لماذا وإلى أين ؟

التقلباتُ المنـــاخية غير المسبوقة تُـنهي ”الفـريــز” مُبْـــكِرا بالمـــغرب

انتهى موسم التوت بالمغرب خلال العام الجاري، قبل موعده المعتاد، بسبب الظروف الجوية ”السيئة”.

ويواجه فلاحو هذه الفاكهة، تحديين خلال الموسم الفلاحي الجاري، الأول يكمن في انخفاض الطلب على ”الفريز” مقارنة بالموسم المنصرم، والثاني مرده إلى التقلبات المناخية غير المسبوقة التي يشهدها المغرب.

بخصوص التحدي الأول، يقول زهير الديسورية، منتج و مصدر مغربي للتوت الأحمر، إن الطلب تراجع بشكل كبير خلال السنة الجارية، حيث انخفض الطلب الروسي على ”الفريز” المغربي بنسبة تراوحت ما بين 60 إلى 70 في المائة بسبب الحرب الروسية- الأوكرانية، إذ كان صعبا، إن لم يكن مستحيلا، التصدير عبر البحر نحو روسيا بسبب العقوبات الأوروبية، فيما تبقى تكلفة الشحن الجوي مرتفعة للغاية للمستهلك الروسي.

وأوضح ذات المهني، وفق ما نقله الموقع المتخصص في الشأن الفلاحي ”freshplaza”، أن الطلب على هذا المنتوج انخفض أيضا نحو الأسواق الأوروبية، بسبب التضخم العالمي الذي قلل من القدرة الشرائية للمستهلكين وأجبرهم على تغيير سلوكهم، عبر تحييد المنتجات غير الضرورية مثل التوت من موائدهم.

في المقابل، أكد أن بعض الأسواق الأخرى الموسمية، مثل دول الخليج حافظت على طلب مستقر، وبريطانيا التي شهدت إقبالا جيدا على التوت المغربي، إذ يفضل المصدرون تلك السوق وتصل نسبة تعاملاتهم مع البريطانيين إلى ما بين 80 و 85 في المائة.

أما فيما يتعلق بتحدي المناخ، أوضح زهير الديسورية أن المغرب يواجه تقلبات ”غير عادية” في درجات الحرارة، يرافقها جفاف غير مسبوق لم تشهد له المملكة مثيلا منذ أربعة عقود خلت، وكان لعامل تغير الحرارة السبب الأكبر في تضرر المنتجين، حيث ”كانت درجات الحرارة مرتفعة للغاية في بداية الموسم، عندما احتاجت النباتات إلى البرودة، ومنخفضة جدًا عندما احتاجت الفاكهة إلى الحرارة”

وأعطى مثالا على ذلك بأن بعض أصناف توت العليق عادة ما تقدم غلة لا تقل عن 7 أطنان للهكتار، بينما كان متوسط إنتاجها هذا العام 5 أطنان، ولم تتجاوز ما بين 2-3 أطنان لبعض المنتجين، و ينطبق ذلك على جميع أصناف التوت الأحمر الأخرى.

وأدت كل هذه المشاكل إلى نهاية مبكرة للتوت بالمغرب، مقارنة بالعام الماضي، إذ سينتهي موسمه في غضون الأسبوعين المقبلين، بينما استمر السنة الماضية إلى نهاية يونيو، و بعض أصنافها ظل حتى نهاية يوليوز .

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x