سفيــرُ جبل طارق بطنجة يتحدثُ عن سبل تطــوير العلاقات الدبلوماسية بعد الـ”بريكسيت” (حوار)

كانت العلاقات بين جبل طارق والمغرب، وخاصة المدن الشمالية، متينة منذ سنوات، خاصة بعد عيش عدد كبير من المغاربة بالصخرة من أجل العمل. الأمر الذي يروج بشكل إيجابي للمغرب ومؤهلاته السياحية، فضلا عن فرص التبادلات التجارية بين المغرب وجبل طارق كبوابة لبريطانيا، خصوصا بعد الـ”بريكسيت” وصعوبة التبادلات التجارية وغيرها بين جبل طارق وإسبانيا. وفي هذا الصدد، اختارت “آشكاين” استضافة هنري سكرامنتو، السفير غير الرسمي للصخرة في مدينة طنجة في فقرة ضيف الأحد لهذا الأسبوع.

وفي ما يلي نص الحوار:

بداية.. من هو هنري سكرامنتو وكيف قادته السبل إلى مدينة طنجة؟

عملت كضابط شرطة لأكثر من 37 عاما بجبل طارق، وخلال هذه الفترة كنت أدير دروسا خيرية في وقت الخاص لتمويل جمع التبرعات لمدرسة سانت مارتن الخاصة، درست ركوب الدراجات والإسعافات الأولية وأجريت دورات السلامة على الطرق لأطفال المدارس. وقد أنتجت وشاركت في العديد من البرامج الخيرية. كما أن حبي للمغرب ليس وليد اللحظة، فقد شاركت رفقة زوجتي في البرنامج التلفزيوني الشهير بجبل طارق “The Flavours of the One Thousand and One Nights”، حول المطبخ المغربي في عام 2001.

سبق وشغلت منصب نائب رئيس لقسم الشرطة الدولية في جبل طارق، وتلقيت عدة جوائز عن عملي كشرطي، فضلا عن عملي الخيري. أعيش حاليا بين جبل طارق ومدينة طنجة، وأشغل منصب رئيس رابطة ضباط الشرطة المتقاعدين. كما أرعى رفقة زوجتي بريسيلا جمعية مضيق جبل طارق التي تأسست مؤخرا في طنجة، لمد جسور الوصل بين جبل طارق بيتي الأول، ومدينة طنجة بيتي الثاني.

طيب، وكيف تصف العلاقات بين جبل طارق والمغرب ؟

العلاقات بين جبل طارق والمغرب كانت دائما جيدة في جميع المجالات، كما أنها ليست وليدة اللحظة، في الواقع حصل جبل طارق على اسمه بعد أن قاد طارق بن زياد الغزو في 711 نحو جبل طارق. وفي عام 1969 عندما أغلقت الحدود مع إسبانيا من قبل الدكتاتور فرانسيسكو فرانكو، جبل طارق نظر إلى الجنوب واستورد معظم اليد العاملة التي يحتاجها من المغرب.

واليوم أصبح لدينا أكثر من عشرة آلاف رجل وامرأة مغربية يعملون في جبل طارق، في تلك الأيام كان لدينا عبارة تصل بين مدينتي طنجة وجبل طارق في أقل من ساعة، و كانت السفينة “مونس كالب” تقوم برحلة يومية بين المدينتين.

وكيف تطورت العلاقات بين المنطقتين على مدى السنوات؟

لقد غيرت حرب الخليج الكثير في ما يتعلق بالعلاقات بين جبل طارق والمغرب، فبعدها أصبح من الضروري الحصول على تأشيرة للسفر إلى جبل طارق والمملكة المتحدة من قبل المواطنين المغاربة، مما جعل الحركة بين هذه البلدان مقيدة وأثر على الكثير من جوانب العلاقات بين المنطقتين سياحيا واقتصاديا على وجه الخصوص. لكن روابط الدم لا تزال قوية، فقد كان ولا يزال لدينا زواج عرقي، ولدينا الآن جيل ثالث مولود في جبل طارق من أبوين مغربيين يتمتعون بحقوق بريطانية كاملة.

كما وفي مارس 2020، عندما غير كوفيد العالم، وتم توقيف العبارة والرحلة المباشرة بين طنجة وجبل طارق، أثر ذلك بشكل كبير على الأسر في المنطقتين، وحتى بعد إعادتها بعد انفراج أزمة كوفيد، إلا أن رحلة واحدة تظل غير كافية، ومن المؤسف أنه لا توجد رحلات مباشرة إلى جبل طارق من المغرب.

هل تأثرت السياحة والاقتصاد بين جبل طارق وطنجة بعد بريكسيت في نظرك؟

منذ خروج بريطانيا، اختار الكثير من أبناء جبل طارق شراء منزل ثان في المغرب بدلا من إسبانيا، ومن بينهم أنا و زوجتي، حيث نعمل منذ استقرارنا بطنجة أنا وزوجتي بريسيلا كسفيرين غير رسميين لجبل طارق في طنجة، ونستمتع باستضافة الأصدقاء والعائلة ومشاركة معرفتنا المكتسبة على مدى سنوات من اعتيادنا على زيارة المغرب.

احتل جبل طارق موقعا إستراتيجيا ليكون حلقة الوصل بين المغرب والمملكة المتحدة لأي فرصة تجارية طموحة، فضلا عن ترويج القدرات السياحية التي تتمتع بها طنجة والمغرب ككل. ومنه كانت فكرة انشاء مكتب الأعمال التجارية لجبل طارق في مدينة طنجة في نوفمبر 2019، لتقديم جميع المعلومات المطلوبة إلى أي شخص يرغب في إقامة مشروع تجاري في جبل طارق أو أي شخص من جبل طارق يرغب في إقامة مشروع تجاري في المغرب.