاخاء وحتى وان اختلفت الرؤى وهو الامر الذي تم تنزيله على ارض الواقع ابان سحابة الصيف العابرة بين البلدين والتي بالفعل كانت بمثابة الضرة النافعة التي اعطت الجانبين فرصة الدفع المتين للعلاقات الثنائية في شتى المجالات وهو ما تكرس باستقبال جلالة الملك محمد السادس لفخامة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز والذي عبر اولا عن مساندة دولة اسبانيا لمشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب سنة 2007 باعتباره الحل الواقعي والانسب لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية ناهيك عن اعادة احياء الدور المحوري للجنة العليا المشتركة المغربية الاسبانية والاعلان عن التشاور والثقة والاحترام المتبادل من اجل مناقشة كل قضايا التعاون المشتركة.

اننا فعلا امام درس العصر الذهبي الحديث ، الذي جعل من احترام الجار أمرا مقدسا لا مناص عنه، كما كرس سياسة التدبير المشترك المقترن بالبعد الجيوسياسي لكل قضايا التعاون بين البلدين ، وها نحن الان نمضي معا في جني ثمار ايجابية هذه الدينامية دلالاتها الربط البحري المغربي الاسباني ، تقديم مشروع التنظيم الثلاثي المغربي الاسباني البرتغالي لمونديال 2030 وهذا فيض من سيل ، لذلك فان كل ما يمكن قوله عن هذه العلاقة انها متميزة ويتبقى كذلك وذلك اعتبارا لارادة راعييها الرئيسيين جلالة الملك محمد السادس وجلالة الملك فليبي اللذين ما فتئا يعبران وفي اكثر من مناسبة بان تاريخ البلدين حافل بمحطات اللحمة بين البلدين والشعبين الجارين.

ان مسيرة التعاون الثنائي لم تقف عند هذا الحد بل ستحقق ومن دون شك مكاسب كبرى ستعود بالنفع والنماء على البلدين ، ناهيك على ان لسان الخارجية المغربية الرسمي ما فتئ يرسل رسائل الايجابية والتقدم التي تميز منسوب العلاقات بين البلدين.

لذلك وجب القول بأن البلدان يفتخران بتطور هذه العلاقة وبأن المضي في تنزيلها بصورة عملية لن يتأثر الا تأثيرا ايجابيا وهو ما يتماشى مع رغبة وطموح البلدين الجارين.

  • أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس والمدير العام للمجلة الافريقية للسياسات العامة

            الآراء المذكورة في المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x