2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

سحبت جمهورية أنغولا بساط الإعتراف والدعم من تحت أقدام جبهة البوليساريو الإنفصالية، معلنة عن تأييدها لحل سياسي قائم على التوافق للنزاع حول الصحراء، وفق ما جاء في بيان مشترك صدر، أمس الثلاثاء 11 يوليوز الجاري، بالرباط، في ختام أشغال الدورة الثالثة للجنة التعاون المشتركة المغربية – الأنغولية، برئاسة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، و وزير العلاقات الخارجية لجمهورية أنغولا، تيتي أنطونيو.
وأكد رئيس الدبلوماسية الأنغولية على أن بلاده “تشجع جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي، ستافان دي ميستورا، لإيجاد حل سياسي عادل، دائم، مقبول لدى الأطراف، و قائم على التوافق، وأبرز المصدر ذاته أن الوزيرين جددا، كذلك، التزامهما الراسخ بمبادئ القانون و الشرعية الدولية واحترام سيادة الدول و وحدتها الترابية.
التغير الحاصل في موقف جمهورية أنغولا المعروفة بأنها كانت من الداعمين لجبهة البوليساريو الإنفصالية منذ 1976، بل وكانت تتخندق ضمن تيار الدول الأفريقية الداعمة للجبهة الإنفصالية بإيعاز من الجزائر، وهو ما يطرح علامات استفهام كبيرة عن أثر هذا التحول في الموقف الأنغولي على مسار ملف الصحراء المغربية.
وفي هذا السياق، يرى المدير العام لمركز منظورات للدراسات الجيوسياسية والاستراتيجية، عصام لعروسي، ان “المشاورات الدبلوماسية التي يقوم بها وزير الخارجية المغربي في الآونة الأخيرة هي اتمام لما قام به المغرب من اختراق في القارة الإفريقية”.

موردا أن “القارة الإفريقية تعني للمغرب الشيء الكثير بالنسبة لقضية الصحراء المغربية، خاصة أن العديد من الدول، ومن بينها أنغولا، كانت تعرف بالكيان الوهمي وتعطي هذا الزخم لكيان مليشيا إنفصالية ليس لها أي أهمية على المستوى الدولي أو السياسي”.
وأردف لعروسي الذي كان يتحدث لـ”آشكاين”، أن “المقاربة التي تقوم بها الدبلوماسية المغربية هي مقاربة الفعل ومقاربة المناورات المستمرة، وهو عكس ما تقوم به الدبلوماسية الجزائرية التي تعمل على مقاربة رد الفعل، حيث رأينا في الآونة الأخيرة كيف تقوم الجزائر بمحاولة تتبع وترقب خطوات المغرب الدبلوماسية ومحاولة نسف ما يقوم به من مجهودات لتوحيد صفوف العديد من الدول فيما يتعلق بمبادرة الحكم الذاتي”.
وشدد الخبير في العلاقات الدولية على أن “الدبلوماسية المغربية عليها أن تعي أن بعض الدول الأفريقية ليست مستقرة سياسيا وأمنيا وليست لها قواعد ديموقراطية محترمة، وربما هناك من الدول من تغير موقفها مع تغير المصالح، وبالتالي يجب أن يكون المغرب حذرا في هذا الباب”,
وأشار إلى أن “هناك من الدول الأفريقية التي تحافظ على ازدواجية دبلوماسية، بمعنى التعاطي مع المغرب بإيجابية، وفي نفس الوقت التعاطي مع الجزائر بنفس الإيجابية”.
مؤكدا على أن “الموقف الأنغولي سيضيف الشيء الكثير بالنسبة للمغرب، خاصة أن المقاربة التي نهجتها الدبلوماسية الملكية لا تستثني حتى الدول التي كانت ضمن خصوم الوحدة الترابية للمملكة، بمعنى أن إقحام مفهوم التنمية و معادلة “رابح رابح” مع القارة الإفريقية تكللت بالنجاح وأعطتنا هذا المسار، وأرغمت هذه الدول على الاعتراف على أن المصالح مع المغرب هي دائمة وغير متغيرة، على خلاف الإصطفاف مع الجزائر وصنيعتها البوليساريو وهو ما سيفقدها الكثير من المصالح الإقتصادية”.
وخلص إلى أن “أنغولا أيضا تستوعب هذا الدرس وهذه الحقيقة وتتماشى مع المغرب في هذا الطرح، وهذا النجاح يجب أن يتواصل بدعم المصالح المغربية في هذه البلدان الإفريقية من الناحية الاقتصادية والاستراتيجية”.