لماذا وإلى أين ؟

أسرةٌ مكلومة تُــطالب بكشف حقيقة الوفـــاة الغامضة لإبنها داخل مُستشفى الرازي بطنجة

طالبت أسرة مكلومة بفقدان فلذة كبذها بمدينة طنجة، بإنصافها وكشف حقيقة الظروف الغامضة التي أدت إلى وفاة إبنها “س. ا.”، البالغ من العمر 34 سنة، الذي قضى في ظروف غامضة بعد أن ولج مؤسسة الرازي للأمراض النفسية والعقلية في صحة جيدة، ليخرج منها بعد أسبوع جثة هامدة. وقد دقت الأسرة كأول إجراء، باب اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بطنجة، من أجل مساعدتها أمام الجهات المسؤولة.

وحسب الطلب الذي وجهته أم الشاب المعني إلى رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بطنجة، والذي اطلعت “آشكاين” على نسخة منه، فإنها كانت “تزور ابنها يوميا حاملة له الأطعمة، وخلال الأسبوع الذي قضاه بالمستشفى كانت تجده في حالة صحية جيدة، لا يشكو من أي شيىء، وزارته يوم 2023/06/09 صباحا، وفي اليوم الموالي صباحا 2023/06/10 ، تلقت مكالمة من رجال الشرطة أخبروها أن إبنها توفي، لكنها لم تصدق أنه مات موتا طبيعية، حيث تكاد تجزم أن وفاته غير طبيعية على الإطلاق”.

وأشارت الأم في طلبها، أنه “وفي انتظار نتيجة التشريح الذي أمر به الوكيل العام لمعرفة أسباب الوفاة، قامت ببعض التحريات الشخصية مع بعض النزلاء الذين كانوا يتواجدون معه بنفس الغرفة، والذين أكدوا أنه خلال طيلة ليلة يوم 2023/06/09 إلى صباح يوم 2023/06/10، كان يتقيئ، ويتألم ويضغط على بطنه من كثرة الألم وأنهم نادوا عشرات المرات على ممرضي الديمومة وكان عددهم 5 لتقديم الإسعافات اللازمة له، لكن لا حياة لمن تنادي وبقي على حاله إلى أن لفظ أنفاسه”.

“اختلالات” متكررة

حالة الشاب الهالك ليست الأولى في سلسلة طويلة من الاحداث التي يشهدها المستشفى المذكور، فشهر أبريل المنصرم، تفاجأت أسرة أحد نزلاء مستشفى الرازي للأمراض العقلية، باختفاء ابنها الذي كان نزيلا في المستشفى في ظروف لا تزال غامضة.

وحسب مصادر مطلعة، فإن الشاب المختفي الذي يدعى “ف. ش.”، تم اسقدامه إلى المستشفى من طرف مصالح الدرك الملكي للقصر الكبير لتلقي العلاج، بعدما ظهرت عليه أعراض لاضطرابات عقلية في الشارع العام، وذلك بحضور ولي أمره، حسب المساطر المعمول بها.

وحسب أسرة الشاب الذي يبلغ من العمر 34 سنة، فقد عاد الأب للاطمئنان على فلذة كبده ليتم إخباره أنه ليس موجودا بالمستشفى، وعند استفساره حول الأمر تم إخباره من طرف الإدارة أنه قد تم السماح له بالمغادرة، وذلك دون التواصل مع الأسرة لإخطارها بالأمر ودون تقديم أي توضيحات حول الموضوع.

لتلجئ أسرة الشاب لصفحات مواقع التواصل للوصول لأي جهة قد تخبرهم بأي معلومة حول مكان تواجد فلذة كبدهم، كما هو معمول به أغلبية حالات الإختفاء منذ ظهور مواقع التواصل.

“انتحارات” غامضة

تقارير سابقة كانت تحدثت عن فتح النيابة العامة المختصة بطنجة، لتحقيق بخصوص ما سمي بـ”انتحارات غامضة” بمستشفى الرازي للأمراض العقلية، وذلك بعد تسجيل أزيد من 10 وفيات مرتبطة بالإنتحارات في ظرف سنة واحدة.

التقارير، أكدت أن هذه الوفيات أثارت شكوكا في صفوف مصالح الأمن، فضلا عن مصالح النيابة العامة المختصة، حيث غالبا ما تحمل آثار الخنق من جهة، أو وفيات داخل مرحاض المؤسسة الصحية.

لكن التحقيقات تشير المصادر، غالبا ما تجد نفسها أمام نفق مسدود، نظرا لغياب كاميرات المراقبة، داخل الأماكن التي يتم العثور فيها على الجثث، لتنصف تحت خانة “الوفاة الطبيعية”، أو “الحادث العرضي”، بناء على تقارير المؤسسة الصحية.

وقد حاولت صحيفة “آشكاين” مرات عدة التواصل مع إدارة المسشتفى للحصول على ردها على عدد من الأسئلة المعلقة في هذا الإطار، إلا أن الهاتف يظل يرن دون مجيب.

مطالب بزيارة وزير الصحة

وفي ظل الحالة التي يعيشها المستشفى المذكور، فقد طالب مهتمون بالشأن الصحي بمدينة طنجة أكثر من مرة، وزير الصحية خالد آيت طالب، بالقيام بزيارة مفاجئة لمستشفى الرازي للأمراص العقلية والنفسية بطنجة، للوقوف على الاختلالات التي يعرفها.

مشيرة إلى أن الجدية والصرامة المعروفة لدى الوزير، لن تسمح له بتجاهل الحالة التي يعيشها المستشفى المذكور، خاصة بعدما شاهده الجميع خلال زيارته التفقدية الأخيرة لإقليم الدريوش، والصرامة التي أبداها في تعامله مع هفوات بعض الأطباء والممرضين.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
حسن
المعلق(ة)
17 يوليو 2023 01:01

..لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم..وحوش في صفة انسان…كلشي على عينيك ابنعادي..

مريمرين
المعلق(ة)
17 يوليو 2023 20:59

و تضاف هذه الوقائع إلى ما أدلى به سي عزيز غالي رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في موضوع الدم الملوث . فهل يتحرك المسؤولون ؟؟؟؟

ابو زيد
المعلق(ة)
17 يوليو 2023 02:58

مستشفى الرازي كارثة بمل معنى الكلمة!! اذا ما استثنينا بعض الممرضات و رئيساتها اللتين يمثلان الاستثناء!! و به فان الإدارة و ما يشملها لا يعنيهم ما يقع هناك انسانيا ربما إعلاميا!!
الانتحارات توالت و هو شئ لا يمكن اخفاؤه بل يكفي الرجوع إلى أرشيف الصحافة لتبيان ذلك!!
و لا مجال للمزايدات …وزير الصحة يتحمل المسؤولية المباشرة على ما يقع في أسوأ مستشفى للأمراض العقلية وطنيا..بحسب تسلسل الاحداث و دائما يترك الامر للابحاث القضائية!!
هناك تقصير مركزي لعدم الوقوف على اختلالات (وفيات!! ) في مستشفى للأمراض العقلية في ثاني مدينة في المغرب!!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x