لماذا وإلى أين ؟

لعروسي: دعوةُ إيران لتطبيع علاقاتها مع المغرب مُلتبسة

دعت إيران عبر وزير خارجيتها، حسين أمير عبد اللهيان، المغرب إلى تطبيع العلاقات، وذلك في ظل القطيعة التي تشهدها العاقات الدبلوماسية بين الجانبين.

وقال اللهيان، في تصريح صحفي، الخميس 29 يونيو 2023، في كلمة له خلال حفل أقيم بمناسبة عيد الأضحى بمشاركة سفراء الدول الإسلامية لدى طهران، إن “إيران ترحب بتطوير وتطبيع العلاقات مع الدول الأخرى في المنطقة والعالم الإسلامي، بما في ذلك مصر والمغرب”.

هذه الدعوة الإيرانية الصريحة للمغرب لتطبيع العلاقات، جاءت بعدما أفلحت الوساطة الصينية في إعادة المياه الدبلوماسية بين إيران والسعودية، وهو ما يجعل هذه الدعوة الإيرانية ذات أبعاد مختلفة، نظرا لكون اسم إيران بالمنطقة المغاربية مرتبط بمساعيها للتغلغل في المنطقة من خلال دعمها المباشر لمليشيات الإنفصال الممثلة في جبهة البوليساريو.

وفي هذا السياق، يرى مدير عام مركز منظورات للدراسات الجيوسياسية والاستراتيجية، عصام لعروسي، أن “المرحلة الحالية للسياسة الخارجية الإيرانية هي مرحلة “تصفير الأزمات” أو “تصفير المشاكل”، وهذا المفهوم تحاول السياسة الخارجية الإيرانية أن تروجه، لاعتبارات أساسية”.

مدير عام مركز منظورات للدراسات الجيوسياسية والاستراتيجية، عصام لعروسي

وأول هذه الاعتبارات التي تدفع إيران لترويج هذه السياسة يورد لعروسي في حديثه لـ”آشكاين”، هي أن “إيرن تحاول مسح صورة إيران المتغولة، من خلال تقاطبات إقليمية جيدة، وبدأت هذا المسار مع كل من سلطنة عمان، قطر، والمملكة العربية السعودية الآن، ومع الإمارات العربية المتحدة”.

واعتبر لعروسي أن “انفتاح إيران، وإعادة فتح سفارتها في مصر، والتلويح بإعادة وتطبيع العلاقات مع المغرب، يدخل في إطار نسق السياسة الخارجية الإيرانية الحالية، التي تحاول أن توضح للعالم أنها بلد متسامح ويطمح في الاندماج داخل بوتقة النظام الإقليمي والدولي”.

وشدد الخبير في العلاقات الدولية، على أن “إعادة تطبيع العلاقات مع المغرب هي مطمح إيراني ربما، لكن مدى استجابة المغرب لهذا المطلب ليست من السهولة بما كان، على اعتبار أن المغرب يضع مجموعة من الشروط لإعادة العلاقات مع إيران خاصة موضوع دعم إيران للجماعات الإنفصالية، والتحالف الإيراني الواضح مع الجزائر، وتوظيف مليشيات البوليساريو في إطار حرب العصابات، وتسليح مليشيات الإنفصال، وتزويد الجماعة الإنفصالية بطائرات مسيرة”.

وأردف أن “كل هذه الامور تبين أن إيران يجب ان تغير من ملامح سياستها تجاه المغرب العربي، وخاصة إزاء المغرب، لكي تكون هذه الدعوة دعوة جدية وليست مجرد دعاية سياسية أو محاولة لتوهيم المجتمع الدولي بأن إيران بلد عادي وغير مارق، إذ أنها تحاول أن تقتحم هذه الدوائر، خاصة بعد التراجع الأمريكي عن منطقة الشرق الأوسط، نجد أن إيران تستغل الفرصة لتطبيع علاقاتها مع الدول  العربية، مثل ما حصل في العراق، الذي تستلب فيه إيران معظم القرار العراقي، وفي لبنان كذلك، واليمن، والدور الإيراني في إفريقيا”.

وخلص إلى أن “الدبلوماسية المغربية ستكون حذرة جدا إزاء هذه الدعوة الملتبسة، إذ انه من دون تغيير السلوك الإيراني لا يمكن للدبلوماسية الملكية أن تتجاوب مع مثل هكذا دعوات”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
يوسف
المعلق(ة)
3 يوليو 2023 20:05

الكل مسؤول عن سياساته إيران ترى أن سياساتها في المرحلة يجب أن تذهب في هدا الاتجاه وكدالك السعودية لو لم ترى السعودية أن من مصلحتها أن تذهب في هدا الاتجاه اما بالنسبة للمغرب فمن حقه أن يرى ما تدعيه هده المرحلة ومن حقه وضع شروط إعادة العلاقات وبالخصوص في مسألة تزويد الجبهة بالسلاح وحتى مساندتها سياسيا فالمغرب لن يسكت ويقف معها كان شيء لم يكن اما وضع شروط على دولة بالنسبة للعلاقات مع دولة آخرة فليس من حق أي دولة والله اعلم

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x