لماذا وإلى أين ؟

دراســةٌ مُـخيفة.. المغرب يشهدُ ارتفـاعا غريبـا لدرجات الحـرارة

سجلت درجات الحرارة في بعض مناطق المغرب، ارتفاعا غير معهود، بلغت خلال شهر أبريل المنصرم، أزيد من 41 درجة في مدن مثل سيدي سليمان و مراكش وتارودانت و ورزازات.

و كشفت دراسة صدرت اليوم الجمعة 05 ماي الجاري، عن منظمة ”إسناد الطقس العالمي”، أن الارتفاع في درجات الحرارة ”الغريب” الذي شهدته، إلى جانب المغرب، مناطق كبيرة من جنوب غرب أوروبا و مناطق أخرى من شمال افريقيا نهاية الشهر الماضي، لا يكون عادة إلا في شهري يوليوز وغشت.

وأفادت المنظمة المختصة في الأحوال الجوية، أن الأسبوع الأخير من شهر أبريل، عرف ارتفاعا في درجات الحرارة في العديد من المناطق بإسبانيا والبرتغال والجزائر بأزيد من 20 درجة عن المعتاد، مقارنة بنفس الوقت من السنة الماضية، إذ وصلت إلى ما بين 36.9 إلى 38.8 درجة مئوية.

أما في المغرب، فقد حطمت درجات الحرارة أرقاما قياسية في نفس الشهر بجميع أنحاء البلاد وتجاوزت 14 درجة في مدن عديدة. و ينطبق نفس الشيء على الجزائر التي تجاوزت فيها درجات الحرارة 40 درجة مئوية، خصوصا يوم 28 أبريل، بمناطق مغنية و معكسر غريس.

وأبرزت أن تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري تضاعف بمقدار 100 في المائة على الأقل مقارنة بسياق مناخ ما قبل الصناعة، مشيرا إلى أن احتمال حدوث موجة الحر القياسية هاته في إسبانيا والبرتغال والجزائر كان مستحيلا لولا هذه التغيرات.

وأوضحت الباحثة البريطانية المساهمة الرئيسية في إنجاز الدراسة، الدكتورة الدكتورة فريدريك أوتو من كلية إمبريال كوليدج، أن “البحر الأبيض المتوسط هو أحد أكثر المناطق تعرضاً لتغير المناخ”، مؤكدة أن ”المنطقة تواجه بالفعل جفافاً طويلاً و شديداً للغاية، وأن درجات الحرارة المرتفعة هذه تزيد الوضع سوءا في وقت تحتاج فيه إلى تساقط الأمطار “.

وذكرت الدراسة أن تعاونا مشتركا بين علماء من المغرب و فرنسا وهولندا وأمريكا و بريطانيا، خلص إلى أن التغيرات المناخية التي يقف وراءها الانسان، أفضت إلى الارتفاع الشديد و بشكل غير طبيعي في موجات الحرارة.

وكشف الباحثون أن هذه ”الحرارة الشديدة والمبكرة”، كانت ”شبه مستحيلة لولا حدوث تغيرات في المناخ”.

وربطت دراسة منظمة ”WWA” بين الظواهر الجوية غير المعهودة والتغير في المناخ، محذرة من أضرارها الخطيرة التي باتت تهدد الانسان.

في سياق متصل، كشفت الدراسة أن هذه الحرارة المرتفعة تأتي تزامنا مع موجة جفاف تاريخي امتد لعدة سنوات، مما أثر على المردود الزراعي الذي اجتمعت عليه عوامل الجفاف وندرة المياه، بسبب تغيرات في المناخ.

وأفادت أنه في وقت لم يتم فيه جمع معطيات عن مدى وجود وفيات بسبب موجة الحر، إلا أن سنة 2022 الأقل حرا، سجلت ما يقرب عن 4000 حالة وفاة في إسبانيا و أكثر من 1000 في البرتغال، وفق بيانات منظمة الصحة العالمية.

وأشارت إلى أن كل سنة يموت ما معدله 262 و 250 و116 شخصا، تواليا، بسبب أمراض مرتبطة بالحرارة في كل من الجزائر والمغرب وتونس.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
6 مايو 2023 12:37

بدون الاعتماد على تقنية تحلية مياه البحر ستزحف ضاهرة التصحر على مناطق الجنوب بشكل مخيف قد يؤدي الى كوارت احتماعية وبيئية لا مرد لها، ومع التصاعد التدريجي للحرارة وزحف الرمال على الغطاء النباتي سيقل الغداء وتموت المواشي والطيور. فاللهم استر.ء

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x