لماذا وإلى أين ؟

90% من الشباب: الفساد يُــؤثِّــر على فرص العمل بالمغرب و 30% منهم: الهجرة هي الحلّ

كشف استطلاع رأي أجراه معهد الدراسات الاجتماعية والإعلامية، أن 90 في المائة من الشباب المغربي يعتقدون أن الفساد يؤثر بشدة على فرصهم في العمل والحصول على فرص دراسية. في المقابل، يعتقد 7.8٪ أن تأثير الفساد ضعيف، ويعتقد 1.2٪ أن الفساد لا يؤثر على الفرص الشبابية.

وأوضح تقرير المعهد أن هذا التحليل ”يعكس توجها واضحا من الشباب بشأن تأثير الفساد على فرصهم”، إذ يشير  الرأي السائد بين الشباب إلى أن وجود ”مستويات عالية من الفساد يعوق فرص الشباب في العمل والحصول على فرص دراسية”. و يمكن أن يؤدي الفساد إلى ”تحييد الفرص العادلة وتحجيم النمو والتنمية الشاملة”.

وخلص المعهد إلى أن هذه المعطيات قد تدعو إلى ”تعزيز جهود مكافحة الفساد وتحسين الشفافية والمساءلة في البلاد، من خلال تعزيز نظام العدالة وتعزيز القيم الأخلاقية وتوفير بيئة نزيهة ومواتية للأعمال والتعليم، يمكن أن يتم تحسين فرص الشباب وتحقيق تنمية مستدامة تعم الجميع”.

جدية الدولة في مكافحة الفساد

يظهر من نتائج الاستبيان، وفق المعهد،  أن هناك ”تقييمات متباينة بين الشباب بشأن جدية الدولة في مكافحة الفساد في البلاد”.

ويشير 45.5٪ من الشباب إلى أن الدولة تعمل على مكافحة الفساد، ولكن ”بشكل غير كافٍ”، مما يعكس إدراكهم لوجود جهود تُبذل لكنها لا تكفي للتصدي لهذه المشكلة بشكل كامل. بالمقابل، يعتقد 3.7٪ من الشباب أن الدولة تعمل بجدية في مكافحة الفساد، وبشكل كافٍ، مما يشير إلى رؤيتهم جهودَ الدولةِ فعالةً وملائمة. ومن ناحية أخرى، يعتقد 50.5٪ من الشباب أن ”الدولة لا تعمل بجدية في مكافحة الفساد، مما يعني أنهم يشعرون بعدم وجود جهود كافية أو تراكم المشاكل في هذا الجانب”. حسب استطلاع المعهد المذكور دائما.

وفي تحليله للنتائج، أوضح المعهد أن نتائج استطلاع الرأي حول مكافحة الدولة للفساد، تعكس تنوع وتعدد الآراء بين الشباب بشأن جهود الدولة في مكافحة الفساد. فهناك حوالي نصف الشباب يشعرون بأن الدولة لا ”تعمل بجدية كافية”، مما يشير إلى ”الشعور بعدم الرضا والاستياء تجاه جهود مكافحة الفساد الحالية. و يمكن أن يكون السبب وراء تقييماتهم المختلفة هو تجربتهم الشخصية ومدى تأثرهم بظاهرة الفساد في المجتمع، بالإضافة إلى الإجراءات والسياسات التي اتخذتها الدولة”

وشدد المعهد على أن هذه النتائج، تحتاج إلى ”دراسة وتحليل أعمق لفهم الأسباب المحتملة وراء هذه الآراء المتباينة، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات إضافية لتعزيز جهود مكافحة الفساد وتعزيز ثقة الشباب في جدية الدولة”.

النتائج المستخلصة، بإمكانها أن تكون، وفق المعهد دائما، ”إشارة للحاجة إلى تعزيز الجهود في مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والمساءلة في الحكومة”. داعيا  الدولة أن تكون على ”استعداد لتحقيق مستوى أعلى من الجدية والالتزام في مكافحة الفساد، من خلال تعزيز النظم القانونية وتعزيز الشفافية في العمل الحكومي وتوفير آليات فعالة للمراقبة والمساءلة”.

