2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تخوض أحزاب سياسية إسبانية حملات انتخابية سابقة لأوانها استعدادا للرئاسيات التي تجرى خلال دجنبر من السنة الجارية.
وبنت بعض تلك الأحزاب حملتها الانتخابية في سباق الرئاسيات التي تجرى أواخر 2023، على مزايدات ترتبط أساسا بمعاكسة التقارب الإسباني المغربي الأخير، الذي أثمر موقفا تاريخيا تبنته مدريد بشأن قضية الصحراء.
وكان اللافت للنظر في هذا السياق، تزعم نائبة رئيس الحكومة الإسبانية و وزيرة العمل بلون ”بوديموس”، يولاندا دياز، لحملة انتخابية ضد المغرب، بدأت بمقاطعتها للقمة الرفيعة المستوى بين الرباط و مدريد، شهر فبراير المنصرم، في تصرف وصفه الخبير في العلاقات المغربية الإسبانية، نبيل درويش، في حديثه لجريدة ”آشكاين” بالسلوك ”غير المسؤول”، لكون الأخيرة لم تنضبط لتوجهات حكومتها في السياسة الخارجية والتي يديرها بيدرو سانشيز.
بعدها، وصفت ذات الوزيرة، في مقابلة مع قناة ”السادسة” الاسبانية، المغرب بـ ”البلد الديكتاتوري” وهو ما جر عليها غاضبا عارما من داخل الحكومة الإسبانية، دفعها إلى العودة بموقف مغاير، خلال نشاط داخل هيئة الأمم المتحدة.
كما ظهرت الوزيرة دياز، في صور نشرتها صحف إسبانية، اليوم الثلاثاء 02 ماي الجاري، وهي ”تُعانق بحرارة” ممثل جبهة ”البوليساريو في إسبانيا، عبد الله الترابي، مما يؤكد عزمها الذهاب بعيدا في السباحة ضد تيار الحكومة التي تتواجد فيها بخصوص مسألة الصحراء، رغم أن الحكومة الإسبانية تعتبر مواقفها ”شخصية” ولا تعكس توجهاتها في هذا الصدد.
دياز تعانق ممثل البوليساريو في إسبانيا
البرنامج الإنتخابي لتحالف ”سومر”، الذي تعتزم دياز خوض رئاسيات إسبانيا كزعيمة له، أماط اللثام عن خططه في السياسة الخارجية، حيث تضمن، إلى جانب الإعتراف بفلسطين كدولة، نقطا مثيرة تسير عكس السياسة الحالية للحكومة الإسبانية فيما يتعلق بملف الصحراء، إذ تقترح دياز ”أن تُمارس إسبانيا الضغط على المغرب، عبر جميع قنوات نفوذها في الاتحاد الأوروبي وداخل الأمم المتحدة وفي الاتحاد الافريقي، من أجل التفاوض مع البوليساريو على أساس تقرير المصير”، في حين أن موقف إسبانيا الحالي يرى أن مُبادرة الحكم الذاتي ”الأكثر جدية وواقعية” لحل النزاع.
أما النقطة الثانية، المتعلقة بالمغرب دائما في البرنامج الانتخابي لتحالف ”سومر” الذي يضم أحزابا يسارية مجهرية بمواقف راديكالية، فتكمن في دعم من تم وصفهم بـ ”معارضي النظام” و”المدافعين عن حقوق الانسان وحقوق المهاجرين”.
بالنسبة للخبير في العلاقات المغربية الإسبانية، نبيل درويش، فـــقد ”قلَّـلَ ” من حظوظ فوز دياز برئاسيات إسبانيا، التي تمتطي مواقف متطرفة تجاه المغرب، مشيرا إلى أن الأخيرة ”لا تعرف شيئا عن الصحراء”، وأنها تتبنى ”رؤية متقادمة و مواقف سبعينية تستمد خلفياتها من واقع أمريكا اللاتينية”.
وأوضح درويش أن حزب ”بوديموس” (أقصى اليسار)، الذي تنتمي إليه دياز يعيش على وقع خلافات حادة، بعد أن صارت العلاقة بينها وبين زوجة زعيمه السابق بابلو إغليسياس، وزيرة المساواة إيرين مونتيرو ، “سيئة جدا”، بلغ حد قول اغليسياس، الذي غادر الحزب لدواعي مريبة، لمقربين منه إنه ”ندم” على اقتراحه دياز لشغل منصب وزير في حكومة سانشيز.
وأبرز ذات الإعلامي أن دياز، ومن خلال تحالف ”سومر”، تريد أن تكسب تعاطف الغاضبين من تبني مدريد موقفا جديدا حول الصحراء بإعلان دعمهم لمبادرة الحكم الذاتي، وهي ”فئات عريضة مؤيدة للطرح الإنفصالي لديها فهم تقليدي للقضية لم يتجدد”.
في سياق متصل، وحول مدى إمكانية وصول الحزب الشعبي الإسباني (اليمين)، إلى السلطة في الإستحاقاقات الرئيسية المقبلة، باعتباره ثاني قوة سياسية في البلاد لا تكن ”ودا” للمغرب خصوصا في مواقفه بشأن قضية الصحراء، قال درويش إن الحزب العمالي الإشتراكي، الذي يقود التحالف الحكومي حاليا، لا يزال يتفوق بفارق ضئيل على حزب الشعب، وفق استطلاعات الرأي.
واستدرك المتحدث بقوله إن انتخابات المجالس المحلية (البلديات، المقاطعات) التي تجرى خلال الشهر الجاري، وتُستعمل فيها ورقة المغرب بقوة، هي التي من شأنها أن ترسم معالم الخريطة الانتخابية لرئاسيات نهاية السنة الحالية في إسبانيا وإعطاء فكرة على من بمقدروه أن يفوز.