لماذا وإلى أين ؟

بعد 20 سنة من هجمات 16 ماي .. الأجهزةُ الأمنـية تكتسبُ فعاليةً و خبرةً عالية في مُـواجهة الإرهاب (خبير)

مرت 20 سنة على أحداث 16 ماي الإرهابية التي هزت مدينة الدار البيضاء سنة 2003، أحداث راح ضحيتها عشرات القتلى و دفعت المغرب إلى تبني استراتيجية مغايرة في مواجهة ظاهرة الإرهاب، لعبت فيها المقاربة الأمنية دورا محوريا في العديد من المحطات.

للوقوف عند دور تطور الاستراتيجية الأمنية المغربية في مواجهة الإرهاب بين 2003 و2023؛ استقت جريدة ”آشكاين” رأي الخبير الأمني محمد بنحمو، الذي أكد أن هذه المقاربة الأمنية، عرفت بعد الأحداث الدامية و المأساوية لـ 16 ماي، ”تطورا كبيرا حيث اكتسبت الأجهزة الأمنية خبرة عالية و فعالية كبيرة في مواجهة التطرف والإرهاب”.

وأوضح بنحمو، ضمن تصريح لـ ”آشكاين”، أن هذه الاستراتيجية ”بنيت على الخبرة التي راكمتها الأجهزة الأمنية المغربية و ارتكزت على تطوير القدرات والكفاءات لرجال ونساء الأمن، وعلى الجانب المرتبط بتطوير وتحديث الأجهزة الأمنية المغربية”، مبرزا أنها ”استفادت من تعاون دولي و مما أدخلته من إصلاحات بالجانب المرتبط بمختلف جوانب مختلف الأجهزة الأمنية المغربية”.

في سياق متصل، أكد ذات الخبير أن ”التهديد الإرهابي مستمر والظاهرة الإرهابية، للأسف الشديد، على المستوى العالمي لا زالت تنشط بشكل واضح”، موضحا أن الأجهزة الأمنية المغربية التي لها من الخبرة ومن التجربة والقدرة والكفاءة الآن، تملك قراءة جيدة اليوم لهاته الظاهرة، نظرا لطبيعة التنظيمات الناشطة في هذا المجال وطبيعة ونوعية التقاطعات فيما بينها وكذلك أساليب ومناهج اشتغالها”.

وأوضح في هذا الصدد أن السياسية الاستباقية المغربية، شهدت نجاحا فيما يتعلق بالتهديد الإرهابي اليوم، ” إذ أننا أمام تهديد شمولي عابر للحدود وللقارات وأمام تهديد يتطور ويتأقلم بشكل سريع مع مختلف التحولات سواء فيما يتعلق في بروفلايات الذين ينشطون في هذه التنظيمات أو في أساليب ومناهج عملهم والأدوات التي يستخدمونها ”. يقول بنحمو.

وعرج ذات الخبير للحديث عن واقعة تحرير دراجين مغربيين، السبت الماضي، كانا قد اختطفا منذ أبريل المنصرم على يد جماعات إرهابية مسلحة، بعد تنسيق أمني بين المصالح الاستخباراتية المغربية و النيجيرية، حيث قال بنحمو إن ”الواقعة تؤكد قدرة السلطات الأمنية المغربية في أن تتواجد في أي مكان وأن يكون لها حضور عابر للحدود”.

في المقابل، يرى الخبير أن الحادث يدل على أن ”النشاط الإرهابي لا يزال قائما وأن المغرب كسائر الدول، لا يزال يواجه هذا التهديد الإرهابي”، مشيرا إلى أن الواقعة تبين ”أن كفاءة وقدرة الأجهزة الأمنية المغربية، خلق منها مدرسة وبصمة حقيقية على المستوى العالمي باعتراف دولي بها”.

وشدد على أن الاستراتيجية المغربية لمكافحة الإرهاب اليوم ”استراتيجية تدرس في العديد من معاهد التكوين الأمني العالمي وتسعى العديد من الدول إلى معرفتها والاطلاع عليها”.

وأوضح قائلا: ”نحن في مرحلة جديدة، تمكنت الأجهزة الأمنية المغربية أن تطور خبرتها، حتى في المجال الافتراضي الذي بات يعرف حضورا كبيرا للظاهرة”، كما شملت هاته الخبرة ”كل ما يمكن اعتباره تهديدات ناشئة في الجانب الأمني، سواء المرتبطة بالإرهاب وتشابك الظاهرة وتداخلها مع تهديدات أخرى كالجريمة العابرة للحدود وغيرها من الجرائم”.

وحول ما إذا كانت المقاربة الأمنية لوحدها كافية لمواجهة ظاهرة الإرهاب، أوضح ذات الخبير، أن المقاربة الأمنية ”أساسية وضرورية وتقينا من كل خطر محدق وداهم أو محتمل”، إلا أن هذه المقاربة لوحدها ”غير كافية” حسب بنحمو، الذي أضاف: ”لذلك قامت استراتيجية المغرب في محاربة الإرهاب على ركائز، تجمع بين الركيزة الأمنية والركيزة الاقتصادية الاجتماعية (المبادرة الوطنية للتنمية البشرية)، ثم ركيزة مرتبطة بالجانب بالديني، عبر هيكلة الحقل الديني من تكوين للأمة وتصحيح الكثير من المغالطات والمفاهيم التي كان يسعى البعض للترويج لها عبر مختلف الوسائل”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x