لماذا وإلى أين ؟

هل تُـؤشر زيارةُ وفــد برلماني مغربي لمقرِّ الجمعية البرلمانية الأوربية على نهاية أزمة الجانبين؟

يبدو أن الأزمة بين البرلمان الأوربي ونظيره المغربي بدأت تخفت حدتها، خاصة بعد قيام وفـــد من البرلمانيين المغاربة بزيارة لمقر البرلمان الأوربي، نهاية الأسبوع المنصرم، من أجل حُضور الدورة العادية للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا Apce التي احتضنها مقر البرلمان الأوروبي بستراسبورغ.

وجاءت هذه الزيارة بعد مرحلة توتر ملحوظ ومعلن شهدتها العلاقات بين البرلمان المغربي ونظيره الأوربي، إثر توصيات غير ملزمة كان قد أصدرها الأخير في حق المغرب يناير المنصرم، ما دفع البرلمان المغربي إلى تشكيل لجنة موضوعاتية، في 8 فبراير 2023، تضم ممثلين عن غرفتيه – المستشارين و النواب –  بهدف تقييم علاقاته مع نظيره الأروبي، ما يعني أن الزيارة الأخيرة تفتح مجال التساؤل عمّا إن كانت تشكل مؤشرا على نهاية الخلاف وطي صفحة التوتر بين الجانبين.

عبد النبي صبري: أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية بكلية الحقوق السويسي بالرباط

وفيه ذا السياق، أوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، صبري عبد النبي، أن “البرلمان الأوربي، بإيعاز من دولة أوروبية، أصدر ذلك الموقف الغريب والمستغرب في حينه، والواضح أن ذلك تم اتخاذه نتيجة التحولات التي عرفتها المملكة المغربية على مستوى تنويع شركائها خارج الشركاء التقليديين”.

وأضاف صبري، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “المسألة الثانية هي أن المغرب وضع سقفا عاليا في تعامله مع الدول الأروبية  وكافة دول العالم، وهو أن الاعتراف بسيادة المغرب على ترابه وعلى صحرائه ضرورة منهجية لا مفر منها لمن أراد أن يوقع أي اتفاق أو أراد الاستمرار في هذه العلاقات”.

ويرى الخبير في العلاقات الدولية نفسه، أن “التوصية التي صدرت عن البرلمان الأوربي في الأشهر القليلة الماضية، تنم عن جهل تام لهذا البرلمان بحدود تدخله وحدود دبلوماسيته البرلمانية، والمغرب نهج سلوكا، ليس فقط من خلال رد الفعل، بل بشكل أقوى، حيث قرر توقيف أواصر التعاون مع هذا البرلمان الأوربي، لكن في الآونة الأخيرة بدأت تتضح مجموعة من الأمور ولعل آخرها ما صرح به الأمين العام للأمم المتحدة بأن المغرب له سيادته على ترابه بشكل لا يدعو مطلقا إلى الشك”.

وأردف أن “البرلمان الأوربي في حالة هذا الثالوث: فرنسا، أوربا و إفريقيا، مقابل ثالوث آخر: روسيا الصين إفريقيا، والمغرب نوع شراكاته مع كافة هذه الدول ولم يدخل مع هذا الثالوث أو ذاك، حفاظا على حيوتيه ودبلوماسيته والمكاسب التي حققها على هذا المجال، زد على ذلك توجه مزيد من الدول للاعتراف بآلية الحكم الذاتي، كان آخرها سويسرا”.

وأشار صبري أن “البرلمان الأوربي هو الذي طلب من الوفد المغربي زيارته، لأنه تبين لهذا البرلمان أنه وُظِّف سياسيا من طرف بلد معين، وأنه ما كان  لهم أن يدخلوا في تفاهة التوظيف و سفاهة التسويق، ولكن عندما تأكد أن الواقع لا يرتفع فإن الأمور عادت إلى نوع من التفاهم”.

وخلص إلى أن “الدبلوماسية المغربية ومن خلالها الدبلوماسية البرلمانية، هي دائما تأخذ بعين الاعتبار كافة التطورات التي تحصل، ونحن نراقب السلوك البرلماني الخارجي لمجموعة من الدول، وإذا كان ذلك يتماشى مع الإيجابيات والمكتسبات التي راكمها المغرب، فإن العلاقات تستمر بشكل أرحب، وأما إذا كانت الأمور رجل هنا ورجل هناك، وثقافة المساومة والابتزاز والتنصل من الالتزام، فهذه السياسة لم تعد تجدي نفعا مع بلد أضحى مستقرا بشكل كبير في محيط أكثر اضطرابا”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
ربيع
المعلق(ة)
27 يونيو 2023 12:58

أعتقد أن المقال لم يكن مخطئا كما ذكرت التعاليق السابقة..والقصد منه كما فهمت مما جاء فيه هو أن الوفد البرلماني المغربي زار مقر البرلمان لحضور أشغال الدورة العادية للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا Apce التي احتضنها مقر البرلمان الأوروبي بستراسبورغ..وهنا مربط الفرس…لأن الدبلوماسيين المغاربة كانوا ممنوعين من دخول أروقة البرلمان الأوربي بسبب الأزمة ..ما يعني ان تمكنهم من دخول البرلمان الأوربي كبناية، المقر يعني، حدث في حد ذاته وله عدة مؤشرات ..وهذا ما فهمته من صاحب المقال ..وليس هناك خلط كما ذكرت التعاليق السابقة

زياد
المعلق(ة)
26 يونيو 2023 21:13

للأسف هناك خلط بين الجمعية البرلمانية لمجلس أروبا APCE والبرلمان الأوروبي، الوفد المعني المشار إليه كان حاضرا بمجلس أروبا وليس بالبرلمان الأوروبي

عدي
المعلق(ة)
26 يونيو 2023 21:06

للتوضيح فالمقال سقط في الخلط بين البرلمان الأوروبي ومجلس أروبا، فالوفد المغربي قام بزيارة عمل إلى الجمعية البرلمانية لمجلس أروبا وليس البرلمان الأوروبي. هذا لرفع اللبس وتوضيح أن المؤسستين مختلفتين.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x