ويمر تحقيق ذلك، عبر  ”تحسين جودة الحوكمة وتعزيز المشاركة المدنية وتعزيز الشفافية، يمكن تعزيز الثقة في الدولة وتحقيق تقدم حقيقي في مكافحة الفساد وتوفير بيئة نزيهة وعادلة للشباب والمجتمع بشكل عام”.

تباين الآراء حول تحسن الأوضاع في المغرب

وجوابا حول سؤال يتعلق بمدى تحسن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في المغرب بشكل عام؛ تباينت وجهات نظر الشباب في المغرب، حسب الاستطلاع، بشأن تحسن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.

وترى فئة قليلة فقط من هؤلاء الشباب، أن الأوضاع تتحسن بشكل عام، مما يشير إلى ”تشاؤم أو عدم رضا حول التطورات الحالية”. بالمقابل، يعتقد نصف الشباب أنها تتحسن نوعًا ما، مما يشير إلى ”وجود بعض الإيجابيات والتقدم في بعض المجالات”.

هناك عوامل متعددة يمكن أن تكون وراء هذه الآراء المتباينة، حسب المعهد، فقد تكون هناك تحديات اقتصادية مستمرة، مثل البطالة والفقر وعدم المساواة، التي تؤثر على الرؤية العامة للشباب. مشيرا إلى التغيرات الاجتماعية والسياسية، قد يكون لها تأثير على اعتقادات الشباب أيضًا. بالإضافة إلى ذلك، قد تلعب وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي دورًا في تشكيل وجهات نظر الشباب حول الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.

ولتحقيق تحسن فعلي ومستدام في الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، طالب المعهد، بـ ”جهود مشتركة من الحكومة والمؤسسات المعنية”، بحيث يجب أن تعمل الحكومة على تنفيذ إصلاحات هيكلية تعزز النمو الاقتصادي المستدام وتوفر فرص عمل جيدة للشباب”. كما “يجب أن تركز هذه الإصلاحات على تعزيز الشمول المالي وتحسين البنية التحتية وتعزيز قطاعات الابتكار والريادة. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن تعمل المؤسسات المعنية على تعزيز الخدمات الاجتماعية وتعزيز المساواة والعدالة في المجتمع لتحقيق تحسن شامل في الحياة الاجتماعية للشباب”.

الهجرة وتحسين الأوضاع

في سياق متصل، ذكر استطلاع المعهد أن هناك توجهات مختلفة بين الشباب في المغرب بشأن الدور الذي تلعبه الهجرة في تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي لهم. وفقًا للنتائج، يُظهِر 30٪ من الشباب أنهم يعتقدون أن الهجرة هي الحل الوحيد لتحسين وضعهم، بينما يعتقد 70٪ من الشباب أنهم قادرون على تحقيق أهدافهم دون الحاجة للهجرة.

وأبرز أن هذا التحليل يعكس تنوع و تعدد الآراء والمواقف بين الشباب المغربي، وقد يشير إلى ”وجود تحديات اقتصادية واجتماعية تواجه الشباب في البلاد. يمكن أن يكون تعزيز الفرص المحلية للتوظيف والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للشباب أحد العوامل المهمة في تلبية احتياجاتهم وتحقيق تطلعاتهم وبالتالي تقليل الحاجة إلى الهجرة كحلٍّ وحــــــيد”.

وأشار إلى وجوب  أخذ هذه النتائج في الاعتبار عند وضع سياسات وبرامج تهدف إلى تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للشباب في المغرب، حيث يجب تعزيز الفرص المحلية وتوفير الدعم والتحفيز لتحقيق أهدافهم وتطلعاتهم.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
ابو زيد
المعلق(ة)
24 مايو 2023 00:03

ايوجد من يطلع على هذه الأرقام و معناها ام انها تعني انهم على السكة الصحيحة على اعتبار ان هناك استهدافا للتعليم و استئناسا بالفساد و تحطيما لهمة الشباب لدفعه الى أمواج البحر!!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x