لماذا وإلى أين ؟

خلفيات إعْـفاء الجـزائر سفيرَها في الأمم المتحدة بعد جلسة مجلس الأمن حول الصحراء؟

أقدم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بشكل مفاجئ، على إقالة المحامي و لاعب كرة اليد السابق، نذير العرباوي، من منصب سفير للجزائر وممثل لها لدى هيئة الأمم المتحدة، وعين بموجب مرسوم رئاسي، عنصر الحرس القديم، عمار بن جامع، سفيرا للجـزائر و ممثلا لدى هيئة الأمم المتحدة، خلفا للعرباوي الذي ظل يشغل المنصب منذ سبتمبر 2021 و تم نقله إلى ديوان الرئيس الجزائري.

وجاءت إقالة السفير الجزائري السابق نذير العرباوي، الذي يعتبر من بين أبرز المسؤولين الجزائريين المدافعين باستماتة عن الرؤية الإنفصالة لجبهة البوليساريو، مباشرة بعد انتهاء جلسة 19 أبريل الجاري، المغلقة، لمجلس الأمن الدولي حول قضية الصحراء، و التي وصفت نتائجها في أغلب التقارير الصحافية الدولية المتداولة بـ”الكارثية على جبهة البوليساريو وأطروحة الإنفصال التى ترفع شعارها”. وهو ما يطرح عدة أسئلة حول هذه الخطوة من الجارة الشرقية.

تفاعلا مع ذلك، يرى أستاذ العلاقات والقانون الدوليين بكلية الحقوق السويسي بجامعة محمد الخامس بالرباط عبد النبي صبري، أنه يمكن قراءة هذه الخطوة التي أقدم عليها الرئيس الجزائري في سياق النجاحات الدبلوماسية التي حققتها المملكة المغربية بمبرر أن وزير الخارجية الجزائري الذي واكب مسار جنيف الأول للموائد المستديرة تمت إقالته مباشرة بعد ذلك و تم تعيين وزير جديد.

عبد النبي صبري: أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية بكلية الحقوق السويسي بالرباط

وقال صبري في تصريح لصحيفة “آشكاين” الرقمية، إنه لما فشل وزير الخارجية الجزائري المعين بعد مسار جنيف للموائد المستديرة، انسحبت الجارة الشرقية من هذا المسار واصطنعت الكثير من الأعذار حتى لا تستمر في مسار جلسات الموائد المستديرة، وهو ما كشف نواياها وسرها بشكل واضح و فاضح.

اليوم جاء الدور على سفير الجزائر و ممثلها لدى هيئة الأمم المتحدة، يسترسل أستاذ العلاقات الدولية، مستدركا “النكسات توالت على الجارة الشرقية للمغرب، حيث طالب مجلس الأمن الدولي الجزائر خمس مرات بالدخول في المفاوضات من خلال حضور جلسات الموائد المستديرة، وتم ذكرها بالإسم في القرارات الصادرة عن المجلس منذ 2019 إلى اليوم مرات عديدة”.

و يوضح متحدث “آشكاين”، أن الجزائر التي كانت تقول إنها تنأى بنفسها عن نزاع الصحراء تبين بالملموس أنها لا تملك القرار في هذا الموضوع، لأن طرفا خارجيا وهو فرنسا، هو الذي يحرك دوالب النظام العسكري في الجارة الشرقية للمغرب، مبرزا أن النظام الجزائري الذي يعتمد على استراتيجية إلهاء الداخل من خلال التعليق على أحداث في الخارج والإنفاق على ملف لم يحصد منه إلا الويلات والنكسات يعيش أحلك فتراته بالنظر إلى الإنفلات الأمني الذي تشهده مخيمات تندوف والأحداث التي تعرفها الجزائر بشكل عام جراء الغضب الشعبي.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
29 أبريل 2023 12:17

يقال ان افضل سياسة للدفاع هي الهجوم، ولهذا يجب مهاجمة فرنسا صاحبة الحل والعقد في قضية الصراع المغربي الجزائري بمسؤوليتها التاريخية عن استعمار الصحراء
الشرقية، لإدخالها لللجنة الرابعة، وخير البر عاجله.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x